انقلاب الغابون.. هل كان "أهون الشرين"؟
هل أنقذ انقلاب الجيش، الغابون من حمام دم كان سيغرق البلد الأفريقي في أزمة بسيناريوهات مفتوحة على الأسوأ؟
الأمر كذلك بالنسبة لرئيس وزراء الغابون المؤقت ريموند ندونغ سيما، الذي كشف السيناريو المرعب الذي كان سيحدث لولا أن عجل الجيش بالانقلاب، وفق رؤيته.
وعلى منصة الأمم المتحدة، قال ندونغ سيما الذي عينه قبل أسبوعين الجنرال بريس أوليغي نغيما، قائد الانقلاب العسكري ضد الرئيس علي بونغو أونديمبا: "أقف أمام هذه الجمعية الموقرة في سياق غير مسبوق بالنسبة لبلادي، الشاهدة على مرحلة مروعة بعد عملية انتخابية اتسمت بالفوضى وأوقفتها قوات الدفاع والأمن".
ودعا المجتمع الدولي إلى عدم "إصدار أحكام غير محددة، وخلط الأمور بسهولة وبشكل منفصل عن الحقائق" في السياق السياسي الغابوني الذي "برر هذا الاستيلاء على السلطة" في 30 أغسطس/ آب الماضي، عندما أطاح الجيش بالرئيس بعيد إعلان إعادة انتخابه في اقتراع اعتبر العسكريون والمعارضة أنه مزور.
ورأى ندونغ لا سيما أن "إدانة مثل هذه العملية يعني التأكيد على أنه كان من الأفضل ترك الاشتباكات تجري وإحصاء عدد الضحايا لاحقًا، لأن لا أحد في المعارضة ولا أي أحد كان مستعداً للسماح بالمضي قدمًا بهذه الانتخابات".
واعتبر أنه "كان أمام قوات الأمن الاختيار بين الاستعداد لقمع هذه الاحتجاجات ومواجهة المثول، عاجلاً أم آجلاً، أمام المحاكم الدولية بسبب مسؤولياتها، أو اتخاذ قرار بوقف عملية مزورة وخطيرة تمس باللحمة الوطنية".
وأضاف أن "هذا التدخل العسكري دون إراقة الدماء.. كان أهون الشرين".
وإذ أقر بأن "الوضع الراهن" ليس هو الحل، تحدث عن إصلاحات وانتخابات "ضمن إطار زمني معقول بالنسبة للجميع".
وأشار إلى أنه سيعلن الأسبوع المقبل عن جدول زمني لمشاورات بين الطبقة السياسية والمجتمع المدني، فضلا عن "تسلسل مختلف المراحل التي ستفضي إلى انتخابات جديدة".
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA= جزيرة ام اند امز