ماكرون وكونتي في أول قمة منذ توتر العلاقات
القمة تشكل انعكاساً لاستعادة التوافق بين البلدين، وتخيم عليها العديد من الملفات أبرزها أزمة فيروس كورونا والملف الليبي
تجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، في نابولي، الخميس، أول قمة بين البلدين منذ 2017، جراء التوتر الذي ساد العلاقات.
وتشكل القمة انعكاساً لاستعادة التوافق بين باريس وروما بعد فترة من التوتر، وتخيم عليها العديد من الملفات أبرزها أزمة فيروس كورونا والملف الليبي.
ولم تلغِ السلطات الإيطالية هذا الاجتماع المقرر منذ وقت طويل، رغم تفشي وباء كورونا المستجد الذي انطلق من الصين في إيطاليا، ويستقطب انتباه السلطات في روما كما في باريس.
وباتت إيطاليا، حيث يتصاعد عدد الإصابات بوتيرة سريعة منذ الجمعة، البلد الأوروبي الأكثر تأثراً بالفيروس، مع أكثر من 400 إصابة و12 حالة وفاة، وفق حصيلة السلطات الأخيرة.
وفي فرنسا، سُجلت 17 حالة إصابة وحالتا وفاة بينهما أول فرنسي أُعلنت، الأربعاء، وفاته، ولم يسبق له أن سافر إلى مناطق طالها الفيروس.
وبالنسبة لباريس، "من المهم الوجود" إلى "جانب الإيطاليين" و"التعاون" في ظلّ هذا "السياق الصعب".
وتخوض باريس وروما منذ أكثر من عام حربا كلامية، وصلت ذروتها بالاستدعاء المؤقت للسفير الفرنسي في إيطاليا، في أخطر أزمة دبلوماسية بين الطرفين منذ عام 1945.
واتخذ وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة السيادي، من إيمانويل ماكرون هدفاً لانتقاداته، حيث شجب "غروره" و"نفاقه" في التعامل مع مسألة الهجرة.
من جهته، جعل ماكرون من ماتيو سالفيني "خصمه الرئيسي" في أوروبا وندد بنزعته "القومية" الأشبه "بمرض الجذام".
تهدئة في العلاقات
هدأت العلاقات تدريجياً بين البلدين منذ وصول حكومة جديدة في سبتمبر/أيلول 2018 إلى السلطة برئاسة كونتي، مُشكّلة من ائتلاف بين حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات والحزب الديمقراطي من يسار الوسط، فيما عاد ماتيو سالفيني إلى صفوف المعارضة.
ويعتبر الإليزيه أن فرنسا "قادرة تماماً على العمل مع هذه الحكومة"، حيث "إننا نتشارك معها العديد من أوجه التقارب"، خصوصاً بمسألة السياسة الأوروبية.
وبهذا، فإن باريس وروما باتتا "على خط واحد" في قضية استقبال المهاجرين العابرين للبحر المتوسط، وهو ملف كان البلدان يختلفان حوله بشكل قطعي.
هذا "الزخم الجديد" في العلاقة الفرنسية - الإيطالية، سيكون من بين الموضوعات التي سيناقشها ماكرون وكونتي.
ويرافق ماكرون في زيارته 11 وزيراً، بينما سيحضر إلى جانب كونتي 12 وزيراً، لتغطية جميع الميادين خلال الاجتماع، من الاقتصاد، مروراً بالدفاع، وصولاً إلى القضايا الثقافية.
وبينما كان الملف الليبي يشكّل احتكاكا بين البلدين، بات حالياً موضوع "تنسيق" بين إيطاليا وفرنسا اللتين تعملان على إعادة إحياء مهمة صوفيا البحرية، التي تهدف إلى مراقبة حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا.
ويفترض أن يؤكد ماكرون وكونتي عزمهما توقيع اتفاقية "كويرينالي" (اسم مقر الرئاسة الإيطالية) خلال الأشهر المقبلة، والتي أعلن عنها في عام 2017، وتهدف إلى إعطاء "إطار أكثر استقراراً وطموحاً" للتعاون بين فرنسا وإيطاليا، وستعدّ على نموذج الاتفاقية الفرنسية الألمانية.