سوريا.. سجينات الأسد يكسرن حاجز الصمت والعار
كيف استخدم نظام الأسد الاعتداء الجنسي في السجون، كسلاح من أسلحة الحرب لتدمير أي شكل من أشكال المقاومة، وهو الاغتصاب.
وثائق صادمة كشفت عن اعتداء ممنهج يستهدف سوريات في سجون بشار الأسد، ممن اخترن كسر الصمت والعار المحدقين بممارسات النظام في بلادهن، وروين ما تعرضن له من قمع وانتهاكات، من الضرب إلى الاغتصاب.
الوثائق تضمنها فيلم وثائقي بعنوان «صرخة مكبوتة» بثته قناة «فرانس 2» الفرنسية (رسمية)، ضمن تحقيق استقصائي أجراه صحفيان، وأظهر معاناة السوريات المسجونات في دهاليز النظام.
- "تزوجته في السجن ثم اختفى".. قصة زوجين فرقهما الأسد
- دي ميستورا: المعارضة مستعدة لمحادثات مباشرة مع الأسد
صرخة مكبوتة
صرخة مكبوتة تنوء تحت ثقل القمع والظلم، وظلت بعيدة عن مسامع العالم، حتى كشفها الوثائقي الذي جاء بدوره في إطار تقرير شامل بعنوان "سورية بشار الأسد"، يجسد معاناة الشعب السوري في السنوات الـ 6 الماضية.
وتعقيبا على المقطع المصور الذي بثته المحطة الفرنسية، كتبت صحيفة «لوفيغارو» المحلية، تقول: «عندما يتجاوز الرعب في سوريا حدود التحمل.. صرخة مكبوتة.. فيلم تسجيلي للصحفيين مانون لوازو وأنيكا كوجون، يجسد معاناة المرأة السورية».
وعرض الصحفيان شهادات لسيدات ناجيات من سجون الأسد، ممن تعرضن للاعتداء الجنسي، وقبلن باستعراض تفاصيل معاناتهن بأصوات كسرها الظلم.
حقائق «تقشعر لها الأبدان»، وفق الصحيفة، تضمنتها شهادات سيدات تعرضن للاغتصاب منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 6 سنوات.
وروت السيدات الضحايا تفاصيل مروّعة عن استخدم نظام الأسد الاعتداء الجنسي بجميع أنواعه، وخاصة الاغتصاب، في السجون، واستعماله سلاحا من أسلحة الحرب، لتدمير أي شكل من أشكال المقاومة، في اعتداء وصفته الصحيفة بـ"الجريمة الكاملة".
الصحيفة قالت إن هؤلاء السيدات كسرن، بشهاداتهن، حاجز الصمت والعار، وامتلكن شجاعة لتعرية النظام المارق، والتنديد بالعقوبة المزدوجة التي يفرضها على سجيناته، وهي السجن والاغتصاب.
سبايا
خلف القضبان، جرت أحداث شبيهة بما يحدث في الأفلام السينمائية، حيث استعبدت السجينات في ممارسات تجعل منهن سبايا، وفق الفيلم التسجيلي، تماما مثلما حدث لسجينة سورية سابقة أطلق عليها الفيلم اسم مريم.
مريم هي السيدة الوحيدة التي اختارت التحدث للكاميرا مكشوفة الوجه، لتروي معاناتها في سجون الأسد، وتتحدث عن نبذها عقب خروجها من السجن من قبل أسرتها، وتهديد زوجها لها بالقتل حين علم باغتصابها داخل السجن.
«جريمة كاملة» كما رددت الصحيفة في أكثر من موضع من تعقيبها، واعتبرت ممارسات النظام بحق هؤلاء النساء «أمرا جائرا» استهدف سيدات لم يقاتلن النظام في الجبهات، ولسن إرهابيات، بل كل ذنبهن أنهن ناشطات أو شقيقات أو زوجات معارضين لنظام الأسد.
صفة كلفتهن فاتورة باهظة، وعرضتهن للتعذيب الجسدي والنفسي داخل السجن، وحتى حين يخرجن من وراء القضبان، يواجهن تعذيبا من نوع آخر، وهو نبذ المجتمع لهن.
أحد الصحفيين اللذين أنجزا الفيلم، مانون لوازو، قال للصحيفة إن تلك الشهادات المؤلمة التي عرضها العمل تشكل ثمرة ساعات طويلة من المناقشات مع عدد من السجينات السابقات، لافتا إلى أن «مَن قبلن الحديث لسن سوى عينة صغيرة مما يحدث من تعذيب واعتداءات في السجون السورية".