2000 دولار تقرر مصير عائلة.. ثمن النزوح المستحيل في غزة

في قلب المأساة التي تخنق غزة، تتجسد قصة عائلة تصارع البقاء بين أنقاض مدينة محاصرة.
نور أبو حصيرة واحدة من مئات آلاف الفلسطينيين الذين بقوا في غزة بينما تواصل إسرائيل هجومها للسيطرة على المدينة.
تختبئ الأم وبناتها الثلاث في قبو معتم بحي الرمال، وسط مدينة غزة، وتقول إنهن "بانتظار الموت". بحسب قصتها التي طالعتها "العين الإخبارية" في أسيوشتد برس.
لا يستطعن رؤية الكثير من خلال نافذة صغيرة مرتفعة. لكن إذا كان صوت الطائرات المسيرة الطنانة والغارات الجوية المدوية مؤشرا على أي شيء، فإن القوات الإسرائيلية تقترب.
ثمن النزوح
ومثل كثيرين في القطاع المدمر، لا تستطيع توفير مبلغ 2000 دولار الذي تقول إنه سيكلفها للانتقال إلى جنوب قطاع غزة ونصب خيمة في مخيم للنازحين.
في حين أن معظم الفلسطينيين في مدينة غزة فروا جنوبا في مرحلة ما خلال الحرب المستمرة منذ 23 شهرا، ظلت أبو حصيرة طريحة الفراش إلى حد كبير - باستثناء 11 مرة اضطرت فيها إلى الانتقال داخل مدينتها للحفاظ على سلامتها من الهجمات الإسرائيلية.
زوجها معتقل في سجن إسرائيلي، وهي وبناتها الصغيرات - جوري وماريا ومها - من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين ما زالوا في مدينة غزة، والتي كان عدد سكانها قبل الحرب مليون نسمة.
كتبت أبو حصيرة في رسالة نصية للوكالة: "نشعر وكأننا ننتظر الموت فقط، لم أعد أهتم كثيرا".
وقالت: "أخشى العيش في خيمة مع بناتي. أخشى أن نغرق في الشتاء. أخشى الحشرات. كيف سنحصل على الماء؟"
العائلة نجت بأعجوبة
قبل ثمانية أشهر من الحرب، انتقلت الأسرة إلى شقة جديدة بعد ادخار عشر سنوات.
كانت نور تعمل فنية مختبر طبي، وزوجها رائد صحافيا. غير أن غارة إسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2023 دمرت المبنى، لتُحاصر الأم تحت الركام بإصابات خطيرة وتدخل في غيبوبة، بينما دُفنت بناتها تحت الأنقاض ونجون بأعجوبة.
أُصيبت ابنتها ماريا بكسر في الجمجمة، فيما اعتنى زوجها بها في المستشفى قبل أن تعتقله القوات الإسرائيلية في مارس/آذار 2024. ومنذ ذلك الحين، لم تتلق العائلة أي خبر عنه.
بعد خروجها من المستشفى، اضطرت للتنقل مرات عديدة بين بيوت الآخرين، تعاني من غياب الخصوصية وارتفاع الأسعار ونقص الطعام والماء.
بينما أصيبت ابنتها الكبرى بسوء تغذية حتى تدخل أحد الجيران لإنقاذها.
ورغم وقف إطلاق النار القصير في يناير/كانون الثاني الماضي، سرعان ما تجددت الحرب مع حصار كامل ومنع إدخال الغذاء والدواء، ما جعل أسعار الطحين والسكر تصل إلى أضعاف مضاعفة.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 65 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب. ويقول خبراء دوليون إن المدينة تعيش حالة مجاعة.
الأمنية المُرة
ورغم المنشورات التي تدعو للإخلاء، تبقى أبو حصيرة في قبو بيت أهلها في حي الرمال. تقول إنها عاجزة عن المشي أو الاعتناء بنفسها، وتختم "أتمنى أن نموت جميعا معا قبل أن نُجبر على الرحيل. نحن منهكون".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز