استعدادات في دير البلح وسط قطاع غزة لتسليم 3 رهائن إسرائيليين ضمن دفعة خامسة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.
وهذه هي المرة الأولى التي ستفرج فيها «حماس» عن رهائن من المنطقة التي لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي على مدار الحرب التي استمرت 15 شهرًا في القطاع.
وانتشر عشرات من عناصر حماس الملثمين والمسلحين، وقد وضعوا على جبينهم عصبة الحركة الخضراء، في دير البلح، قبل بدء عملية الإفراج عن الرهائن.
وضربوا طوقاً حول المنطقة، حيث أقامت الحركة منصة رُفعت عليها صور آليات عسكرية إسرائيلية مدمرة، فضلاً عن أعلام الحركة وصور قيادات قضت في القتال.
وقد رُكنت في المكان أيضاً شاحنات بيك آب بيضاء تابعة لحركة حماس.
وفي تل أبيب، وتحديداً في "ساحة الرهائن"، ينتظر مجيء مئات الأشخاص لمتابعة النقل المباشر لعملية الإفراج عن الرهائن.
وقد نُصبت في المكان شاشة عملاقة تُعدّ الأيام والساعات والدقائق والثواني التي مضت منذ الهجوم غير المسبوق، الذي شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 داخل إسرائيل، وخُطف خلاله الرهائن واقتيدوا إلى غزة.
واليوم السبت، تتبادل الحركة وإسرائيل الدفعة الخامسة من الرهائن والمعتقلين، مع الإفراج المرتقب عن 3 إسرائيليين مقابل 183 فلسطينيًا.
وكانت الشكوك تخيّم على هذه الصفقة بعد اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، لكن هذه الشكوك تبددت مساء الجمعة.
وبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد أكثر من 15 شهرًا على بدء الحرب المدمّرة.
وينص الاتفاق على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، تزامنًا مع وقف العمليات القتالية.
وأمس الجمعة، أعلن «نادي الأسير الفلسطيني» أن إسرائيل ستفرج عن 183 معتقلًا فلسطينيًا من سجونها، السبت، مقابل ثلاثة رهائن رجال، أحدهم يحمل الجنسية الألمانية إلى جانب الإسرائيلية، ستُفرج عنهم «حماس».
وبحسب مكتب إعلام الأسرى التابع للحركة، فإن إسرائيل ستفرج عن 18 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد، و54 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية، و111 من أسرى القطاع الذين جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأكدت إسرائيل ومنتدى عائلات الرهائن أن الرهائن الثلاثة الذين سيُفرج عنهم هم: أور ليفي (34 عامًا)، وإيلي شرابي (52 عامًا)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عامًا).
وقُتلت زوجة إيلي شرابي وابنتاهما المراهقتان في منزلهنّ في كيبوتس بئيري، جنوب إسرائيل، خلال الهجوم الذي شنّته «حماس» في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويُشتبه أيضًا في مقتل شقيق إيلي الأكبر، يوسي شرابي، الذي أُخذ رهينة بشكل منفصل.
كما قُتلت زوجة أور ليفي، إيناف، عندما هاجم عناصر «حماس» مهرجان نوفا الموسيقي الذي كان الزوجان قد حضرا لمشاهدته.
أما زوجة أوهاد بن عامي، التي اختُطفت معه من كيبوتس بئيري، فقد أُطلق سراحها خلال الهدنة التي استمرت أسبوعًا واحدًا في غزة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
ويتألف اتفاق الهدنة من مراحل ثلاث، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، معظمهم منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل، مقابل 1900 معتقل فلسطيني.
وحصلت حتى اليوم أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.
وسيتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية التبادل من الولايات المتحدة حيث يجري زيارة، وفق مكتبه.