ترامب يُدير ظهره لكييف.. تصعيد إيران وإسرائيل يُغيّر أولويات واشنطن

مع تزايد حدة التصعيد بين الجانبين بات الصراع الإسرائيلي الإيراني أولوية لدى الولايات المتحدة التي أدارت ظهرها للحرب في أوكرانيا.
وبهدف التركيز على التصعيد الإسرائيلي الإيراني، غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبكرا قمة السبع قبل أن يتطرق إلى وقف إطلاق بين روسيا وأوكرانيا.
حالة من الإحباط وصلت إلى حد المرارة أحيانا، هيمنت على الدبلوماسيين الأوكرانيين بعد رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعطاء أولوية لأوكرانيا بعدما سافر رئيسها فولوديمير زيلينسكي 5000 ميل جوًا إلى قمة مجموعة السبع في كندا، دون أن يتمكن من لقاء ترامب، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وفي ضربة أخرى لكييف، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد بيان مشترك بشأن أوكرانيا صدر عن القمة، بحجة أن صياغته كانت معادية لموسكو بشكل كبير وقد تعرقل المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبدلاً من ذلك، سيتم تضمين بعض العبارات المتعلقة بالحرب في بيان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الذي يستضيف القمة.
وقال بعض المسؤولين الأوكرانيين إنهم غير متأكدين الآن من جدوى حضور زيلينسكي لقمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقررة في لاهاي خلال أيام نظرًا لعدم وجود ضمانات بحضور ترامب.
وقال أحد المسؤولين "من المخاطر الدائمة أن تكون أوكرانيا ضحية للأحداث وقصر انتباه ترامب.. بوتين يعلم ذلك، وربما يكون هذا هو سبب الهجوم الضخم في أوكرانيا الليلة الماضية" وأضاف "كانت هناك وعود كثيرة لهذه القمة، بما في ذلك عروض لشحنات أسلحة أمريكية جديدة".
وكانت أوكرانيا قد اقترحت شراء أسلحة أمريكية، بما في ذلك دفاعات جوية جديدة، لتتجاوز بذلك شكوى ترامب من أن كييف تُثقل كاهل الميزانية الأمريكية.
وخلال قمة السبع، جلس زيلينسكي مع بقية أعضاء المجموعة في جلسة خاصة مُخصصة لأوكرانيا لكن الهدف الرئيسي منها الجلسة وهو محاولة حشد دعم ترامب للضغط على بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار تم إلغاؤه بسبب المغادرة المفاجئة للرئيس الأمريكي كما تم إلغاء أيضا اجتماعا ثنائيا بين ترامب وزيلينسكي.
وتفاقم شعور كييف بالانزعاج بسبب تلقي زيلينسكي أنباء الهجوم الروسي الواسع على أوكرانيا أثناء توجهه بالطائرة إلى الاجتماع في كندا.
وخلال لقائه مع كارني، لم يقدم زيلينسكي أي إشارة مباشرة إلى غياب ترامب لكنه قال بنبرة بدت متشائمة "نحتاج إلى مساعدة حلفائنا ليبقى جنودنا أقوياء حتى تصبح روسيا مستعدة لمفاوضات السلام" وأكد "نحن مستعدون لوقف إطلاق نار غير مشروط".
وفي طريقه إلى قمة السبع، زار زيلينسكي النمسا لتجنيدها كوسيط محتمل آخر في الصراع حيث تتمتع بعلاقات قوية مع روسيا، ويرى بعض القادة الأوكرانيين أنها وسيط أكثر موثوقية من تركيا.
وفي حديثها في بروكسل، تناولت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الهجمات الروسية الأخيرة وقالت "لا تزال روسيا تُصرّ على هجماتها.. هذه علامة أخرى على أن روسيا ببساطة غير مهتمة بالسلام، لذا يجب علينا مواصلة الضغط".
ويوشك الاتحاد الأوروبي على الاتفاق على حزمة العقوبات الثامنة عشرة، والتي ستشمل حظر استيراد النفط الروسي المُكرّر من قِبل دول ثالثة، ثم تصديره إلى أوروبا.
وترى كلاس أنه على الرغم من أن العقوبات استغرقت وقتًا أطول من المتوقع لإحداث تأثير، فإن الوضع قد تحسّن، وقالت الأسبوع الماضي: "خسرت روسيا عشرات المليارات من عائدات النفط.. اقتصادها آخذ في الانكماش، وانخفض ناتجها المحلي الإجمالي".