مصورات غزة.. فتيات يعرفن الشهرة بتصوير الأفراح والمناسبات
بين الشغف والهواية والمهنة، تعكف فلسطينيات على مطاردة لحظات السعادة بعدساتهن ليخلدنها بصور أشبه بلوحات فنية فتحت لهن آفاق الشهرة.
هكذا يبدو حال مصورات فلسطينيات في قطاع غزة بدأ يذيع صيتهن على مواقع التواصل الاجتماعي مع نشرهن صورا قمن بالتقاطها، خاصة في الأفراح وحفلات الزفاف.
رنا المقادمة (24 عاما) خريجة كلية التجارة، تروي لـ"العين الإخبارية" تجربتها عندما بدأت التصوير كهواية، قائلة: "كنت أصور بهاتفي المحمول، وكان عندي حلم أن أمتلك كاميرا في يوم من الأيام".
التحقت رنا بدورة تصوير لتطور من نفسها بالمجال مع دعم من الأهل الذين لبوا حلمها بامتلاك أول كاميرا في حياتها.
مع عدم وجود فرص عمل في تخصصها، لاحقت رنا شغفها وبدأت العمل في استوديو تصوير لتكتسب مهارات جيدة في المجال، قبل أن تشق طريقها وتبدأ استقبال حجوزات التصوير عبر حسابها على أنستقرام، والذي شهد تفاعلا كبيرا مع الصور الجميلة التي تنشرها بإذن أصحابها.
وبدأت تنتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة تصوير العرسان في جلسات خاصة في أماكن وزوايا تصوير تتصف بالجمال والروعة.
وتعزو رنا ذلك إلى الانفتاح الواسع على العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فالناس أحبت التصوير في الطبيعة، فيما لجأ بعض المستثمرين في غزة لتنفيذ مشاريع تصميم وإنشاء أماكن مخصصة للتصوير في الطبيعة ضمن حدود وضوابط المجتمع الغزي.
وقالت: "هذه الفكرة لاقت رواجاً وإقبالاً كبيراً من الناس كنوع من التجديد ومواكبة التطور في عالم التصوير".
كل جلسة تصوير بالنسبة لرنا عبارة عن تجربة جديدة تتعرف من خلالها على شخصيات وأفكار وأذواق مختلفة.
تضيف "على الرغم من أن غزة مساحتها صغيرة إلاّ أن بها ثقافات وعادات متنوعة".
وعمّا إذا كانت واجهت مواقف طريفة خلال عملها، قالت: "عادة أكون بموقع التصوير بانتظار سيارة العرسان، وفي إحدى المرات فوجئت بوصول موكب سيارات كلهم قدموا حتى يتصوروا مع العرسان مع العلم إن جلسة التصوير مدتها نصف ساعة بالكاد تكفي لتصوير العرسان وحدهم".
وأشارت إلى أن عدد أماكن التصوير الخارجي في غزة محدودة لذلك في مواسم الأفراح يكون هناك ازدحام كبير ويكون هناك أكثر من مصورة بالمكان.
وأكدت أنه لا يتم نشر أي صورة إلا بعد استئذان أصحابها والتأكيد على ذلك تفاديا لأي مشكلة.
وذكرت أن من أجمل جلسات التصوير التي صورتها كانت في أيام الربيع لشاب وفتاة خاطبين: "حبيت أنفذ فكرة جديدة بالتصوير لإظهار جمال الربيع والحياة البسيطة في غزة، فتوجهنا إلى أراض خضراء في بيت حانون فيها طبيعة وأزهار الربيع.. ونسقنا مع بعض عن الملابس اللي يلبسوها.. والأغراض اللازمة لجلسة التصوير.. لبسوا ملابس بألوان الربيع وكانت النتيجة رائعة".
من الطب للتصوير
من عالم الطب إلى التصوير، انتقلت لينا خالد الأغا خريجة مساعد طبيب أسنان، لتعمل في هواية رافقتها وهي صغيرة.
تقول لينا لـ"العين الإخبارية" "عملت متطوعة في مجال تخصصي، ولكن دخلت مجال التصوير كمهنة عام 2016 مع أخي المصور ضياء الأغا، بعدما افتتح استوديو خاص به.
بعد تردد قررت لينا خوض غمار التجربة وهي التي هوت التصوير صغيرة فكانت تستخدم الكاميرا في بيت عائلتها وتصور في المناسبات والجميع يشيد بجمال صورها.
وذكرت أن البداية كانت قيامها بالتصوير في الاستوديو لكن مع شيوع التصوير الخارجي بدأت في المجال، وكانت تركز على التفاصيل في الصور بحيث يكون هناك شيء خاص لكل عروس ومناسبة.
وبينت أن بداية التصوير الخارجي كان في أماكن عبارة عن فيلات خاصة، أما اليوم فزادت أعداد الأماكن الخاصة بالتصوير التي توفر خصوصية لراغبي التصوير مع زوايا جميلة.
وقالت: "في البداية كان هناك تخوف، وبدا الأمر غريبا وغير مألوف، لكن مع وجود الأماكن ذات الخصوصية بدأ الأمر يروج".
وأشارت إلى أنها تحرص في جلسات التصوير على الخروج بتفاصيل صغيرة لكل عروس ومناسبة، مؤكدة أن تكلفة التصوير مرتبطة بمكان جلسات التصوير ونوع الصور المطلوبة ورقة أم رقمية.
المصورة إيمان موسى بدأ الأمر معها بهواية التصوير عبر الهاتف المحمول وانتقلت منها لتصور المناسبات الخاصة.
وقالت موسى لـ"العين الإخبارية": عن العرسان والخاطبين بدؤوا يميلون إلى جلسات التصوير في الطبيعة لأن الصور تكون طبيعية وجميلة.
وأشارت إلى أن الصور التي تنشرها المصورات تكون باتفاق مع العريس، ومن يطلب عدم النشر يتم الالتزام بذلك مراعاة للخصوصية.
aXA6IDE4LjIxOC43MS4yMSA= جزيرة ام اند امز