«الجزيرة».. ماذا نعرف عن أحدث الخطط الإسرائيلية لشمال غزة؟
مع خفوت نجم الهدنة، يدرس المسؤولون الكبار في الجيش الإسرائيلي تبني خطة من شأنها تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
فتحت عنوان «خطة الجنرالات» أو «خطة الجزيرة»، قدم جنرالات سابقون في الجيش الإسرائيلي الخطة، مطلع الشهر الجاري.
وعن تلك الخطة، قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الخميس: "يدرس مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي قبول خطة تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية".
وأضافت: «تم وضع الخطة من قبل الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء (احتياط) غيورا آيلاند، ويدرس الجيش الإسرائيلي تبني أجزاء منها على الأقل". وكشفت النقاب عن أنه "في الأيام الأخيرة، جمع الجيش عددا من المؤيدين للخطة، المعروفة باسم خطة الجزيرة».
وتابعت: «في بداية الشهر، قدم الجنرال احتياط، الذي كان أيضا رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، الخطة التي في رأيه ستؤدي إلى هزيمة حماس».
وأضافت: «وفقا لخطته، سيقوم الجيش الإسرائيلي بإجلاء أكثر من 200,000 من سكان غزة من شمال قطاع غزة وتحويل المنطقة الشمالية بأكملها إلى منطقة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة».
واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أنه «إذا تمت الموافقة على الخطة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي، فمن المتوقع أن تكون خطوة دراماتيكية في الحرب».
وقالت: «سيتم أخذ مساحة تقارب ثلث قطاع غزة تقريبا من سكان غزة، معتقدين، من بين أمور أخرى، أن المسلحين الذين سيبقون في المنطقة سيضطرون إلى الاستسلام أو يتم القضاء عليهم».
خطة الجنرالات
تستند «خطة الجنرالات» التي تم عرضها على المستوى السياسي الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري إلى افتراض مفاده أن الاستراتيجية الحالية المتمثلة في شن الغارات على غزة ليست فعالة بما يكفي لإرباك حماس، وفرض ضغوط كافية على المنظمة لإعادة الرهائن المائة وواحد الذين لا تزال تحتجزهم.
وبحسب الخطة، فإن المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (وسط قطاع غزة) بالكامل، أي مدينة غزة بكل أحيائها، سوف تصبح منطقة عسكرية مغلقة، حيث سيُطلب من جميع السكان، الذين يقدر الجيش عددهم بنحو 250 ألف نسمة، المغادرة على الفور.
وبعد أسبوع من منح السكان الفرصة للإخلاء، سيتم فرض حصار عسكري كامل على المنطقة، مما يترك للمسلحين في مدينة غزة الخيار - الاستسلام أو الموت.
واعتبر منتدى الجنرالات الذي أعدها، أن «الخطة تتوافق مع قواعد القانون الدولي لأنها تسمح للسكان بالإخلاء من منطقة القتال قبل فرض الحصار».
وبحسبهم، فإنه على إسرائيل تخصيص مجمعات سكنية إنسانية للسكان وفرض حصار على شمال قطاع غزة.
وقال ايلاند في مقطع فيديو ترويجي للخطة: «لقد حددنا ممرين آمنين للخروج سيتم تأمينهما من قبل قوات الجيش الإسرائيلي. أولئك الذين يغادرون سيحصلون على الطعام والماء. لكن في غضون أسبوع ستصبح أراضي شمال قطاع غزة بأكملها منطقة عسكرية، وبقدر ما يتعلق الأمر بنا، لن تدخل أي إمدادات إلى هذه المنطقة العسكرية».
وأضاف: «وبالتالي فإن 5000 مسلح موجودين في هذه المنطقة سيستسلمون في هذا الوضع أو يموتون جوعاً».
تقسيم غزة لقسمين:
ورأى ألوف بن، رئيس تحرير صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن اليمين الإسرائيلي يدفع باتجاه تقسيم غزة الى قسمين مع إبقاء السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
وقال ألوف بن: إن «السيطرة على طريق فيلادلفيا والممر الأمني على طول الحدود تسمح لإسرائيل بتطويق الحدود البرية لغزة وعزلها عن مصر».
وأضاف: «أما بالسيطرة على طريق نتساريم فإنها تفصل عملياً شمال غزة، حيث لم يتبق سوى عدد قليل من الفلسطينيين الذين دمرت منازلهم وبنيتهم الأساسية، عن الجزء الجنوبي من الجيب الساحلي، الذي يعج باللاجئين من القطاع بأكمله».
وتابع: «في الممارسة العملية، يجري حالياً وضع ترتيب طويل الأمد لليوم التالي، وسوف تسيطر إسرائيل على شمال قطاع غزة وتطرد 300 ألف فلسطيني ما زالوا هناك».
وأردف: «يقترح اللواء (احتياط) غيؤرا إيلاند، منظّر الحرب، تجويعهم حتى الموت، أو نفيهم، كوسيلة لهزيمة حماس».
وتابع: ويتصور اليمين الإسرائيلي إقامة مستوطنات يهودية في المنطقة، مع إمكانات عقارية هائلة من التضاريس الملائمة، وإطلالة على البحر، والقرب من وسط إسرائيل.
وأشار إلى أن «تجربة احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية على مدى 57 عاماً تشير إلى أن هذه عملية طويلة تتطلب قدراً كبيراً من الصبر والقدرة على المناورة الدبلوماسية».
وقال: «ولن يتم بناء مدينة يهودية كبيرة في غزة غداً، لكن التقدم سوف يتم فداناً فداناً، وبيتاً متنقلاً فبيتاً متنقلاً، وبؤرة استيطانية فأخرى ـ تماماً كما حدث في الخليل، وإيلون موريه، ومزرعة جلعاد" وهي بؤر استيطانية بالضفة الغربية».
وأضاف: «سوف يُترَك جنوب قطاع غزة لحماس، التي سوف تضطر إلى رعاية السكان المعوزين تحت الحصار الإسرائيلي، حتى بعد أن يفقد المجتمع الدولي اهتمامه بالقصة وينتقل إلى أزمات أخرى».
وتابع: «ويعتقد نتنياهو بيقين أنه بعد الانتخابات الأمريكية، سوف يتضاءل تأثير المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين على السياسة الأميركية، حتى لو فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس (..) من الطبيعي أن يتوقع نتنياهو منه حرية التصرف في غزة إذا قلب دونالد ترمب الطاولة وعاد إلى البيت الأبيض».
وختم بن: «لا تخلطوا بين الأمرين: الاحتلال هو الهدف الذي يقاتل من أجله نتنياهو، حتى ولو كان الثمن موت الرهائن المتبقين، وعلى الرغم من خطر اندلاع حرب إقليمية. إن الدعامات التي تدعم نظامه، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، سوف تظل قائمة ما دام يسعى بالقول والفعل إلى احتلال دائم وضم زاحف لقطاع غزة».