إنفوجراف.. جولة بمتحف "جاير آندرسون" في عيده الماسي
بيت أثري حوَّله الضابط الإنجليزي جاير أندرسون لمتحف ليسكنه، يضم أول سبيل للسقاية في تاريخ العمارة الإسلامية.. ما قصته؟
احتفل متحف "بيت الكريتلية"، المعروف باسم متحف "جاير آندرسون"، باليوبيل الماسي على افتتاحه، بمنطقة القاهرة الفاطمية التاريخية، بقلب العاصمة المصرية.
بدأت الاحتفالية بافتتاح معرض روائع الكريتلية، الذي ضم مجموعة مميزة من أهم مقتنيات المتحف، والتي تعود إلى العصر العثماني.
من تلك المقتنيات، سيف ذو نصل طويل محلى بزخارف نباتية يرجح أنه يخص السلطان "ابن أبي يزيد"، بالإضافة إلى غدارتين من الحديد المكفت بالذهب والفضة محلاتين بزخارف نباتية، وعدد من الأواني المصنوعة من الزجاج البهيمي محلاة بالذهب وفصوص الفضة تُعد من أروع أنواع الزجاج التي اشتهرت خلال العصر العثماني.
كما تم افتتاح معرض آخر داخل المتحف لعرض نتاج الورش الحرفية التي تم تنظيمها لربات البيوت، مثل ورش الطباعة على النسيج، وورش الديكوباچ، وأيضاً نتاج ورش الأطفال التعليمية التي أقيمت في المناسبات القومية والمناسبات الدينية وأنشطة المتحف لمنتصف العام الدراسي.
وعرض خلال الاحتفالية فيلم تسجيلي عن قاعات المتحف وفتارين العرض المستحدثة، وفي الختام تم توزيع شهادات تقدير لموظفي المتحف وقيادات الإدارة المركزية للمتاحف التاريخية، تلاها حفل موسيقي لفرقة الفنان بلال بشير.
ومن جانبها، أشارت ميرفت عزت، مدير عام المتحف، إلى "أن متحف بيت الكريتلية يتكون من منزلين الأول أنشأه محمد بن سالم بن جلمار الجزار 947 هجرياً، والثاني أنشأه المعلم "عبد القادر الحداد" عام 1041 هجرياً، ويعودان إلى العصر العثماني خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميم المنزلين، وربطهما بقنطرة سباط".
في عام 1942 أطلقت الحكومة المصرية على المتحف اسم "جاير آندرسون" لقيام جاير آندرسون باشا بتأسيس المنزلين، وكان ضابطًا إنجليزيًا اشتهر بولعه للآثار وتجميعها.
وكان قد حصل عام ١٩٣٥ على موافقة لجنة حفظ الآثار بسكن المنزلين وتأسيسهما، وفي المقابل اشترط "آندرسون" أن تظل تلك المقتنيات في المنزلين على أن يتم تحويلهما إلى متحف للجمهور عند مغادرته للبلاد أو عند وفاته.
ينفرد "بيت الكريتلية" أو "متحف أندرسون" بخصوصية معمارية شديدة، ليس لكونه يمثل الحقبة العثمانية فقط بل لوجود سمات نادرة الوجود في العمارة الإسلامية فى ذلك الوقت، منها وجود "سبيل" لسقاية الناس داخل البيت وليس بداخل مسجد أو جامع أو بناية كما هو المعتاد في العمارة الإسلامية.
كان خادم السبيل يسمى "المزملاتي" ويقدم الماء للمارة من خلال البئر الموجود وسط السبيل، وهناك أساطير حول البئر كونه "مسحورًا"، مثل أن الناظر في مياه البئر يرى وجه حبيبه. واستمر السبيل في تقديم المياه حتى أثناء إقامة اندرسون بالبيت ولم تتوقف حتى وفاته.
المتحف يتكون من 29 قاعة، وتعد كل غرفة كلوحة فنية خاصة لما تتميز به من تصميم معماري إسلامي، وكعادة البيوت الإسلامية خلال العصر العثماني ينقسم البيت إلى قاعة "السلاملك" الخاصة بالرجال، والتي تنقسم بدورها إلى ثلاثة أجزاء منها "إيوانان" موزعان على جانبي القاعة، ويحصران بينهما "دركاة" فى الوسط.
تفرش القاعة بالوسائد والطقاطيق الخشبية الصغيرة المزخرفة بالعاج والصدف والأشكال الإسلامية، وتزين جدرانها بالأشكال الفنية السداسية، وفي القاعة مجموعة من التحف بالإضافة إلى مجموعة صناديق خشبية مطعمة بالعاج.
أما "الحرملك" فهي قاعة مخصصة للنساء تطل على الفناء بشبابيك أو مشربيات، وتفرش بوسائد جميلة عليها زخرفة شرقية تصور مشاهد برية.
تحتوى القاعة على مجموعة من المقاعد الخشبية المطعمة بالعاج والمصفحة بالزجاج المفضض والملون، وفى البيت غرفة صغيرة مخصصة للكتابة والقراءة، وغرفة أخرى تحتوي على أثاث شرقي خصصها أندرسون لتكون غرفة للنوم.