كتاب فرنسي: "قرن الديكتاتوريين" أردوغان والقذافي وصدام أبرزهم
الكتاب مقرر صدوره في 22 أغسطس/آب الجاري ويتطرق إلى حياة 26 من القادة الاستبداديين الذين شهدهم القرن الحادي والعشرون.
قال المؤرخ الفرنسي أوليفييه جويز، إن العالم شهد في القرنين السابق والحالي وجود ديكتاتوريات كبرى.
واعتبر أن أبرز تلك الديكتاتوريات كانت في تركيا وكوريا الشمالية إلى جانب ليبيا في عهد معمر القذافي والعراق في عهد صدام حسين.
وتحت عنوان "أسرار الديكتاتوريين" نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية، مقتطفات من الكتاب، المقرر صدوره 22 أغسطس/آب الجاري، الذي تطرق إلى حياة 26 من القادة الاستبداديين الذين شهدهم القرن الحادي والعشرون.
وخلال مقابلة مع الكاتب الفرنسي مع المجلة الفرنسية، قال جوبز، إنه لا يعتبر أردوغان ديمقراطيا.
وأوضح أن أردوغان يقمع حرية الرأي التعبير، ولا يقترب من الرأي العام في بلاده، في المقابل يمنح الأتراك وهم الحرية بعيدا عن المجال السياسي.
ووفقاً للكتاب فإنه يرى أن الفكر الليبرالي يختفي في بعض البلدان نتيجة لتولي الشعبوييين في أوروبا، والحكام المستبدين الذين وصفهم بـ"الدكتاتوريين الجدد"، في بعض البلدان، مدللاً على ذلك بشعبية ماتيو سالفيني الرجل القوي في الحكومة الإيطالية ونائب رئيس الوزراء، الذي يميل إلى الزعيم الفاشي موسوليني.
وأشار الكاتب إلى أردوغان وخطاباته الشعبوية التي يدلي بها أمام أنصاره من شرفة قصره، مصدراً إليهم وهم الهوية والحفاظ على الأمن، على خطا ديكتاتوريي القرن الماضي، كما أنه افتتح متحفاً لمن سماهم بـ"شهداء الانقلاب" المزعوم ضده في يوليو/تموز 2016، والذي يقمع شعبه منذ ذلك الانقلاب المزعوم بالاعتقالات والفصل.
وطرح جويز في كتابه، سمات مشتركة للحكام المستبدين، بينها جنون العظمة، وانعدام الشفقة والتعاطف، كما أن الديكتاتوري الحديث وفقاً للكتاب، يلعب على 3 ركائز رئيسية في خطاباته تضمن شعبيته، وهي الهوية والاستهلاك والأمن، لخلق وهم الحفاظ على الهوية والأمن واستهلاك المواطنين، مشيراً إلى أن الديمقراطية ليست عصا سحرية إنما عملية طويلة تعتمد على السياق التاريخي للبلد.
وتناول الكتاب الشخصيات الاستبدادية الأكثر شهرة خلال القرن العشرين، بينهم هلتر، وموسوليني، وبينوشيه، وماو، وأقل شهرة مثل موبوتو، وستروسنر، وهودجا، موضحاً أن هؤلاء الطغاة خلال القرن الحادي والعشرين يشتركون في نفس الصفات مع مزج العنف والاستبداد والتقدم والحداثة، وهم "الديكتاتوريين الجدد"، هناك نماذج كثيرة عليهم على شاكلة أردوغان.
كما تحدث الكاتب عن السمات الأبرز التي يشترك فيها الديكتاتوريون الجدد، وهي الصعود المكوكي بعد مرحلة مرورهم بمرحلة شباب فوضوية، ونجاحهم السريع وعنفهم اللفظي، وضعفهم العقلي، وأخطاؤهم الاستراتيجية، وسقوطهم المذهل في كثير من الأحيان (مثل القذافي وصدام)، تلك السمات تجعلهم شخصيات تاريخية، قائلاً: "إنهم يستطيعون الوصول إلى ما لا يمكن للبشر العاديين الوصول إليه مطلقًا عن طريق الغموض، والغطرسة المطلقة".
وصنف الكاتب زعماء العالم خلال عام 2019 إلى ثلاث مجموعات، الديكتاتوريين الحقيقيين مثل زعيم كوريا الشمالية، والنظم الاستبدادية ومن يوصفون بالديكتاتوريين الجدد مثل تركيا، والزعماء الشعبويين مثل إيطاليا، والمجر.
ووفقاً لتعريف الدبلوماسي الفرنسي والرئيس السابق للمخابرات الفرنسية برنارد باجوليه، للنظام "الديكتاتوري" فإنه نظام استبدادي حيث لا توجد فيه أية ضمانات للحريات الفردية، ويسود التعسف والذهاب إلى السجن دون محاكمة، مدللاً على ذلك بسوريا وتركيا.
وفرق الكاتب الفرنسي بين نظم أردوغان وكيم جونج أون، وأروبان، موضحاً أن طبيعة كل نظام مختلفة عن الآخر، في رؤيتهم للديقراطية والتعددية، والدفاع عن حقوق الإنسان والحرية".
وأشار جويز إلى وجود نوع جديد من الديكتاتوريات وهي ديكتاتورية الشبكات الرقمية، محذراً من خطر قيام ديكتاتورية جديدة، يصعب السيطرة عليها لكونها ليس لها رأس مال ولا حدود، ولكنها تتحكم في أكثر من ملياري شخص حول العالم.
ويرى جويز أن ديكتاتورية الشبكات الرقمية، المتمثلة في شركات "جوجل" و"فيسبوك" و"أبل" وشركة "أمازون"، حيث يمكن لهذه الشركات العملاقة من خلال البيانات الشخصية متابعة سلوك مليار شخص حول العالم والتحكم فيهم، فضلاً عن التأثير على سير العمليات الانتخابية في بعض الدول على غرار ما حدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA=
جزيرة ام اند امز