"الفارس الشهم".. مبادرات عاصمة الإنسانية تصل غزة
من أفغانستان إلى فلسطين، مرورا بسوريا وتركيا، تجوب مبادرة "الفارس الشهم" الإماراتية العالم لتقديم الدعم الإنساني لمن يحتاج إليه.
مساعدات عابرة للحدود تخفف أوجاع المكلومين وتجبر المتضررين من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، ترسخ بها الإمارات مكانتها كعاصمة للإنسانية، وتتوج سجل إنجازاتها الذي أضحى نموذجا متفردا للخير والعطاء الإنساني.
جهود إغاثية تتواصل ضمن نهج إنساني فريد يستهدف مد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها دولة الإمارات وتضع في أولوياتها «الإنسان أولاً» من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
مبادرات إماراتية تتوالى تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تبعث الأمل والطمأنينة والسكينة في قلوب المحتاجين والمكلومين حول العالم، وتجسد قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث.
كما تؤكد من خلاله الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ستبقى على الدوام بمقدمة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية لكافة شعوب العالم، وأن الدعم الإنساني الإماراتي مستمر ولن يتوقف وستواصل الإمارات وقوفها إلى جانب شعوب العالم في كافة الظروف.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تصريحات سابقة أن "دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني".
وشدد على أن دولة الإمارات " لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات".
وكانت عملية "الفارس الشهم 1" قد انطلقت في أغسطس/آب 2021 لإجلاء رعايا من مختلف الجنسيات من أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم، تبعتها عملية "الفارس الشهم 2 " في فبراير/شباط الماضي لدعم المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، قبل أن تنطلق"الفارس الشهم 3" في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
الفارس الشهم 3.. دعم غزة
وأمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
ولتسريع وتيرة تنفيذ التوجيه الإنساني، أمر رئيس دولة الإمارات قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
أيضا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة-أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
يأتي هذا بعد أيام من توجيه رئيس دولة الإمارات العربية باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
مبادرات تتوالى لتشكل ملحمة إنسانية متكاملة لدعم أهل غزة، أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة بتوجيهه تقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية منذ إطلاقها منتصف الشهر الماضي.
ومنذ اندلاع التصعيد بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تتوقف جهود الإمارات السياسية والدبلوماسية والإنسانية على مدار الساعة لوقف الحرب، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل.
الفارس الشهم 2.. مساندة لتركيا وسوريا
يأتي إطلاق عملية الفارس الشهم 3 بعد نحو 4 شهور من انتهاء عملية "الفارس الشهم 2" التي انطلقت بتوجيهات من القيادة الإماراتية لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير/شباط الماضي.
مبادرة جسدت أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم، إذ تجاوز 150 مليون دولار، منهم 50 مليون دولار لتركيا.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع، في 13 يوليو/تموز الماضي انتهاء عملية "الفارس الشـهم 2" التي نفذتها بناء على توجيهات رئيس دولة الإمارات، بمشاركة وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ودائرة الصحة أبوظبي، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لدعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال المدمر في كل من سـوريا وتركيا، واستمرت أكثر من 5 أشهر.
وتعد عملية "الفارس الشهم 2" التي انطلقت في 6 فبراير/شباط 2023، من أنجح العمليات الموحدة التي نفذتها المؤسـسات الوطنية الإماراتية، والتي تم تحديد أولوياتها بالتنسيق مع السلطات في البلدين المتضررين، وذلك تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنسـاني البارز، وتنفيذا لتوجيهات قيادتنا الرشيدة في دعم الأشقاء والأصدقاء.
وأسفرت العملية عن إنقاذ عشـرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13 ألفا و463 حالة، إضـافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15 ألفا و164 طنا عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طنا من مواد المساعدات العاجلة بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، بينما تم نقل 8252 طنا من المساعدات الإنسـانية باستخدام 4 سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة.
وأرسلت الإمارات المستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية وفرق البحث وآليات مجهزة بالمعدات الخاصة بإزالة الأنقاض، والفرق الطبية، وشيدت مستشفى ميدانيا لعلاج المصابين في منطقة إصلاحية بغازي وآخر في "هاتاي".
ومنح الرئيس التركي، في 27 أبريل/نيسان الماضي، فريق عملية "الفارس الشهم2" وسام "الدولة للتضحية"، تكريما وتقديرا لجهود دولة الإمارات في أعمال البحث والإنقاذ في مناطق الزلزال.
كما أكدت سوريا على لسان أكثر من مسؤول أن الشعب السوري لن ينسى المواقف والمبادرات الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات.
وشددت دمشق على أن الشعب السوري لا ينظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها دولة التقدم والتحضر والمدنية فقط، بل ينظر أولاً إلى القيم والمبادئ والأخلاق التي يتميز بها شعبها الذي يمتثل نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتوجيهات قيادتها الرشيدة التي تعد مثالاً يحتذى في العطاء والمحبة والمثل العليا.
الفارس الشهم 1.. إشادات دولية
وكانت أول عمليات الفارس الشهم قد انطلقت في أفغانستان في أغسطس/آب 2021 لإجلاء الرعايا من مختلف الجنسيات من أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم.
ولعبت دولة الإمارات دوراً مهماً وأساسياً في إجلاء نحو 40 ألف شخص من الأفغان والرعايا الأجانب عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم أغسطس/آب 2021، بما في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.
لم تكتفِ الإمارات بمساعدة دول العالم على إجلاء رعاياها من أفغانستان في الظروف الراهنة فحسب، بل وافقت على استضافة 9000 من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، وذلك قبيل توجههم إلى دول أخرى.
وقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه بتفقد، مدينة الإمارات الإنسانية التي كانت تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة.
أيضا سيرت الإمارات جسرا جويا لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية لأفغانستان.
وعلى إثر هذه الجهود الاستثنائية، توجه الشعب الأفغاني وحركة طالبان بتوجيه الشكر للإمارات.
كما قام الكثير من قادة دول العالم بتوجيه الشكر للإمارات، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة إسبانيا وأستراليا والمملكة المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا على جهودها في مساعدتهم على إجلاء رعايا بلادهم من أفغانستان.
تقدير دولي يتواصل، عرفاناً بالدور الريادي للإمارات وقادتها في دعم العمل الإنساني والإغاثي والتنموي، لتتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 52 عاماً منذ تأسيس الإمارات، بلغت خلالها حجم المساعدات الإماراتية الخارجية 320 مليار درهم في 201 دولة.
وطوال هذه السنوات الطويلة، نجحت الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
ويوما بعد يوم، ومبادرة تلو مبادرة، تثبت دولة الإمارات أن إنسانيتها حاضرة على الدوام تلبي نداء الواجب في شتى بقاع الأرض .. ويتصدر أبناؤها الصفوف الأولى في قوافل الخير والعطاء الإنساني من أجل نجدة ملهوف وغوث محتاج وتأمين حياة أفضل للشعوب دون نظر إلى لون أو عرق أو دين.