"أوري هيم" و"EDS" و"سورماس".. 3 مشروعات صحية مؤهلة لجائزة زايد للاستدامة 2023
تأهل 3 مرشحون قدموا قصصاً مُلهمة عن قطاع الصحة المستدامة للمرحلة النهائية من مسابقة جائزة زايد للاستدامة 2023 عن فئة الصحة.
وتهدف المشروعات المُتأهلة إلى تسهيل سبل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية وتعزيز الاندماج الاجتماعي من خلال الروبوتات الاجتماعية، والمراكز الجراحية المتنقلة، والأنظمة الذكية المخصصة لمكافحة الأوبئة.
جائزة زايد للاستدامة هي جائزة عالمية رائدة أطلقتها دولة الإمارات عام 2008، لتكريم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية العالمية التي تقدم حلولاً مستدامة، وكرّمت حتى الآن 96 فائزاً ساهمت حلولهم الملهمة والمبتكرة في التأثير إيجاباً على حياة أكثر من 378 مليون شخص حول العالم.
روبوت "أوري هيم" لتقليل العزلة الاجتماعية
طوّر مختبر "أوري" روبوت "أوري هيم" (OriHime) لمساعدة الأشخاص ذوي الهمم ممن يعانون من إعاقة جسدية على التواصل مع المجتمع، وتم اشتقاق اسم الروبوت من حب مؤسس المختبر لفن طي الورق الياباني التقليدي "أوريغامي"، ولقب المدير المالي "هيم".
وخلافاً لمكالمات الفيديو أو الهاتف التقليدية، يتيح "أوري هيم" للأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرة المنازل أو المستشفيات فرصة التواصل والتفاعل مع العالم الخارجي.
ولدت فكرة تطوير "أوري هيم" من التجربة الشخصية لمؤسس الشركة، والذي أصيب في طفولته بمرض خطير منعه من مغادرة منزله واضطره لدخول المستشفى مراراً.
عندما كان يوشيفوجي في الثانية عشرة من عمره، أقيم مهرجان في مدينته كاتسوراغي بمنطقة نارا اليابانية، ولم يتمكن من حضوره لأنه كان طريح الفراش. وطلب حينها من صديق له أن يتصل به أثناء تواجده في المهرجان ليتمكن على الأقل من سماع الحفلات الموسيقية.
يقول يوشيفوجي: "لم يدم الأمر طويلاً حتى انشغل صديقي عني وأنهى المكالمة، وحينها خطرت لي فكرة تطوير ’أوري هيم‘؛ حيث أردت ابتكار جهاز مستقل يمكن وضعه في مكان ما لتمكين مستخدمه من رؤية الأشخاص وسماعهم والتفاعل معهم دون الحاجة إلى الاتصال بطرف ثالث".
وقرر يوشيفوجي دراسة برمجة الروبوتات في المدرسة الثانوية، وانضم في عام 2007 إلى قسم برنامج أبحاث الروبوتات في جامعة واسيدا لاكتساب المهارات اللازمة لإنشاء هذا الجهاز المبتكر.
ويضيف يوشيفوجي: "أردت لهذا الجهاز أن يكون بمثابة كرسي متحرك للعقل يستخدمه الأشخاص مقيدي الحركة للوصول إلى حيث يشاؤون".
تم صنع أول روبوت "أوري هيم" في عام 2010، وكان كما تصوره يوشيفوجي يمتلك رأساً وعينين وحتى ذراعين، وبدا أقرب إلى الإنسان منه إلى الجهاز.
وأطلق المختبر في عام 2013 "أوري هيم آي" (OriHime Eye)، وهو نظام اتصال يتيح لمستخدميه تشغيل الجهاز عن طريق حركة العين، وتم تسجيل براءة اختراع هذا النظام دولياً وطرحه في السوق منذ عام 2016، ويستخدمه الأشخاص الذين يعانون من أمراض موهنة في جميع أنحاء اليابان.
وافتتح مختبر "أوري" أيضاً مقهى مخصصاً لتمكين الطلاب ذوي الإعاقة من التدرب والعمل عن بُعد باستخدام "أوري هيم". ويضم مقهى "داون" (DAWN Cafe)، الذي تم افتتاحه في يونيو 2021، منطقة لتناول الطعام تقوم فيها روبوتات "أوري هيم" بخدمة وتسلية العملاء بتوجيه من مستخدميها أينما كانوا. ويعمل في المقهى أيضاً نُدُل بشريون يشرفون على أداء الروبوتات ويدربونها على المهارات الأساسية للتعامل مع العملاء.
استفاد من خدمات "أوري هيم"حتى الآن أكثر من 5 آلاف مستخدم، ويعتزم مختبر "أوري" توسيع نطاق أعماله بالاستفادة من جائزة زايد للاستدامة.
ويقول مؤسس المختبر: "يتيح لنا الفوز بهذه الجائزة المرموقة تطوير وظائف الروبوت وإجراء التجارب حول العالم. كما أن توسيع نطاق أعمالنا على المستوى الدولي سيمكننا من تعزيز رؤيتنا للمساواة في الحياة، وتقليل الشعور بالوحدة، وزيادة الاستدامة الاجتماعية لشريحة أوسع من الناس. وقد دعم ’أوري هيم‘ بالفعل أشخاصاً يعانون من إعاقات مختلفة، فساعدهم على تعزيز ثقتهم بأنفسهم والحصول على وظائف، ومنحهم الأمل في حياة أفضل".
