«كل العيون على رفح».. حملة تضامن عالمية تواكبها جهود إماراتية قياسية
صورة يتوسطها عبارة "كل العيون على رفح" تحولت لأيقونة عالمية للتضامن مع غزة، إثر تفاعل عشرات الملايين، بينهم مشاهير، عبر مواقع التواصل.
الصورة انتشرت عقب هجوم إسرائيل على خيام تؤوي نازحين فلسطينيين في رفح، ليل الأحد الماضي، في منطقة تعهدت إسرائيل أن تكون آمنة، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة 249 آخرين.
حملة التضامن العالمية الداعية إلى وقف الحرب على غزة، واكبها جهود إماراتية متواصلة على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية لوقف الحرب، ودعم المتضررين منها.
ضمن أحدث تلك الجهود على الصعيد الدبلوماسي، طالبت الإمارات خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، بوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات للمدنيين.
وبالتزامن مع تلك الجهود الدبلوماسية، يواصل المستشفى الميداني الإماراتي عمله على مقربة من خط النار في رفح، لتخفيف معاناة أهالي غزة.
وسبق أن أدانت دولة الإمارات الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة وآخرها استهداف خيام النازحين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء.
وشددت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، على أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح.
أيقونة عالمية
وخلال الساعات الماضية، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا موقع إنستغرام، صورة أنجزت بالذكاء الاصطناعي، تضم تجمعا للخيام في رفح، وهياكل بيضاء في المنتصف كتب عبرها باللغة الإنجليزية: "كل العيون على رفح".
وتعود عبارة "كل العيون على رفح" لتصريح لممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركون، استخدمها في فبراير/شباط الماضي، حينما كان يحذّر آنذاك من هجوم إسرائيلي على رفح، قائلا: "كل العيون تتجه إلى رفح".
وحذر آنذاك من أنه يخشى وقوع كارثة إنسانية "تفوق التصور" إذا وقع توغل واسع النطاق من قبل الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي غزة.
عبارة "ببيركون" أعاد استخدامها مسؤلون ونشطاء للتعبير عن قلقهم وتنديدهم بشنّ عملية عسكرية في رفح، إلا أنها لاقت رواجا واسعا خلال اليومين الماضيين بعد أن قام شاب ماليزي باستخدامها في تصميم الخيام، عبر حسابه على إنستغرام، الذي يحمل اسم shahv4012، بعد الهجوم الإسرائيلي على خيام النازحين، لتتحول الصورة إلى أيقونة عالمية للتضامن مع غزة.
ولقيت الصورة انتشاراً يفوق 43 مليون مشاركة من قبل مشاهير وممثلين ولاعبو كرة قدم من بينهم، المغربي عبدالرزاق حمد الله، والفرنسي إبراهيم كوناتي، والسنغالي خاليدو كوليبالي، ومغني البوب ريكي مارتن، والممثلة التركية توبا بويوك أوستون، والممثلة الهندية بريانكا شوبرا، والممثلة السورية كندة علوش.
العبارة نفسها “ALL EYEZ ON RAFAH” (كل العيون على رفح) تحولت إلى هاشتاق باللغتين العربية والإنجليزية تصدر مواقع التواصل وسط دعوات لوقف الحرب على غزة.
هاشتاق #alleyesonrafah تفاعل معه أكثر من 150 ألف شخص في منشوراتهم على موقع إنستغرام.
كما أضحى الهاشتاق نفسه باللغتين العربية والإنجليزية الأكثر رواجا على موقع فيسبوك خلال الساعات الماضية.
جهود إماراتية قياسية
واكب تلك الحملة العالمية جهود إماراتية قياسية لوقف الحرب ودعم أهل غزة.
ولا تكف دولة الإمارات العربية المتحدة عن الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات للمدنيين.
أحدث تلك الدعوات جاءت على لسان السفير محمد أبو شهاب المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، مساء الأربعاء، مؤكدا أنه "لا ينبغي أن يكون تنفيذ قرارات مجلس الأمن قائما على الكيل بمكيالين".
وأضاف: "لقد باتت الازدواجية واضحة وتداعياتها لن تقتصر على زعزعة الاستقرار ليس في المنطقة بل في العالم".
وأكد أن إسرائيل مطالبة باحترام التزاماتها الدولية ووقف أفعالها غير الشرعية، وقال إن "القمع الممارس ضد الفلسطينيين لا حدود له".
وأشار إلى أن المجموعة العربية تطالب بتطبيق القانون الدولي الإنساني بشكل متساو دون تمييز، مؤكدا أن إسرائيل مطالبة باحترام التزاماتها وفق الأطر الدولية.
