مكانس وشواحن … كيف تنفق فرنسا أموال بريطانيا لتأمين الحدود؟
مفاجآت كبيرة كشفتها السجلات فيما يتعلق بكيفية إنفاق فرنسا لأموال بريطانيا المخصصة لتأمين الحدود ومنع عبور المهاجرين.
ففي عام 2018، وقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية آنذاك تيريزا ماي اتفاقية ساندهيرست لتأمين الحدود ومنع المهاجرين من عبور القناة الإنجليزية.
وبموجب الاتفاقية قدمت لندن لباريس مبلغ 40.4 مليون جنيه استرليني (46.5 مليون يورو) لكن تفاصيل الإنفاق كشفت عن مفاجآت.
وأوضحت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير لها أن السلطات الفرنسية أنفقت الأموال على شراء معدات تتراوح بين معدات المراقبة عالية التقنية والمكانس الكهربائية وشواحن الهواتف للسيارات وأيضا لمراقبة الحدود بين فرنسا وإيطاليا.
وكشفت السجلات التي حصلت عليها "بوليتيكو" أن الشرطة الفرنسية أوقفت أقل من نصف المهاجرين الذين حاولوا عبور القناة الإنجليزية منذ توقيع الاتفاق مما أثار الشكوك حول وعد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بـ "إيقاف القوارب" مع اقتراب موعد الانتخابات.
وأوضحت السجلات أنه جرى إنفاق جزء كبير من الأموال على النقل بما في ذلك المروحيات والسيارات والدراجات النارية والدراجات البخارية الإلكترونية والدراجات الرباعية.
كما تضمن الإنفاق شراء معدات مراقبة الحدود، مثل المناظير والطائرات بدون طيار والكاميرات وكاميرات الصيد والمناظير الداخلية والبرمجيات .
ومع ذلك، تم استخدام الأموال أيضًا لتزويد الشرطة الفرنسية بالأجهزة اليومية مثل أجهزة الميكروويف والمكانس الكهربائية للسيارات ومحولات السيارات لأجهزة الشحن.
كما جرى استخدام 130.383 جنيهًا استرلينيًا (150,000 يورو) لإنشاء لواء خيول وشراء أحذية ركوب الخيل والخوذات ورعاية الخيول، بتكاليف تشغيل سنوية قدرها 26.000 جنيه استرليني (30,000 يورو).
إلى جانب إنفاق الأموال البريطانية أيضًا من قبل فرقة من القوة الفرنسية التي تحرس الحدود مع إيطاليا.
ونصف المبلغ تقريبا (17.4 مليون جنيه استرليني أي 20 مليون يورو) جرى إنفاقه في عام 2023 في حين أنفقت فرنسا 1.7 مليون جنيه استرليني فقط (1.9 مليون يورو) في 2019 وهو آخر عام قبل جائحة كوفيد-19.
ويمثل التمويل البريطاني 10% من إجمالي ميزانية فرنسا لحماية الحدود في 2023، وفقًا لوثائق الميزانية.
وتعتزم بريطانيا تخصيص 540.3 مليون يورو أخرى لفرنسا من الآن وحتى عام 2026.
وردا على أسئلة "بوليتيكو"، رفضت وزارة الداخلية الفرنسية التعليق على الأرقام تحديدا، وشددت على أن تركيزها ينصب على تفكيك شبكات التهريب، حيث تم تفكيك 47 مجموعة في عام 2022 و28 حتى الآن في عام 2023.
وقال مسؤول اشترط عدم الكشف عن هويته إن هناك "بعض المنطق" في تمويل القوات على الحدود الفرنسية الإيطالية لأن بعض المهاجرين الذين يصلون إلى منطقة كاليه كانوا قد وصلوا إلى فرنسا عبر إيطاليا.
ورفض متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية التعليق على مجالات محددة للإنفاق، لكنه قال "أولويتنا إيقاف القوارب، وبفضل عمل قيادة عمليات القوارب الصغيرة إلى جانب شركائنا الفرنسيين، انخفضت عمليات العبور بنسبة تزيد عن 20% مقارنة بالعام الماضي".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز