في غزة التي مزقتها الحرب... غضب السكان يتزايد تجاه حماس
كشف تحقيق لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن تصاعُد حالة الغضب في صفوف سكان قطاع غزة ضد حركة حماس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين باتوا، بعد مرور نحو 7 أشهر على الحرب في غزة وتضاؤل الآمال في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أكثر انتقادا لحركة حماس التي يلومها البعض على الصراع الذي دمر القطاع وحياتهم.
وفيما يلوم الفلسطينيون في غزة إسرائيل على معاناتهم، وفقا لاستطلاع للرأي أجري في مارس/آذار الماضي، بدأ البعض في توجيه غضبهم نحو حماس، وفي مقابلات مع أكثر من 10 من سكان غزة أبدى الأفراد استياءهم من حماس ورغبتهم في رؤية السلام في أقرب وقت ممكن.
وقالت سلمى القدومي، الصحفية في غزة، إنه إذا أراد قادة حماس البدء في حرب كان يجب عليهم أن يُعدوا قبل ذلك مأوى للسكان.
ورأت الصحفية التي اضطرت إلى النزوح من مكان إلى آخر 11 مرة، أن الشعب الفلسطيني يستحق قادة لا يجُرونه إلى حرب كهذه.
ويبدو أن الغضب المتصاعد الآن في القطاع يتركز على محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة، مع إصرار حماس على هدنة دائمة وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة قبل تسليم أي رهائن.
وقالت محامية نازحة تبلغ من العمر 29 عاماً وأم لثلاثة أطفال، تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها خوفاً من الانتقام: "لا يمكننا العيش هكذا بعد الآن".
وأضافت أنه قبل ساعات من المقابلة، أطلقت طائرات مسيرة إسرائيلية النار عليها وعلى أطفالها في الشارع وسط غزة.
وقالت فداء زايد، كاتبة تبلغ من العمر 35 عاما من شمال غزة، إنها تعتقد أن حماس تتجنب اتفاق وقف إطلاق النار لأنها لا تريد الاعتراف بالهزيمة".
ووفقا للصحيفة، لم تتسامح حماس مطلقا مع المعارضة، فقامت باعتقال وسجن وضرب النشطاء الذين انتقدوا حكمها.
وقال محمد (35 عاما)، مصمم جرافيك من رفح، إن إدارة حماس في غزة "مليئة بالفساد والمحسوبية والتحيز لصالح الحركة".
وفي رفح أيضاً، قال أيمن (46 عاماً) إنه صوت لصالح حماس في عام 2006 لكن ما حدث بعد ذلك، حسب قوله "كان عددا من الحروب، وتدمير المنازل، واستشهاد الآلاف، وصعوبة الحياة، والحصار".
وفي وقت سابق من هذا العام اندلعت مظاهرات تطالب بوقف إطلاق النار في مدينتين على الأقل في قطاع غزة.
وفي مقطع فيديو لاحتجاج في شهر يناير/كانون الثاني، ظهر حشد من الرجال والصبية يسيرون في أحد شوارع مدينة خان يونس، حاملين لافتات مناهضة للحرب ويهتفون "الشعب يريد نهاية للحرب!".
ويشير المحللون إلى أنهم لاحظوا أيضا ارتفاعا طفيفا في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتقد حماس.
وكتب رامي هارون، طبيب أسنان وأب لخمسة أطفال يبلغ من العمر 45 عاما، على فيسبوك في 20 أبريل/نيسان الجاري "يا حماس.. لا تزعلوا (تغضبوا) منا وحاولوا أن تفهمونا بشكل صحيح".
aXA6IDMuMTQ3LjUxLjc1IA== جزيرة ام اند امز