ميلوني وماكرون.. أزمة أكبر من النظرات
استقبال بارد من جورجيا ميلوني لإيمانويل ماكرون، ترجمته نظرات نفثت حمما من التوتر والخلافات بين الجانبين.
لم يكن الأمر مفاجئا، فالتوتر الحاصل بين البلدين بلغ أشده بالفترة الأخيرة، لكن مراقبين اعتبروا في الأمر هفوة بروتوكولية من رئيسة الوزراء الإيطالية.
وأكدوا أنه من غير اللائق إقحام المشاكل بين الدول في تقليد استقبال الزعماء من قبل البلد المضيف.
القصة
عند وصوله إلى قلعة سويفي لحضور حفل عشاء على شرف قادة مجموعة السبع المجتمعين جنوبي إيطاليا، أبدت ميلوني ترحيبا فاترا بماكرون، وهو ما يبدو أنه انتبه له على الفور، ما ضاعف من تجهم ملامحه وانقباضها.
وبدت اللقطة لافتة إلى درجة أن الكاميرات تركزت على عيني ميلوني وهي ترمق الرئيس الفرنسي بنظرات غريبة، قبل أن يصل دورها لتواجهه باستقبال «بارد».
وسرعان ما سرى مقطع الفيديو مثل النار في الهشيم، وتناقله رواد مواقع التواصل بإسهاب، حيث استغرب كثيرون سر النظرات الغريبة والاستقبال الباهت، فيما حاول آخرون تفسير المنحى السياسي للخلافات بين الجانبين.
زيت على النار
قمة مجموعة السبع شهدت خلافا بين ميلوني وماكرون بسبب قضية الإجهاض، التي يعارضها اليمين المتطرف الإيطالي بقيادة حزب "إخوة إيطاليا" التي تنتمي إليه رئيسة الوزراء.
وفاقم ماكرون الهوة بإعرابه عن أسفه الكبير لعدم ظهور كلمة "إجهاض" في البيان الختامي للقمة، واشتكى من "حساسيات مختلفة".
وإجمالا، تسببت مفاوضات صياغة بيان القمة لهذا العام في صدام على هامش الاجتماعات بين ميلوني وماكرون.
وحين سأل صحفي إيطالي الرئيس الفرنسي عن شعوره تجاه بيان مجموعة السبع "دون كلمة الإجهاض"، رد بأنه "يأسف لموقف روما".
أما ميلوني فلم تتأخر كثيرا في عكس الهجوم، معتبرة أنه "لا يوجد سبب لإثارة الجدل حول القضايا التي اتفقنا عليها منذ فترة طويلة".
وتابعت في تصريحات نقلها إعلام محلي: "أعتقد أنه من الخطأ الفادح، في مثل هذه الأوقات الصعبة، استخدام منتدى بهذه الأهمية مثل مجموعة السبع، للقيام بحملة انتخابية"، في استهداف واضح لماكرون.
وبحسب ميلوني التي استرسلت في مهاجمة الرئيس الفرنسي، فإن "الجدل الدائر حول وجود أو عدم وجود كلمة إجهاض في الاستنتاجات هو ذريعة".