إذاعة فرنسية: النظام الإيراني سيواجه "ثورة" خلال أيام جراء العقوبات
استطلاع للرأي، أجرته إذاعة "إر.إف.إي"، أكد سخط الشعب الإيراني على النظام وسياساته التي أفقرت بلاده مع اقتراب تطبيق العقوبات الأمريكية
حذرت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية في تقرير لها، الخميس، من ازدياد سخط الشعب الإيراني واتجاهه للقيام بثورة ضد النظام، كرد فعل على اختناقه من سياساته التوسعية التي أفقرته ودفعت الشباب للانتحار، وذلك قبيل أيام من تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران.
- أحزاب ومنظمات إيرانية تندد بانتهاك حقوق الإنسان في الداخل
- إيرانيو بريطانيا يطالبون بضغط أوروبي لوقف الإعدامات في إيران
وتحت عنوان "إيران من الحلم إلى خيبة الأمل"، أشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن الشعب الإيراني يعيش حالة من السخط والغضب ليس تجاه الولايات المتحدة التي ستبدأ بفرض عقوبات جديدة بعد أيام قليلة، إنما تجاه النظام الإيراني الذي عرض شعبه لتلك المعاناة من البطالة والفقر والعقوبات، نتيجة لسلوكياته في المنطقة.
"مشهد" تدق ناقوس الخطر من جديد
وحذرت الإذاعة الفرنسية من اندلاع مظاهرات جديدة، خلال الأيام المقبلة، تعبيرا عن غضب الإيرانيين، انطلاقا من مدينة "مشهد" التي شهدت نهاية العام الماضي انطلاقا لموجة احتجاجات عمت أرجاء البلاد.
وذكرت الإذاعة بأنه في 14 يوليو/تموز 2015، وقعت الدول الكبرى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد محادثات دبلوماسية طويلة وصعبة، بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا، وروسيا، الصين، من جانب وإيران من جانب آخر، وخلال الاتفاق تعهدت طهران بالتزامها بالحد من برنامجها النووي، وفي المقابل يرفع المجتمع الدولي تدريجيا العقوبات الاقتصادية عن إيران.
وتابعت: "كان من المفترض، بعد الرفع التدريجي للعقوبات، أن يتنفس الشعب الإيراني وينتعش السوق بانفتاح الشركات الغربية للاستثمار في البلاد، ولكن النظام أنفق تلك الأموال على التدخلات في الشؤون الداخلية للدول، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعلان انسحابه من الاتفاق وفرض عقوبات على النظام الإيراني".
وأجرت الإذاعة الفرنسية استطلاعا لآراء الإيرانيين في مدينة مشهد نقل إحباطهم من سوء الأوضاع الاقتصادية، ومخاوفهم من العقوبات الأمريكية الجديدة التي ستطبق خلال أيام.
الشباب يتجهون للانتحار جراء الأوضاع الاقتصادية
شاروك جاني شاب من مدينة مشهد، قال إن "الأوضاع في إيران باتت مأساوية، فإن الشاب لا يستطيع الزواج لعدم قدرته الإنفاق على أسرة، حتى أن المتزوجين يتركون أسرهم لعدم قدرتهم على توفير احتياجات أطفالهم، بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد".
وتابع: "تلك الأزمة الاقتصادية آلمت جميع الإيرانيين"، مضيفا: "نتيجة ليأس الشباب من تلك الأوضاع الاقتصادية المتردية، لجأ البعض للانتحار شنقا، كما سجلت أيضا عدة حالات لشباب أضرموا النار في أنفسهم، حتى ارتفعت حالات الانتحار إلى مستوى غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، بينهم أحد أصدقائي".
وأضاف الشاب الإيراني: "لم أشارك في المظاهرات الماضية، ولكن الأزمة الاقتصادية بدأت تتفاقم، إلا أن الأسوأ لم يأت بعد، وأتوقع اندلاع احتجاجات، خلال الفترة المقبلة، تنطلق من نفس المدينة (مشهد) وسأشارك فيها"، وذلك عقب فرض الجزء الثاني من العقوبات المغلظة على إيران في 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
الوضع في مشهد كارثي
من جانبه، قال شاب آخر ويدعى أحمدي، إن "الغالبية العظمى من الإيرانيين، وبخاصة من الشباب، متشائمين من الأوضاع خلال الفترة المقبلة بعد تغليظ العقوبات".
وأشار إلى أنه "على الرغم من أن مشهد تعد مدينة تجارية ونشطة بالحركة، فإنها الأكثر تأثرا بسوء الأوضاع الاقتصادية".
وتابع: "الشباب يشعرون بالركود، لكون دخلهم معتمد تماما على حركة التجارة".
النظام الإيراني يتجه لإلهاء الشعب بالمخدرات
من جانبه، قال أحد التجار، ويدعى أسد الله كريمي (30 عاما)، إن الوضع في إيران كارثي، نتيجة سوء إدارة الزعماء، موضحا أن "الشعب في حالة فوران ما قبل انفجار البركان، وبعد 5 نوفمبر سينفجر بالفعل، فالإيرانيون لم يعودوا يحتملون أي ضغوط أخرى، ويدفعون ثمن أخطاء حكامهم.
وتابع:" الحكومة الإيرانية هي السبب الرئيسي في الأزمة، والمواطن في النهاية هو الذي يدفع الثمن"، مضيفا "الدولة لا تلتفت لصغار التجار، وكان ذلك السبب خلف مشاركتي في المظاهرات التي اندلعت نهاية العام الماضي، وسأشارك في المظاهرات المقبلة بعد تطبيق الجزء الثاني من العقوبات".
وأشار إلى أنه حتى من لم يشارك في المظاهرات الماضية وكان وضعه الاقتصادي أحسن حالا، باستطاعته لتوفير احتياجاته الأساسية، بعد مضاعفة الأسعار، أن يشارك في أي موجة احتجاجات مقبلة، مدللا على ارتفاع أسعار سلع على سبيل سلع بعينها، مثل الزيت".
ولفت إلى أنه للأسف ليست لدى الحكومة أي نية في السيطرة على الوضع الاقتصادي، ولا تحاول تخفيف معاناة الإيرانيين بأي وسيلة، على الرغم من أنهم إذا أرادوا شيئا يستطيعون تنفيذه بسهولة".
وأضاف أنه "على سبيل المثال أرادوا إغلاق جميع المقاهي في مشهد ونجحوا في ذلك، لكن في المقابل يتعاطى الشباب المخدرات في الطرقات أمام مرأى ومسمع الجميع ولا تقوم السلطات بأي إجراء ضدهم، وكأنهم يريدون إلهاء الشعب بالمخدرات".