صحيفة فرنسية: استقالة رئيس وزراء العراق "ليست كافية"
الصحيفة الفرنسية رأت أن العراقيين يريدون إعادة بناء نظام جديد غير قائم على الانتماءات الطائفية والعرقية، الذي تسيطر عليه إيران
قالت صحيفة "لوموندو" الفرنسية، الإثنين، إن استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، لم تغير شيئا بالبلاد وليست كافية، بعد أن دخلت في موجة احتجاجات عنيفة منذ قرابة الشهرين.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية في موضوع نشر بها بعنوان "مظاهرات جديدة رغم الإعلان عن استقالة عبد المهدي"، أن الاحتجاجات لن تهدأ دون إعادة بناء نظام جديد لن يكون قائما على الانتماءات الطائفية والعرقية.
- انتخابات مبكرة بالعراق.. المعوقات والسيناريوهات المحتملة
- ليبراسيون: استقالة عبدالمهدي خطوة نحو إنهاء نفوذ طهران بالعراق
ووفقاً للصحيفة، فإن هذه الاستقالة ليست كافية في وجهة نظر المحتجين، وإن الهدف من المظاهرات إسقاط النظام بالكامل.
ونقلت "لوموندو" عن أحد المحتجين العراقيين في مدينة الديوانية (جنوب) قوله إن "استقالة عبدالمهدي ما هي إلا الخطوة الأولى، لا بد من طرده ومحاكمة جميع الفاسدين".
في حين قال متظاهر آخر في بغداد: "لن نغادر قبل أن نحصل على الوظائف والماء والكهرباء"، بينما طالب محتج في مدينة الناصرية "بتعويض المحتجين على سفك الدماء وإشعال الحرب الأهلية في البلاد".
وارتفعت ألسنة اللهب والدخان الكثيف فوق جسور نهر الفرات، كما أسفرت المواجهات مع قوات الأمن العراقية في تلك المدينة خلال الأيام الماضية عن مقتل عشرات المحتجين.
ورأت "لوموند" أن المتظاهرين يرون أن "النظام السياسي العراقي بأكمله، تحت سيطرة إيران، ولابد من الإطاحة به وتغييره".
وقالت الصحيفة إنهم يريدون إصلاح السلطة القائمة، ببناء نظام جديد غير قائم على الانتماءات الطائفية والعرقية، التي شجع على ازدهار المحسوبية والفساد.
وأشارت إلى أن تغيير النظام السياسي الذي يطالب به العراقيون يتطلب تجديد الطبقة السياسية المسيطرة على واحدة من أهم الدول المنتجة للنفط في العالم.
وحذرت الصحيفة الفرنسية من انزلاق المدن الجنوبية في الفوضى، إذا لم يستجب النظام لمطالب الشعب العراقي الثائر، للتخلص من التبعية الإيرانية.
وكانت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، قد اعتبرت استقالة عبدالمهدي خطوة أولية للتخلص من النفوذ الإيراني في العراق، مشيرة إلى أن الغضب العراقي يستهدف النفوذ الإيراني علناً، الذي يتدخل حتى في تعيينات الوزراء للسيطرة على أموال النفط.
وفي وثائق سرية مسربة كشفتها وسائل إعلام أمريكية، فإن أجهزة المخابرات الإيرانية على "اتصال وثيق" مع عادل عبدالمهدي، وزير النفط السابق رئيس الوزراء العراقي المستقيل، موضحة أنه أسهم في إحكام قبضة طهران على ثروات العراق منذ توليه السلطة.