4 أسباب وراء تراجع نتنياهو عن إرسال قوات دولية إلى غزة
رئيس الوزراء الإسرائيلي يتراجع عن اقتراحه بإرسال قوات دولية إلى قطاع غزة.. لماذا؟ هناك 4 أسباب.. ما هي؟
تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تصريحاته التي أدلى بها خلال لقائه وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب، الأحد، بشأن موافقته على إرسال قوات دولية إلى قطاع غزة.
ونفى مصدر مقرب من نتنياهو التقارير الإعلامية التي تداولت اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي نشر قوات دولية في قطاع غزة، وقال إن الاقتراح جاء من قبل وزيرة الخارجية الأسترالية وليس من طرف نتنياهو، الذي رفض الاقتراح.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن المصدر قوله إن نتنياهو أوضح لوزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، أن الحل للقضية الفلسطينية هو سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل على كل المناطق، وأن تكون السيادة الفلسطينية جزئية فقط.
- نتنياهو يكشف كواليس قمة ترامب عن سيناء والجولان وحزب الله
- إيفانكا ترامب.. هل تتولى الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟
وأضاف المصدر الذي وصفته الإذاعة بالمطلع أن نتنياهو رفض اقتراح وزيرة الخارجية الأسترالية حول نشر قوات دولية في قطاع غزة، بعد التجربة غير الموفقة لإسرائيل مع هذه القوات، في إشارة إلى قوات حفظ السلام التي نشرت في جنوب لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي منها.
وذكر المصدر أن نتنياهو استطاع تجنيد أستراليا لمحاربة أي قرارات تصدر ضد إسرائيل في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى.
وفي وقت سابق من الأحد، ذكرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أنه خلال الحديث عن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، سألت وزيرة الخارجية الأسترالية نتنياهو حول احتمالات الصراع. وأجاب نتنياهو قائلا إن الجيش الإسرائيلي يجب أن يسيطر على الضفة الغربية كلها، وأن السيادة الفلسطينية ستكون محدودة. وأضاف أنه ينبغي البحث في بدائل أمنية بواسطة إدخال قوات دولية إلى غزة.
واعتبر نتنياهو أن بالإمكان إعادة تجربة نشر قوات دولية في غزة (بعد نشرها سابقا في جنوب لبنان) بحيث تسيطر قوات أجنبية بشكل فعلي على القطاع وتواجه قضايا "إرهابية" على حد تعبيره. وهذه المرة الأولى التي يطرح فيها نتنياهو إمكانية كهذه بصورة علنية، لكن القناة الثانية أشارت إلى أنه ليس واضحا مدى جدية هذا الطرح أو ما إذا تمت بلورته في القيادة الإسرائيلية.
وطالب نتنياهو بمنع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من ممارسة ضغوط على إسرائيل، من خلال محاكمة قادة سياسيين وعسكريين فيها متهمين بارتكاب جرائم حرب. واقترح نتنياهو أن تسعى أستراليا إلى التأثير على دول أخرى بالعمل ضد المحكمة الجنائية الدولية من أجل تقليص التحقيقات وعمليات تقصي الحقائق حول الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وتشير تحليلات إلى أن النفي، في حال كان ما نقلته القناة الإسرائيلية الثانية صحيحًا، جاء لكي يمنع مواجهة بين نتنياهو وائتلافه الحكومي، لا سيما أعضاء حزب "البيت اليهودي" الذي يتزعمه نفتالي بينيت، باعتبار أن هذا الاقتراح مرفوض على الأخير الذي يؤمن بعدم وجود الدولة الفلسطينية وأن على إسرائيل ضم كافة المناطق الفلسطينية لسيادتها.
في حين يرى محللون آخرون أن نتنياهو طرح إرسال قوات دولية إلى غزة، دون توضيح لنوعية العلاقة التي تربط بين هذا المقترح وإقامة الدولة الفلسطينية. وقال آخرون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لجأ إلى ذلك المقترح للتهرب من سؤال وزيرة الخارجية الأسترالية حول مستقبل الدولة الفلسطينية، خاصة أن اقتراحه يوحي بأن إسرائيل هي التي تستغيث بالقوات الدولية من اعتداءات غزة، وليس العكس.
وكان هناك من رأى أن طرح هذا الاقتراح الذي كان مرفوضا تماما من جانب إسرائيل في السابق، خاصة خلال جولات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كان يستهدف التشويش على التحقيقات الجارية ضد نتنياهو وعائلته بتهم الفساد والرشوة والتهرب من الضرائب وخيانة الأمانة، وهي القضايا التي تهدد بإسقاط نتنياهو وإزاحته من عالم السياسة، لا سيما أن الحديث بدأ يتزايد في الآونة الأخيرة حول الأسماء المرشحة لخلافته.