"غيوم فرنسية".. رواية مصرية عن جنود الجنرال يعقوب
الرواية تتأمل عبر قصة حب بين بطلها "فضل" وزوجته "محبوبة"، المصير الذي انتهى إليه الزوج بعد ذهابه مع فرقة يعقوب.
صدرت مؤخراً رواية جديدة بعنوان "غيوم فرنسية" للكاتبة الروائية المصرية ضحى عاصي، تقدم متخيلاً سردياً لتجربة الجنرال يعقوب الذي خرج جنوده مع جنود الحملة الفرنسية بعد فشلها، ومات على إحدى السفن قبل الوصول إلى باريس.
وتتأمل الرواية الصادرة عن دار "ابن رشد" في القاهرة، عبر قصة حب بين بطلها "فضل" وزوجته "محبوبة"، المصير الذي انتهى إليه الزوج بعد ذهابه مع فرقة يعقوب، ضمن ما سمي بـ"الفيلق القبطي"، وتطرح هواجسه في باريس.
ضحى عاصي كاتبة روائية من مواليد محافظة المنصورة، درست في موسكو وعملت في الإرشاد السياحي لسنوات، قبل تفرغها للكتابة.
وللكاتبة ضحى عاصي 5 أعمال، منها: "رواية القاهرة 104"، و"فنجان قهوة"، و"سعادة السوبر ماركت"، و"كتاب محاكمة مبارك بشهادة السيدة نفيسة"، وتم تكريمها الشهر الماضي في بيت تشيكوف في روسيا.
وأهدت الكاتبة روايتها الجديدة "غيوم فرنسية" إلى المترجم الكبير بشير السباعي، لما قدمه من دعم خلال مراحل إعدادها.
وقالت ضحى عاصي: "قرأت قبل كتابة الرواية عشرات المراجع باللغتين العربية والفرنسية، حول تجربة الحملة الفرنسية، ونموذج المعلم يعقوب المؤرق بهويته".
وأضافت: "في لحظة لم أجد إجابة عن مصائر الجنود الذين خرجوا مع يعقوب، وخذلهم بالموت، فرأيت أنه من الضروري تخيل هذه المصائر، فبدأت الكتابة انطلاقاً من تلك اللحظة".
وتابعت عاصي: "ربما يكون هذا هو أول عمل روائي يطرح أسئلة هؤلاء الجنود المنسيين في كتبنا التاريخية، على الرغم من أن يعقوب ورجاله ظهروا كأطياف في أعمال روائية أخرى، منها رواية صنع الله إبراهيم (القانون الفرنسي)".
والمعلم يعقوب إحدى الشخصيات التي دارت حولها جدل كبير في التاريخ المصري، نتيجة تعاونه مع الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801).
وبينما يرى البعض، ومنهم المفكر الراحل لويس عوض، في تجربة "يعقوب" محاولة للاستقلال، ويقدمه كثائر على الظلم العثماني، إلا أن مؤرخين آخرين يرون تجربته شكلاً من أشكال التعاون مع الاحتلال، حيث منحه الجنرال كليبر رتبة كولونيل، وجعله على رأس فرقة عسكرية من شباب قبطي مصري، تم تدريبها على أيدى ضباط فرنسيين.
وتولى الجنرال يعقوب على نفقته الخاصة تزويد الفرقة بالسلاح والعتاد اللازم، وقد كافأه الجنرال مينو، آخر قادة الحملة الفرنسية في مصر، بأن منحه رتبة جنرال، وكان ذلك في عام 1801.
وعند خروج يعقوب مع الحملة إلى فرنسا، أصيب بعد يومين من ركوبه السفينة بالحمى ومات، وكانت آخر وصية له أن يدفن بجوار صديقه الجنرال ديسيه.
وهناك شك في أن يكون الفرنسيون قد نفذوا وصيته، حيث تروي بعض الروايات أنه قد تم إلقاء جثمانه في البحر، نظراً لطول مدة السفر، وعدم توفر وسائل لحفظ الجثة.
وتؤكد المؤلفة أنها اختارت تأمل الأسئلة التي يطرحها نموذج يعقوب، ومن آمنوا بتجربته التي أثارت لأول مرة سؤالاً حول معنى الهوية، في إطار معادلة شرق غرب، التي توسعت الرواية العربية في تناولها في النصف الأول من القرن الـ20، عبر نماذج طه حسين، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقي.
aXA6IDMuMTQzLjIxNC4yMjYg جزيرة ام اند امز