من الإمارات إلى قطر.. 74 قمة خليجية في 43 عاما
في حدث يحمل أهمية خاصة؛ كونه أول قمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي تعقد خارج السعودية منذ 5 سنوات، تستضيف قطر، قمة مجلس التعاون الخليجي الاعتيادية الـ44.
تلك القمة التي تستضيفها قطر، الثلاثاء، ترفع عدد القمم الخليجية إلى 74 منذ أول قمة عقدت بدولة الإمارات العربية المتحدة في مايو/أيار 1981.
أهمية خاصة
تحمل تلك القمة أهمية خاصة؛ كونها الأولى التي تستضيفها قطر بعد رأب الصدع الخليجي، وتعزيز التضامن بين دوله بموجب اتفاق العلا الذي أبرم في يناير/كانون الثاني 2021.
كما تحمل القمة أهمية خاصة -كذلك- كونها تتزامن مع استضافة دولة الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28 ).
ومن المتوقع أن تشيد القمة الـ44 في بيانها الختامي، بجهود دولة الإمارات في حشد المجتمع الدولي لمواجهة تغير المناخ الذي يعد أكبر تحد يواجه البشرية للحفاظ على كوكب الأرض، والتنويه بالإنجازات التاريخية التي حققتها في هذا الصدد منذ انطلاقة قمة «COP28»، الأسبوع الماضي.
وكان قادة دول الخليج قد أشادوا خلال القمة الخليجية الـ43 التي استضافتها الرياض في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي بالدور الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات، لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.
وجددوا ترحيبهم ودعمهم لاستضافة دولة الإمارات، COP28 ؛ لدعم الجهود الدولية في هذا الإطار، كما رحبوا بإعلانها الالتزام بتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
توقيت مهم
تعقد القمة الخليجية الـ44 في توقيت مهم، حيث تكثف دول الخليج جهودها لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية ودعم السلام ونشر الاستقرار.
وتبذل دول الخليج جهودا مشتركة لإغاثة غزة، ودعم جهود وقف دائم لإطلاق النار، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، شارك في الاجتماع الوزاري الخليجي الاستثنائي الذي عقد في مسقط، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وجرى خلاله الإعلان عن رصد 100 مليون دولار لإغاثة أهالي قطاع غزة.
وأرسلت دولة الإمارات حتى مساء الأحد، 95 طائرة شحن إضافة إلى سفينة شحن تحمل 5722 طنا من المساعدات الإغاثية في إطار عملية الفارس الشهم 3، التي وجه بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ضمن مبادرات إنسانية ودبلوماسية عديدة لدعم غزة.
القمم الخليجية في أرقام
وبعقد القمة الخليجية الـ44 ، ترتفع عدد القمم الخليجية إلى 74 قمة منذ أول قمة خليجية عقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي في مايو/أيار 1981.
وبعقد هذه القمة يرتفع عدد القمم الخليجية التي تم عقدها على مدار الـ12 شهرا الماضية إلى 6 قمم، وهو أكبر عدد من القمم يعقد خلال تلك الفترة القصيرة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي.
وشهدت تلك الفترة عقد القمة الخليجية الاعتيادية الـ43 في الرياض في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والقمة الخليجية الصينية الأولى في اليوم نفسه.
وعقدت -كذلك- أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى، إضافة إلى اللقاء التشاوري الـ18 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في مدينة جدة في 19 يوليو/تموز الماضي، ثم عقدت أول قمة خليجية مع رابطة دول الآسيان يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وشهدت مسيرة القمم الخليجية منذ تأسيسها 74 قمة، مع احتساب قمة اليوم، هي عبارة عن 44 قمة اعتيادية، و18 قمة تشاورية، و4 قمم استثنائية؛ إحداها قمة خليجية أمريكية، و3 قمم خليجية أمريكية، إضافة إلى قمة خليجية مغربية بالرياض، وقمة خليجية بريطانية بالمنامة، وقمة خليجية صينية، فضلا عن أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى، وأول قمة خليجية مع رابطة دول الآسيان.
ومن بين 44 قمة اعتيادية تم عقدها، عٌقدت 12 قمة في السعودية، و7 في الكويت و7 في البحرين و6 في دولة الإمارات، و7 في قطر (بينها قمة اليوم) و5 في سلطنة عمان.
ولعل أبرز تلك القمم هي أول قمة خليجية والتي عقدت في أبوظبي في مايو/أيار 1981، بدعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واتفق خلالها قادة دول الخليج رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.