الجمعية الاستكشافية للصحة - البرازيل (EDS)
من رحلات المشي لمسافات طويلة إلى شفاء المرضى في غابات الأمازون المطيرة
عندما زارت مجموعة من الأصدقاء غابات الأمازون المطيرة لأول مرة في عام 2002، لم يعرفوا أن رحلتهم الاستكشافية ستتحول إلى مهمة إنسانية لإنقاذ الحياة. فقد صادفت المجموعة، وأغلبهم من الأطباء، قرية تقطنها قبيلة يانومامي في بيكو دا نبلينا - أعلى قمة في البرازيل. وكان أفراد هذه القبيلة يعانون عموماً من أمراض العين التنكسية، مثل إعتام عدسة العين والظُفْرة، نتيجة التعرض لأشعة الشمس الاستوائية. وعانى الكثير منهم أيضاً من فتوق بطنية نتيجة العمل اليدوي الشاق، والعديد من الأمراض الأخرى القابلة للعلاج.
بعد مواجهتهم واقعاً مختلفاً تماماً عن واقعهم، غيّر الأطباء تركيز رحلاتهم الاستكشافية لمساعدة مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء المنطقة.
بعد مرور عام على ذلك، قام الطبيبان ريكاردو أفونسو فيريرا ومارتن أفونسو فيريرا رسمياً بتأسيس الجمعية الاستكشافية للصحة (EDS) بمساعدة أصدقاء آخرين من المحامين والأخصائيين الاجتماعيين وقادة الأعمال. ومنذ ذلك الحين، تحولت رحلات المشي الاستكشافية إلى بعثات طبية توفر الرعاية لمجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء الأمازون ضمن إطار برنامج "العمل في الأمازون".
انطلقت البعثة الأولى إلى مستشفى صغير في منطقة ريو نيغرو العليا في عام 2004 برفقة ممثلين عن السكان الأصليين المحليين. وضم الفريق حينها أربعة أطباء و100 كيلوغرام من المعدات الطبية.
ويقول الدكتور فيريرا، مؤسس ورئيس الجمعية الاستكشافية للصحة: "ارتأى أطباؤنا أن الحل الأمثل هو إجراء العمليات الجراحية في المواقع النائية، ولهذا أنشأنا أول مركز جراحي متنقل وتم تطويره باستمرار منذ ذلك الحين".
اليوم، ومع وجود أكثر من 300 متطوع نشط و20 طناً من المعدات الطبية، تعمل الجمعية الاستكشافية للصحة في جميع أنحاء غابات الأمازون المطيرة البرازيلية.
ويضيف فيريرا: "عندما علمنا لأول مرة بجائزة زايد للاستدامة، وجدنا فيها فرصة جيدة لتوسيع شبكتنا العالمية وتطوير مؤسستنا. ولا تقتصر الغاية من ذلك على زيادة عدد العمليات الجراحية والمستفيدين فحسب، وإنما تتعداها إلى تحقيق النمو بطريقة استراتيجية منظمة".
أكملت الجمعية الاستكشافية للصحة حتى الآن 50 بعثة أجرت أكثر من 9000 عملية جراحية، و70000 استشارة طبية، و126000 فحص وعلاج، بالإضافة إلى التبرع بـ 6000 زوج من النظارات. وتتمثل غالبية هذه العمليات في إجراءات الجراحة العامة وطب العيون، بالإضافة كذلك إلى إجراءات طب الأطفال وجراحة تقويم العظام وأمراض النساء وطب الأسنان.
برنامج سورماس "SORMAS"
التكنولوجيا التي ساعدت في اكتشاف أكثر من 9 ملايين حالة كوفيد-19
طور مركز "هيلمهولتز" لأبحاث العدوى، المرشح النهائي الثالث لجائزة زايد للاستدامة عن فئة الصحة، منصة ذكية لمراقبة وإدارة وتحليل الأوبئة. ويسمح نظام مراقبة وتحليل وإدارة الاستجابة للأوبئة (SORMAS) بمراقبة انتشار العدوى ومتابعة المصابين ومراقبة الأشخاص الذين كانوا على اتصال بهم.
ويقول البروفيسور جيرار كراوس، مبتكر نظام "سورماس": "ما يميز هذا النظام عن غالبية الأدوات الرقمية الأخرى في هذا المجال هو تصميمه كنظام لإدارة عمليات الاستجابة للأوبئة؛ حيث يعد ’سورماس‘ أحد التقنيات القليلة التي تجمع وظائف مراقبة الأمراض ومتابعة تفشيها والتحليل الوبائي عبر منصة واحدة، وبالتالي فهو يلغي الحاجة إلى نقل البيانات بين الأدوات المختلفة، ويساهم بالتالي في تعزيز أمن البيانات وسرعة تداولها وكفاءة التكلفة".
اكتشف نظام "سورماس" حتى الآن ما يقارب 9 ملايين حالة إصابة بكوفيد-19، ودعم أكثر من 30 مليون عملية تتبع اتصال للمساعدة في السيطرة على الجائحة. وساعد النظام أيضاً في الاستجابة للعديد من الأوبئة الأخرى، بما في ذلك تفشي حمى لاسا وجدري القرود".
ويقول البروفيسور كراوس: "يساعدنا الفوز بجائزة زايد للاستدامة في زيادة تأثير نظام ’سورماس‘. ونعتزم استثمار أموال الجائزة في إنشاء ’أكاديمية سورماس الدولية‘ لمساعدة الشباب في جميع أنحاء العالم على تطوير مهاراتهم والمساهمة في تحسين النظام على المستويين التقني والوظيفي".
ووفقاً لتقديرات البروفيسور كراوس، فقد استفاد من "سورماس" نحو 300 مليون شخص في 10 دول على الأقل عبر مناطق إفريقيا، وشرق المتوسط، وجنوب شرق آسيا، وأوروبا، وغرب المحيط الهادئ.