دماء مدنيي غزة.. بايدن على حبل الضغوط
أسئلة متزايدة يواجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن حول التزام إسرائيل بالتقليل من قتل مدنيي غزة وسط ضغوط حول تأثير الحرب على مكانته السياسية.
وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية إن الغارة الجوية على مخيم جباليا للاجئين في غزة جسدت بوضوح الحبل المشدود الذي تحاول إدارة بايدن السير عليه.
فمن جهة تصر الإدارة الأمريكية علناً على أن إسرائيل تحاول احتواء الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين وذلك على الرغم من مشاهد الدمار الدموية القادمة باستمرار من غزة، وهو ما يؤجج الرأي العام، ومن جهة، هناك الغضب والمطالبات بوقف إطلاق النار.
تساؤلات وضغوط
وذكرت "سي إن إن" أن الغارة الجوية التي خلفت أضرارًا كارثية وقتلت عددًا كبيرًا من الأشخاص، أثارت تساؤلات جديدة حول قدرة بايدن وكبار مسؤوليه على إقناع المسؤولين الإسرائيليين بحماية حياة المدنيين الفلسطينيين.
كما أن الغارة تزيد من المخاوف داخل الإدارة من أن يؤدي ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى تآكل الدعم الدولي لإسرائيل، مما يؤدي إلى عزلها في لحظة من عدم الاستقرار الإقليمي العميق.
وتلقي الخسائر البشرية واسعة النطاق في غزة بثقلها على كاهل كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين يكثفون الضغوط في السر والعلن على الإسرائيليين لدفعهم إلى احتواء الوفيات بين المدنيين.
وكانت المخاوف بشأن سلامة المدنيين الفلسطينيين في صلب المكالمة الهاتفية التي أجراها بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد الماضي.
وشكل التزايد السريع في عدد القتلى المدنيين في غزة مفاجأة لبعض المسؤولين الأمريكيين الذين يدركون أن كل مذبحة إنسانية سيصاحبها مزيد من الضغوط على واشنطن للتنديد بالتحركات الإسرائيلية.
وقال مصدر على اتصال وثيق بفريق الأمن القومي لبايدن "لديهم قدر كبير من القلق بشأن مقتل أرواح بريئة.. من الواضح أنهم يهتمون بشدة بهذا الأمر.. ليس هناك نقص في التعاطف."
الدفاع عن إسرائيل
لكن إظهار هذا التعاطف ظل، حتى الآن، مقترنًا بالدفاع القوي عن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها.
وخلال مؤتمر صحفي عقده البيت الأبيض أمس الثلاثاء، أقر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي بأن القوات الإسرائيلية قد تفشل في بعض الأحيان "في تلبية التوقعات بشأن قتل المدنيين".
لكن بالنسبة للكثيرين، لا يتوافق هذا البيان مع الغارة الإسرائيلية على مخيم جباليا بغزة.
وقال جيريمي كونينديك، رئيس منظمة اللاجئين الدولية والذي عمل سابقًا في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إن الهجوم على مخيم جباليا كان "جريمة حرب واضحة المعالم".
وأضاف أن الهجوم "يُظهر التجاهل المتعمد للالتزام القانوني بتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين عند استهداف الأهداف العسكرية".
وأكد عبر منصة "إكس" أن الهجوم هو "الأحدث من بين العديد من الهجمات المماثلة التي شنها الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن "الهجوم يؤكد أن نتنياهو يسخر من مناشدات بايدن المتكررة باتباع قوانين الحرب دون أي اعتراف بهذا الواقع من قبل الولايات المتحدة. "
ضغط مضاد
في بعض الأحيان، نجحت الإدارة الأمريكية في استخدام نفوذها للضغط على إسرائيل مثلما طالب بايدن الأحد الماضي بزيادة المساعدات فقال مسؤولون إسرائيليون إن عدد الشاحنات التي تعبر من مصر سيرتفع في النهاية إلى 100 شاحنة يوميا.
كما أدى الضغط الذي مارسته واشنطن إلى استعادة الاتصال بالإنترنت والهواتف المحمولة في غزة بعد أن تم قطعه في بداية التصعيد الإسرائيلي.
ويعتقد مساعدو بايدن أن رسائل التحذير لإسرائيل تكون أكثر فاعلية في السر منها في العلن ويصرون على وجود محادثات أكثر صرامة في الكواليس.
وظهر غضب الأمريكيين جليا خلال جلسة استماع في الكونغرس شارك فيها وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن.
وقاطع متظاهرون شهاداتهما وطالبوا بصوت عال بوقف إطلاق النار ووضع حد لمقتل المدنيين في غزة وهي المشاهد التي تذكر بفترة غزو العراق.