قمة العشرين.. عالم ما بعد كورونا أكبر تحديات جولة إيطاليا
تعقد مجموعة العشرين، قمتها هذا العام حضوريا في روما، لأول مرة منذ تفشي جائحة كورونا، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، وغياب لقادة بعض الدول.
والقمة التي ستنطلق غدا السبت 30 أكتوبر، وتستمر لمدة يومين، تركز على المناخ ومكافحة كوفيد-19 والانتعاش الاقتصادي عشية المؤتمر الدولي حول المناخ "كوب26" الذي سينعقد في جلاسكو باسكتلندا (بريطانيا).
واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، أن قمة مجموعة العشرين تمثل عودة التعددية بعد سنوات مظلمة من الانعزالية والعزلة المرتبطة بالأزمة الصحية.
ويقول الباحث أنطوني فروغات، الباحث في معهد "شاتام هاوس"، في حديث لـ"فرانس برس"، إنه من غير المنتظر صدور إعلان مدو حول لقاحات فيروس كورونا.
فالمجموعة الدولية تعهدت خلال قمة في مايو/أيار (الماضي) بروما بتقديم مليارات الجرعات إلى الدول الأكثر فقرا في 2021 و2022.
وأضاف أن التحدي الآن بات في توزيعها وتلقيح السكان المعنيين في ظل هيكليات صحية متداعية أو غير موجودة في معظم الأحيان.
ووصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، صباح الجمعة إلى روما على أن يجري محادثات مع دراجي، كما سيلتقي هناك نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
أما عدم حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، فيرى مراقبون أنه قد يساعد في التوصل إلى اتفاق، لكنه مثير للقلق في الآن نفسه، إذ من الواضح أنه لم يعد يشعر بالارتياح بالمشاركة في تجمع يعتبره صغيرا نسبيا وغير منظم مثل مجموعة العشرين، وهو ما يطرح إشكالات أعمق من قبيل عدم النجاح في إنهاء جائحة كورونا أو معالجة أزمة المناخ أو إمدادات الطاقة.
كما سيغيب أيضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يواجه أزمة تجدد انتشار الوباء في روسيا وسيتحدث عبر الفيديو، تماما مثل نظيره الصيني.
ومن جانب الرئيس الصيني، قد يكون في غيابه الجسدي عن القمة رغبة في عدم الظهور بشكل المتسرع للانضمام إلى مجموعة بايدن، ومن جانب بوتين الأمر أوضح، فقد يريد إبداء عدم اهتمامه النسبي بمثل هذا النوع من التجمعات، خصوصا أنه تم فصله من مجموعة السبع، وبالتالي قد يفضل -تماما مثل شيء- نوعا آخر من المنظمات مثل منظمة تعاون شنغهاي.
أما الرئيس التركي رجب أردوغان الذي عدل للتو عن طرد عشرة سفراء غربيين بينهم سفير واشنطن، فقد عبر عن أمله في لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن في جلاسكو، في اجتماع سيكون ملتهبا بالنظر إلى السياق الذي يأتي فيه، والانتهاكات التركية شرق المتوسط وبالملفين السوري والليبي.
وسيحضر الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بينما ستكون القمة الأخيرة التي تحضرها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفقة خليفتها المحتمل الاشتراكي-الديمقراطي أولاف شولتز وزير المالية في الحكومة المنتهية ولايتها.
وستكون هذه قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي تحضرها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
أما بالنسبة إلى الترتيبات الأمنية، فقد كثفت الشرطة الإيطالية وجودها مع تعزيزات إضافية من الجيش وتطويق أجزاء كبيرة من المنطقة المحيطة بمركز المؤتمرات الذي سيستضيف القمة، ولن يسمح لأحد بالدخول دون تصريح خاص.
aXA6IDMuMjMuOTIuNjQg جزيرة ام اند امز