الانتخابات الفرنسية.. 4 مشاهد تاريخية ورقم قياسي
إعلان فوز ماكرون ولوبان في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسة غيّر معالم الخريطة السياسية بفرنسا، كما سيوضح هذا التقرير
"أنتظر هذا منذ سنوات. كانوا يبصقون علينا، ويصفوننا بالنازيين. أخيرا، فتح الناس أعينهم".. بهذا التعليق فسّر ألدريك إفزار (36 عاما)، وهو أحد أنصار مارين لوبان مرشحة اليمن المتطرف في الانتخابات الفرنسية، وصفه لنتيجة الانتخابات بـ"التاريخية".
- إنفوجراف.. أولاند و3 مرشحين سابقين يدعمون ماكرون بالإعادة
- الخوف من لوبان يدفع ساسة أوروبا لدعم ماكرون
إفزار على ما يبدو من تعليقه، الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، لم يكن يتوقع أن تقصي لوبان، مرشحي الحزب الجمهوري فرنسوا فيون والاشتراكي بنوا آمون، وتصل مع ماكرون إلى المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وهذه هي المره الثانية في تاريخ الجمهورية الخامسة بفرنسا التي بدأت عام 1958، التي يتجاوز فيها مرشح يميني متطرف المرحلة الأولى من الانتخابات الفرنسية، وهو ما يجعل بعض أنصار لوبان يصفون المشهد بـ"التاريخي".
غياب الثنائية الحزبية
وفي مقابل ذلك، يرى أنصار ماكرون أن تجاوزه المرحلة الأولى من الانتخابات الفرنسية بعد عام واحد من تأسيسه حركة "إلى الأمام" التي قدمت نفسها باعتبارها حركة "لا يمين ولا يسار"، يعد مشهدا تاريخيا أبرز من سابقه.
وعبّر ماكرون عن ذلك بقوله "إن ترشيحه غيّر وجه السياسة الفرنسية في مدة عام واحد"، في إشارة إلى الثنائية الحزبية التي كانت تسيطر على فرنسا.
وهذه هي المرة الأولى التي لا يعبر فيها مرشحا الحزبين الكبيرين اللذين هيمنا على الانتخابات منذ نحو نصف قرن، إلى الدورة الثانية الحاسمة، بعد أن أسقط الناخبون مرشح الحزب الجمهوري (يمين) فرانسوا فيون ومرشح الحزب الاشتراكي بنوا آمون.
وعبّر كانتان (27 عاما)، أحد أنصار ماكرون، عن ذلك بقوله لوكالة الأنباء الفرنسية: "نعيش لحظة تاريخية مع مرشح خارج عن الثنائية الحزبية سيعمل على تجديد الطبقة السياسية، وهو نبأ سار لأوروبا".
وإذا كان أنصار ماكرون يتحدثون عن الثنائية الحزبية، فإن أنصار أحد الحزبين، وهو الحزب الجمهوري (يمين) يشعرون بخيبة أمل كبيرة، بعد أن صار غيابهم عن المرحلة الثانية مشهدا تاريخيا ثالثا في تلك الانتخابات.
وحل مرشحهم فرانسوا فيون في المرتبة الثالثة بعد لوبان في انتخابات الجولة الأولى، لتصبح المرة الأولى منذ بداية الجمهورية الخامسة عام 1958، التي يغيب فيها اليمين عن الجولة الثانية في فرنسا.
وتختتم المشاهد التاريخية في تلك الانتخابات، بكونها الأولى التي تجري في ظل حال الطوارئ التي أعلنت إثر اعتداءات نفذها إرهابيون في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وأوقعت 239 قتيلا.
وسبق إجراءها بيومين تنفيذ عملية إرهابية بشارع الشانزليزيه بباريس، ما دفع الحكومة الفرنسية باتخاذ إجراءات تأمينية غير مسبوقة، فدفعت الداخلية بـ 50 ألف شرطي، فيما وفرت وزارة الدفاع 7 آلاف رجل.
أصغر رئيس
وإضافة لهذه المشاهد الأربعة غير المسبوقة، فإن فرنسا ربما تكون على موعد مع رقم قياسي يوم 7 مايو/أيار، في حال فوز ماكرون "39 عاما"، وهو الأقرب للحدوث، حيث سيصبح أصغر رئيس يدخل قصر الإليزيه.
وتبدو حظوظ ماكرون هي الأكبر استنادا إلى حصوله على تأييد المرشحين الخاسرين بالجولة الأولى، وكذلك وفق نتائج استطلاعات للرأي أجريت فور إعلان نتيجة المرحلة الأولى.
وفو إعلان نتيجة المرحلة الأولى دعا أبرز المرشحين الخارجين من السباق إلى "قطع الطريق أمام لوبان في الجولة الثانية، فقال مرشح الجمهوريين فرانسوا فيون: "التطرف لا يمكن إلا أن يحمل الشؤم لفرنسا"، وفعل بنوا آمون المرشح الاشتراكي اليساري الشيء نفسه، وقال: "أدعو بقوة لكي نضرب الجبهة الوطنية، ونهزم هذا اليمين المتشدد".
وأظهر استطلاع أجراه معهد "إيبسوس سوبرا ستيريا" أن ماكرون سيحصل في الجولة الثانية على 62% من الأصوات، مقابل 38% لـ"لوبان"، بينما أورد معهد "هاريس إنتراكتيف" أن الفارق سيكون أكبر مع 64% من الأصوات لماكرون و36% لـ"لوبان".
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز