منصب «رئيس الفيدرالي الأمريكي».. أبرز المرشحين لخلافة «باول»
تتصدر مجموعة من الأسماء دائرة الترشيح لمنصب يتولّى مسؤولية السياسة النقدية لأهم بنك مركزي في العالم.
يتجه جدول المناصب الاقتصادية في الولايات المتحدة نحو نقطة محورية مع اقتراب انتهاء ولاية جيروم باول كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو/أيار 2026.
وكان الرئيس الأمريكي قد أجرى سلسلة من المقابلات مع أبرز المرشحين المحتملين وسط ضغوط متزايدة من جانب البيت الأبيض لخفض أسعار الفائدة، وهو هدف يلقى اهتماماً كبيراً بين المستثمرين والاقتصاديين.
أبرز الأسماء
وعدد تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية المرشحون الأبرز. وقال إن كيفين هاسّيت -مدير المجلس الاقتصادي القومي في البيت الأبيض ومستشار اقتصادي مقرب من الرئيس- المرشح الأبرز حالياً لمنصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، نظراً لقربه من السياسات الإدارية الحالية ورؤيته الداعمة لتقليل معدلات الفائدة بوتيرة أسرع من الوضع الراهن.
وأظهر استطلاع في الأسواق التنبؤية نسبة احتمال أعلى من بقية المرشحين لتولّي المنصب.

كان هاسيت، ٦٣ عاماً، مدافعًا صلبًا عن السياسات الاقتصادية لدونالد ترامب، إذ قلّل من شأن البيانات التي تُظهر مؤشرات ضعف في الاقتصاد الأمريكي، وكرّر اتهامات بوجود تحيّز داخل مكتب إحصاءات العمل.
وقد أثار ولاؤه للرئيس تساؤلات لدى محللين حول ما إذا كان سيتصرف باستقلالية داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وحول مدى النفوذ الذي قد يتمتع به لدى بقية أعضاء المجلس.
في الوقت نفسه، يتقدم كيفين ورش، الحاكم السابق للاحتياطي الفيدرالي وعضو بارز في المجتمع الاقتصادي، بقوة في المنافسة إلى جانب هاسّيت. وتبرز قوته من خلفيته في السياسة النقدية وتجربته السابقة في النظام المصرفي المركزي، مع قدرة على التوازن بين مواقف السوق وقرارات السياسة.

وكان الاقتصادي البالغ من العمر 55 عامًا، وهو زميل في معهد هوفر ذي التوجه اليميني وعضو في مجلس إدارة شركة «يو بي إس»، قد طُرح اسمه أيضًا لتولي رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الولاية الأولى لترامب. وفي وقت سابق من هذا الشهر، تقدّم لفترة وجيزة على هاسيت في أسواق التوقعات قبل أن يتراجع مجددًا إلى المركز الثاني.
وقال ترامب لصحيفة «وول ستريت جورنال» هذا الشهر: «أعتقد أن كيفنَين كلاهما رائعان».
ويُعرف ورش بكونه من أشد منتقدي الاحتياطي الفيدرالي، إذ هاجم كل شيء بدءًا من اعتماد البنك المركزي المكثف على البيانات، وصولًا إلى استخدامه الأصول في ميزانيته العمومية. وقد صعّد من لهجته منذ برز هذا العام كمنافس على المنصب الأعلى في الاحتياطي الفيدرالي، داعيًا إلى «تغيير النظام».
وكان ورش يتمتع بسمعة «متشددة» نسبيًا خلال فترة عمله محافظًا في الاحتياطي الفيدرالي، أي أنه كان يميل إلى تفضيل أسعار فائدة أعلى ويركّز على المخاوف المتعلقة بالتضخم.
أما كريستوفر والر، وهو من حكّام الاحتياطي الفيدرالي الحاليين، فيعد خياراً أقل ترجيحاً لكنه ما يزال ضمن دائرة المرشحين النهائيين. وموقفه القيادي داخل البنك يجعله مرشحاً محافظاً نسبياً، مع ميل نحو الاستقرار في السياسات النقدية مقارنة بزملائه الآخرين.

التقى كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحالي، مؤخرًا بترامب في مقابلة، ما عزز فرصه للحصول على المنصب في أسواق التوقعات.
وقد رشّحه ترامب لعضوية مجلس الاحتياطي الفيدرالي في عام 2020، وقد شدّد مؤخرًا على أن البنك المركزي لديه مجال لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر.
ويبلغ والر من العمر 66 عامًا، ويفتقر إلى الروابط الشخصية التي قد تساعد هاسيت ووارش على تصدر قائمة ترامب، إلا أن وول ستريت تنظر بعين الرضا إلى مسافة والر النسبية عن البيت الأبيض.
وعندما سُئل ترامب عن والر بعد لقائهما، وصفه بأنه «رائع»، مضيفًا: «إنه رجل قضى وقتًا طويلًا هناك».
وبينما يظل الرجلان هاسيت وورش هما المرشحان المفضلان، إلا أن والر يظهر باعتباره «الخيار الأكثر عقلانية»، وفق ما قال سكايلاير وايناند، الرئيس التنفيذي للاستثمارات في شركة ريغان كابيتال.
اتجاهات السياسات بين المرشحين
وقال التقرير إن جميع المرشحين الرئيسيين -هاسّيت وورش ووالر- يتفقون على دعم خفض أسعار الفائدة، لكن تختلف رؤيتهم حول حجم الخفض وطريقة تطبيقه. وتُظهر هذه الخلافات كيف يمكن أن تتباين سياسة الاحتياطي الفيدرالي في السنوات المقبلة حسب من يتولى المنصب.
ويمثل اختيار رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي نقطة حاسمة للأسواق العالمية، إذ تلعب قرارات هذا المنصب دوراً مهماً في تحديد تكلفة الاقتراض، وتحفيز النمو، والسيطرة على التضخم. وتتجه الأنظار نحو الإعلان الرسمي المتوقع في أوائل عام 2026 بعد خروج باول من دوره القيادي.