حرب غزة.. إسرائيل تنسحب من جباليا وجثث 7 رهائن تحت أنقاضها
على تقويم أكتوبر، تمضي الحرب في قطاع غزة، بيوميات مثقلة يعلو أنينها على وقع نيران تلتهم الأحبة وحصار يخنق الأجنة
في أحدث أيام هذا التقويم، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، أن قواته أنهت عملياتها في شرق جباليا في الجزء الشمالي من قطاع غزة.
انسحابٌ جاء بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية "أنفاقا بطول عشرة كيلومترات" فضلا عن "عدة مواقع لإنتاج الأسلحة في قتال استمر أياما نفذت خلالها أكثر من 200 ضربة جوية" وفق ما ذكره الجيش.
وعثرت القوات الإسرائيلية- بحسب الجيش- على جثث سبع رهائن.
رفح.. هجوم يتحدى الغضب الدولي
ومن شمال القطاع إلى جنوبه، حيث رفح، أفاد شهود عيان، بتواصل القصف المدفعي والجوي، وذلك بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته على محور فيلادلفيا الاستراتيجي الفاصل بين القطاع ومصر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي العثور "على حوالى 20 نفقا في منطقة محور فيلادلفيا"، الذي يقول إن الفصائل المسلحة في القطاع تستخدمه للتهريب.
غير أن مصر نفت وجود أنفاق عند الحدود مع قطاع غزة، واتهم مسؤول مصري كبير إسرائيل بـ"توظيف هذه الادعاءات لتبرير مواصلة عملية رفح وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية"، وفق ما أوردت قناة "القاهرة الإخبارية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه في مدينة رفح التي فرّ إليها أكثر من مليون نازح، منذ بداية الحرب، رغم الغضب الدولي إزاء القصف الدامي الذي استهدف الأحد الماضي، مخيما، أسفر عن مقتل 45 شخصا.
وفي وسط قطاع غزة، دفن فلسطينيون أقاربهم الذين قتلوا في غارة ليلية في مخيم النصيرات. وهو المشهد نفسه الذي تكرر في الجنوب حيث مدينة خانيونس المحاذية لرفح. بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتسببت حتى اليوم بمقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، في غارات إسرائيلية جوية وبرية على القطاع المحاصر، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة.
وشنت تل أبيب حربها بعد هجوم مباغت لحماس في بلدات إسرائيلية بغلاف غزة، أوقع نحو 1200 قتيل، وعشرات الأسرى رهائن.
أوضاع صحية ومعيشية صعبة
حربٌ فاقمت الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع محاصر منذ سنوات، ووضعته على حافة المجاعة.
وفي تقرير سابق لهم، أكد خبراء الأمم المتحدة أن للدمار الهائل الذي لحق بالمنازل في غزة والظروف المعيشية غير المستقرة في الخيام، تأثيرا غير متناسب على النساء والفتيات وخاصة على أمنهن وحياتهن الخاصة.
ويقول الخبراء إن حوالي 50 ألف فلسطينية حامل و20 ألف رضيع يواجهون "مخاطر لا يمكن تصورها".
ويؤكدون أيضا أن القوات الإسرائيلية دمرت أكبر عيادة للخصوبة في غزة والتي كانت تخزن فيها الأجنة.
ووفق الخبراء الذين من بينهم مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي الممنوعة من دخول إسرائيل، فإن "أكثر من 183 امرأة يلدن كل يوم مع آلام مبرحة فيما توفي مئات الرضع بسبب عدم توفر الكهرباء لتشغيل الحاضنات".