"أموال القذافي" وساركوزي.. اتهام 3 أشخاص بمحاولة رشوة المحققين

رغم مرور قرابة 15 عامًا على الواقعة، إلا أن أوراق قضية التمويل الليبي لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق، ما زالت تتساقط يومًا تلو الآخر.
فمصدر قريب من الملف أكد في تصريحات لـ"فرانس برس"، الأربعاء، توجيه الاتهام لثلاثة أشخاص في باريس، للاشتباه في محاولتهم رشوة قضاة لبنانيين في أحد ملفات التحقيق، في قضية التمويل الليبي المفترض لحملة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي الانتخابية في فرنسا عام 2007.
وبحسب المصدر فإن الاتهامات وجهت في 8 يونيو/حزيران الماضي لـ"أرنو دو لا فيلبرون" الذي يعمل في قطاع الإعلان، وفي 10 و15 من الشهر نفسه تم اتهام اثنين آخرين وهما: ليزا هـ، المساعدة السابقة لنويل دوبو، الطرف الرئيسي في القضية، ورجل الأعمال بيار رينو.
"عصابة أشرار"
وقال موقع "ميديابار" الإلكتروني الإخباري الأربعاء، إن الثلاثة متهمون بالمشاركة في "عصابة أشرار"، غايتها "فساد عاملين أجانب في القضاء".
ويشتبه القضاء في أنهم حاولوا بين نهاية 2020 ومنتصف 2021 "جمع أموال" ودفعها "لوسطاء لبنانيين" حتى يتم "تسليمها إلى أشخاص يشغلون مناصب قضائية في لبنان".
وبحسب قضاة التحقيق، فإن الهدف من ذلك كان "عقد لقاءات مع هانيبال القذافي نجل معمر القذافي، ثم الإفراج عنه وسجن (الوسيط الفرنسي اللبناني) زياد تقي الدين".
فيما يتعلق بنجل القذافي، يتساءل القضاة عما إذا كانت هذه المحاولة - التي فشلت - لإطلاق سراحه تهدف إلى الحصول على عناصر لتبرئة الرئيس الفرنسي السابق (2007-2012)، المشتبه بتلقيه أموالاً ليبية لتمويل حملته الانتخابية عام 2007.
أسرة القذافي
وأشار القضاة إلى أن ساركوزي "من المحتمل أن يكون مهتمًا (...) بنتيجة (هذه) الإجراءات" المتعلقة بأسرة القذافي.
ولطالما اتهم تقي الدين، ساركوزي بتلقي أموال لحملته الرئاسية من الزعيم الليبي معمر القذافي، قبل أن يتراجع عن اتهاماته في نهاية عام 2020.
ويبرز في القضية كذلك أرنو دو لا فيلبرون وليزا هـ، وبيير رينو لتورطهما في هذه القضية بتهمة "التأثير على الشهود" و"الانتماء إلى عصابة أشرار لارتكاب عملية احتيال"، فيما يشتبه في أنهم عملوا على أن يكف زياد تقي الدين عن اتهام نيكولا ساركوزي لقاء "وعود مالية".
أخطاء في التقييم
ومن بين المتهمين الآخرين في هذه القضية الوسيط، نويل دوبو، وميشيل مارشان الشخصية البارزة في مجال صحافة المشاهير بفرنسا؛ فأثناء استجوابهما، أقر كل من أرنو دو لا فيلبرون وليزا هـ، بوجود "أخطاء" في التقييم ارتُكبت "تحت تأثير" نويل دوبو الذي كان يخدعهما بانتظام.
وقال بيير رينو إن نويل دوبو "تلاعب بالجميع"، فيما قال مصدر قضائي لوكالة "فرانس برس"، إن الرقابة القضائية على نويل دوبو ألغيت الجمعة في الأول من يوليو/تموز، ووضع الشخص المعني رهن التوقيف الاحترازي، مؤكدا بذلك المعلومات التي أوردها موقع "ميديابار".
وقالت سوزانا غروزمان، محامية بيير رينو، إن موكلها "بريء ولا علاقة له بالتهم الموجهة إليه".