معارضة الغابون وانقلاب العسكر.. ترقب بحذر
تحقق حلم معارضة الغابون بالإطاحة بعرش آل بونغو لكن الأخيرة لا تزال تترقب بحذر تطورات أوضاع قد تقصيها من المشهد في ظل حكم عسكري مفتوح.
وفي الواقع تحقق نصف الحلم فيما تظل الأنظار متجهة إلى النصف الأهم وهو عودة السلطة للمدنيين بما قد يمكن المعارضة من تصدر المشهد، وفقا لما تطالب به.
غير أن أكثر ما يثير الريبة لدى المعارضة حتى الآن هو إعلان الجنرال بريس أوليغي نغيما من قبل جميع قادة فيلق الجيش "رئيسًا انتقاليا"، لكن دون الإشارة إلى متى أو على رأس أي المؤسسات.
حيثيات تحشر المعارضين في زاوية ضيقة بين الترحيب والحذر بشأن مستقبل الأحداث، بل يذهب بعضهم لأبعد من ذلك بالاعتقاد بأن ما حدث لم يكن انقلابا وإنما "ثورة قصر"، معتبرين أن "عشيرة بونغو لا تزال في السلطة".
من جانبه، لا يزال المعارض مارك أونا إيسانغي غير قادر على استيعاب ما حدث، ويقول في تصريحات لإعلام محلي: "إنه حلم!".
ويضيف: "عمري 50 عامًا ولم أعرف سوى البونغو في الحكم، إنه شكل من أشكال التحرر".
ويتابع هذا الناشط في مجال حقوق الإنسان: "كنا نتوقع أن هذه السلطة (سلطة علي بونغو) ستدخل حيز التنفيذ مرة أخرى مع قطع الإنترنت، وحظر وسائل الإعلام الفرنسية أو الناطقة بالفرنسية، وحظر التجول".
ويستطرد المعارض مستعرضا تفاصيل يوم الانقلاب: "بعد 10 دقائق فقط من إعلان النتيجة التي أعطت علي بونغو الفائز (64% بحسب مفوضية الانتخابات)، سمعت طلقات نارية في الشارع ثم قراءة بيان صحفي على شاشة التلفزيون من قبل ممثلي الجيش".
شعور بالارتياح أعرب عنه أيضا غابوني آخر يدعى أنيك بالقول: "كان الانقلاب مفاجأة تامة وشعرنا بالتحرر والارتياح أخيرًا. لقد تحررنا من العبء، من العبء".
لا ثقة؟
لورانس ندونغ، مستشارة ألبرت أوندو أوسا، أبرز خصوم علي بونغو بالانتخابات الأخيرة، تؤكد أنها لا تزال غير مستعدة لمنح الثقة لشخص لا تعرفه، في إشارة إلى الجنرال بريس أوليغي نغيما الذي عينه الجيش مؤخرا رئيسا انتقاليا.
وفي مقابلة مع قناة "تي في 5 موند"، قالت ندونغ: "في الوقت الحالي، لا أعطي ثقتي لشخص لا أعرفه".
وأضافت: "نحن لسنا حمقى. عندما يقوم الجيش بانقلاب، فهذا يعني الاستيلاء على السلطة. في الوقت الحالي، لا أعطي ثقتي (في الجنرال نغيما) لشخص لا أعرفه".
وردا عن سؤال حول ما إن كانت المعارضة تخشى مصادرة السلطة من قبل الجيش، ردت بالقول: "لم يكن الجنود هم من سرقوا انتصار ألبرت أوندو أوسا، بل كان علي بونغو!".
من جانبه، انتقد ألبرت أوندو أوسا الجيش بشدة في مقابلة حصرية مع القناة نفسها، جرت عقب الانقلاب، وقال: "يجب علينا استعادة الأشياء، هذا ليس انقلابًا، إنها ثورة قصر. (...) إنها ثورة القصر، وبالتالي فإن عشيرة البونغو لا تزال في السلطة”.
وأمس الخميس، طلبت منصة المعارضة الرئيسية في الغابون "البديل 2023"، من الجنود الذين أطاحوا بالرئيس علي بونغو استكمال فرز الأصوات للاعتراف بـ"انتصار" مرشحها ألبرت أوندو أوسا.
لكن هل ينبغي على الجيش أن يترك السلطة لألبرت أوندو أوسا؟
سؤال رد عليه المعارض الغابوني أنيك، بالقول: "نود أن يتم إعلان ألبرت أوندو أوسا رئيسا. يجب أن يرافقنا الجيش على الطريق نحو الديمقراطية. يجب استعادة حقيقة صناديق الاقتراع والجيش يدرك أيضًا أن هناك مشكلة في هذه النتائج التي أعلنها بونغو".
وأضاف: "يجب أن يستمع الرئيس الانتقالي الجديد إلى أصوات الناخبين في 26 أغسطس (آب) الماضي".