على صعيد ذي صلة، ورغم زيادة وتيرة العمليات العسكرية وزيادة المخاطر، يستمر المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح الفلسطينية في تقديم خدماته.
ويقدم المستشفى الإماراتي خدماته العلاجية لأهالي غزة في رفح، خاصة العمليات الجراحية التي تجرى بشكل يومي، من قبل الفريق الطبي الإماراتي ومتطوعين من أنحاء العالم ضمن عملية "الفارس الشهم 3".
وفي وقت متأخر من ليل الأحد، أغارت الطائرات الإسرائيلية على مخيم افترض سكانه أنهم في منطقة "آمنة" تقع بحي تل السلطان غربي مدينة رفح، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا وفقا لوزارة الصحة في القطاع، لتتحول تلك الليلة إلى أكثر مشاهد الحرب "رعبا".
ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، فرّ إلى مدينة رفح الحدودية مع مصر، أكثر من مليون شخص، إذ كانت الملاذ الأخير لهم قبل أن تبدأ إسرائيل هجومها على المدينة في الأول من الشهر الجاري.
وقد أثار الهجوم الإسرائيلي المتصاعد على رفح، موجة إدانات عربية ودولية، إذ دعت وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة والحكومات المتعددة إسرائيل إلى وقف هجومها على الفور.
وسبق أن أدانت دولة الإمارات واستنكرت بشدة، الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة وآخرها استهداف خيام للنازحين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء.
وشددت وزارة الخارجية، في بيان لها، على أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، مشيرة في هذا الصدد إلى أهمية الإلتزام بتنفيذ التدابير الواردة في القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية مؤخرا بشأن مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، وما يتسبب به ذلك من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وضرورة إبقاء معبر رفح مفتوحا لدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
وتتواصل جهود الإمارات على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية، لدعم أهل غزة، برا وبحرا وجوا، عبر جهود رائدة ومبادرات ملهمة.
مبادرات متتالية تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، تحاول مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
رسمت الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
فلم تألُ الإمارات جهدا في دعم أهل غزة منذ بدء التصعيد الإسرائيلي، فأطلقت عديدا من المبادرات لدعم القطاع أبرزها "تراحم من أجل غزة"، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي شارك فيها أكثر من 24 ألف متطوع داخل دولة الإمارات، قاموا بتحضير 71 ألف سلة من المواد الإغاثية تم تجميعها محليا.
ثم أطلقت مبادرة "الفارس الشهم 3" يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
ومن رحم تلك المبادرة ولدت 10 مبادرات تقريبا، إذ سيرت جسرا جويا، لا يزال مستمرا، في إيصال المساعدات الإغاثية والطبية، وافتتحت مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية، وأقامت محطات لتحلية المياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك وفرت وشغلت الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.
أيضا تحت مظلة مبادرة "الفارس الشهم3"، تم إطلاق مبادرة "طيور الخير" في 28 فبراير/شباط الماضي لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات وطائرات القوات الجوية المصرية فوق المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها شمال القطاع.
مساعدات نجحت خلالها الإمارات في تحقيق أرقام قياسية وسوابق تاريخية دعماً لأهل غزة.
ففي سابقة تاريخية نجحت الإمارات في حشد الجهود الدولية لتدشين ممر إغاثي بحري ينقل المساعدات من قبرص إلى غزة في مارس/آذار الماضي.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تكللت جهود دولة الإمارات في آخر أيام عضويتها بمجلس الأمن الدولي في ختام عام 2023 بتحقيق اختراق تاريخي عبر اعتماد المجلس قرارا إماراتيا حمل رقم 2720 يدعو إلى اتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها أهالي غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض.
ويطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة تعيين شخص في منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار، وكان أبرز نتائج هذا القرار على أرض الواقع ما يلي:
- تعيين الهولندية سيغريد كاغ في منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
- تخصيص دولة الإمارات مبلغ 5 ملايين دولار لدعم جهود كاغ في جهودها لتخفيف وطأة معاناة أهالي غزة، وتعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجاتهم.
- توجت تلك الجهود أيضا باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 مايو/أيار الجاري بتصويت 143 دولة قرار قدمته الإمارات يدعم طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الطلب بشكل إيجابي. ويمنحها حقوقا وامتيازات إضافية تتعلق بمشاركتها في الأجهزة الأممية.
وتؤكد تلك الحقائق والأرقام أننا أمام مبادرات متكاملة تجسد نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.