الجزائر تحجب لعبة "الحوت الأزرق" وتشكل "خلية أزمة"
الجزائر تحجب لعبة "الحوت الأزرق" بشكل رسمي من البلاد بعد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة المتبعة في حجب هذا النوع من الألعاب
قررت الجزائر حجب لعبة "الحوت الأزرق" بشكل رسمي من البلاد، حسب ما كشفته رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقي الطفولة مريم شرفي.
وقالت شرفي، في تصريحات صحفية، إن "الجزائر باشرت عملية حجب اللعبة خلال هذا الأسبوع بعد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة المتبعة في حجب المواقع الإلكترونية وهذا النوع من الألعاب".
وأضافت أنه منذ انتشار اللعبة تقدمت "عائلة واحدة فقط" بطلب المساعدة لإنقاذ ابنها بعد أن اكتشفت أنه مدمن على لعبة الحوت الأزرق.
فيما أعلنت وزير التربية الوطنية الجزائرية نورية بن غبريط عن تشكيل "خلية أزمة وزارية" تضم عددا من القطاعات، من بينها وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام ووزارة العدل "لبحث السبل الكفيلة للتصدي لظاهرة الانتحار عبر لعبة الحوت الأزرق وتوعية الأطفال في المدارس بخطورتها".
كما حَمَّلت الوزيرة المسؤولية لأولياء الأمور، معتبرة أنهم مقصرون في مراقبة أبنائهم "من الخطر القادم من هذه اللعبة ومختلف ألعاب الموت عبر الإنترنت"، مشيرة إلى أن المعلمين في المدارس لن يستطيعوا بمفردهم التصدي لهذه الظاهرة ومحاربتها.
يأتي تدخل السلطات الجزائرية بعد أن تحولت "لعبة الحوت الأزرق" إلى "قضية رأي عام" في الجزائر بعد أن أودت بحياة 6 أشخاص كلهم أطفال ومراهقون، آخرهم صبيحة السبت في مدينة سطيف، وتتراوح أعمارهم بين 9 سنوات إلى 17 سنة.
كما تصاعدت الدعوات المطالبة بضرورة التدخل العاجل لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام لمنع هذه اللعبة في الجزائر باعتبارها الوزارة المسؤولة عن حماية الطفل الجزائري من الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى حملات كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحذر الأولياء من خطورة هذه اللعبة على أبنائهم، وإبلاغهم بضرورة مراقبتهم.
اللعبة التي أثارت رعب وصدمة العائلات الجزائرية في الآونة الأخيرة، يؤكد "أهل ضحاياها" بأنه لم يظهر أي شيء على أبنائهم قبل الانتحار، مؤكدين أن تصرفاتهم وسلوكياتهم كان عادية جدا، ما يؤكد بحسب المختصين النفسانيين أن اللعبة تمكنت من تخدير مغناطسي لضحاياها.
من جانب آخر، اعتبر عدد من المختصين في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال والشبكة العنكبوتية أنه لا يمكن حجب اللعبة من الجزائر بشكل كامل.
وبرر المختصون ذلك بأن الأمر يحتاج إلى تنسيق وتواصل مكثف مع المنظمات الدولية "للضغط على شركة جوجل لحذف اللعبة من تطبيق جوجل بلاي ستور، خاصة في ظل الشروط الصعبة التي تضعها الشركة لارتباطها بعقود تجارية مع أصحاب هذه اللعب.
غير أن المختصين أكدوا أن الجزائر بإمكانها "عرقلة عملية البحث عن اللعبة عبر محركات البحث بأن تجعلها صعبة"، وذلك "بحذف المفاتيح والهاشتاقات المتواجدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ويؤكد المختصون أن لعبة "الحوت الأزرق" التي تسببت في انتحار أكثر من 130 شخصا في العامين الماضيين عبر العالم، تعتمد على غسل أدمغة الأطفال والمراهقين والسيطرة والتحكم فيها وتنويمهم مغناطيسا عبر 50 مرحلة، من خلال إعطائهم أوامر بمهمات خطرة، وتشحنهم بأفكار سلبية أبرزها الضياع والكراهية وإيذاء النفس وبث روح اليأس بداخلهم، إلى أن يصل الضحايا إلى المرحلة الخمسين التي "تتحداهم على الانتحار شنقا".
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg جزيرة ام اند امز