بين "وعد" حزب الله و"طوفان" حماس.. دروس تسقط
قبل أكثر من 17 عاما ارتكب حزب الله أكبر أخطائه بـ"وعد" لم يصدق، بل ارتد لهيبه ليعبر الحدود ويعكس الهجوم ويمنح إسرائيل زمام الأمور.
ففي صباح 12 يوليو/تموز 2006 عبر مقاتلو حزب الله إلى داخل إسرائيل وهاجموا دورية للجيش على الحدود، فقتلوا 3 جنود وأسروا 2 عادوا بهما إلى لبنان.
- "طوفان الأقصى".. أسرى وعشرات القتلى ومئات الجرحى الإسرائيليين
- الإمارات تدعو إلى وقف التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين
وسبق كل ذلك إطلاق صواريخ هدفت لتشتيت الانتباه، في رشقات استهدفت حينها مواقع للجيش الإسرائيلي عند الساحل وقرب بلدة زرعيت الإسرائيلية.
أطلق حزب الله على تلك العملية اسم "الوعد الصادق"، وكان سياقها شبيها إلى حد ما بالمشهد الفلسطيني اليوم في ظل التوترات المستمرة.
رغم ذلك، سقطت دروس التاريخ في حسابات حماس بقطاع غزة، واضمحلت هوامش التقدير عقب عملية مفاجئة أطلقتها الحركة صباح اليوم تحت اسم "طوفان الأقصى".
مشهد يتكرر بإحداثيات زمانية ومكانية مختلفة، حيث تهاطلت الرشقات الصاروخية من غزة على إسرائيل بالتزامن مع عمليات تسلل برية وبحرية، في تطورات أشعلت الوضع وجددت الحرب.
خطأ قاتل
حملت عملية حزب الله عناوين كثيرة تجاوزت الأسرى، لكنها وقعت في جب حسابات خاطئة أغفلت حجم التداعيات والرد الإسرائيلي عليها، وهذا ما جعلها نقطة فاصلة في حيثيات المشهد.
فخلافا لتوقعات حزب الله، عكست إسرائيل آنذاك الهجوم، واستخدمت عملية "الوعد الصادق" لتغيير قواعد اللعبة في لبنان وفرض تطبيق قرار مجلس الأمن 1559، خصوصا فيما يتعلق بسلاح الحزب.
وبالفعل، مضت إسرائيل بعيدا سعيا نحو جس نبض قوة حزب الله وقدراته، وليس ذلك فقط وإنما أيضا المدى الذي سيذهب إليه حلفاؤه بدعمه، ما كان ينذر بحرب إقليمية.
فاتورة "الطوفان"
وفي تعقيبه على التطورات، يرى الخبير في الشؤون الفلسطينية الكاتب صلاح جمعة أن تكلفة إنسانية وخيمة ستحدث، لأن ميزان القوى غير متكافئ بين حماس وإسرائيل.
ويقول جمعة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه "رغم مفاجأة حماس بإنزال جوي وبحري وبري وإطلاق زخات الصواريخ، إلا أن إسرائيل سيكون ردها قاسيا جدا على قطاع غزة والحركة".
وأكد أن إسرائيل قامت بالحرب على غزة 4 إلى 5 مرات سابقة من عام 2008 حتى الآن، ولكن الفلسطينيين يريدون توجيه رسالة واضحة.. نريد الاستقرار والعيش في سلام.
ولفت إلى أن مصر تحركت سريعا تحسبا لكارثة إنسانية، وطالبت حماس بضبط النفس، ودعت إسرائيل بعدم التصعيد وقيامها بقصف قطاع غزة ردا على تلك العمليات.
وحذر من أن قطاع غزة ينتظر الآن ضربة شديدة بعد تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "بإعطاء أوامر بتطهير المستوطنات، وتوجيه ضربة لقطاع غزة لم تشهدها من قبل، وهذا ينذر بكارثة كبرى".
نحو الأسوأ
طرح يؤيده المحلل السياسي الأردني ماهر أبوطير، محذرا من أن "الوضع في مجمله سيذهب إلى مراحل أسوأ وأصعب خلال الفترة المقبلة".
ويقول أبوطير لـ"العين الإخبارية" إن هذا الوضع سيتمدد بما يجعلنا نتصور حصول كل السيناريوهات المحتملة، خصوصا أن الحكومة الإسرائيلية تحاول توظيف هذه القضية من أجل رفع شعبيتها أمام اليمين الإسرائيلي".
أما بخصوص كلفة الحرب على غزة فيرى الخبير أن القطاع "قادر على التحمل، لكن على أرض الواقع على المستوى الشعبي دفع الفلسطينيون في قطاع غزة ثمنا كبيرا خلال العقود الماضية، وسيكون من الصعب على الفلسطينيين تحمل كلفة كبيرة للهجمات الإسرائيلية".
وخلص: "لذلك سنشهد الآن حربا من النوع الذي يقودنا إلى التساؤل حول من سيتعب أولا، غزة أم آلة الحرب الإسرائيلية؟".
وتابع: "علينا أن نتوقع إذا حدثت ردود فعل فلسطينية طويلة المدى، سيحصل ارتداد سياسي قد يؤدي إلى سقوط الحكومة الإسرائيلية وربما إجراء انتخابات مبكرة".
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز