اللجنة الوزارية بشأن غزة: منع إسرائيل زيارة الوفد لرام الله يؤكد «تطرفها»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، أن منع الحكومة الإسرائيلية، زيارة الوفد إلى الضفة الغربية ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس "يؤكد تطرفها وغطرستها".
وسيطر قرار الحكومة الإسرائيلية منع زيارة الوفد الوزاري إلى رام الله، على مؤتمر صحفي للوزراء أعضاء اللجنة بعد اجتماعهم في الأردن.
ويضم الوفد وزير الخارجية السعودي رئيس اللجنة الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
والتقى الوفد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وعقدوا مباحثات عبر الفيديو مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
أيمن الصفدي
وقال الصفدي، في مؤتمر صحفي لأعضاء اللجنة: لم يكن ممكنا أن تتم الزيارة إلا من خلال التنسيق مع "سلطة الاحتلال"، لافتا إلى أن "الجانب الفلسطيني أبلغ إسرائيل وقالوا إنها ترفض الزيارة، ونحن أبلغنا إسرائيل والرد أيضا كان الرفض".
وأضاف "هم كانوا يعرفون أعضاء الوفد وهدف الزيارة ومع ذلك اتخذوا هذا القرار اللاشرعي والمستفز".
وأوضح أن "منع الوفد من زيارة رام الله يقدم للعالم دليلا على غطرسة الحكومة الإسرائيلية وتطرفها وعدم اكتراثها بالقانون الدولي".
وتابع: "نحن نريد السلام والحكومة الإسرائيلية مستمرة في الحرب والإجراءات غير الشرعية وقتل كل فرص تحقيق السلام".
فيصل بن فرحان
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي إن "رفض إسرائيل للزيارة تجسيد وتأكيد لتطرفها ولرفضها أي محاولات جدية لمسلك السلام. لا يريدون إلا العنف وهذا يزيدنا عزيمة لمضاعفة جهودنا الدبلوماسية في المجتمع الدولي لمواجهة هذه العنجهية".
وأشار إلى أن اللقاء مع الرئيس عباس كان مثمرا وتناولنا سبل الوصول إلى وقف لإطلاق النار على غزة، وأثنينا على أجندة الإصلاح التي يطرحها.
وأوضح أن مؤتمر نيويورك المزمع عقده يأتي ضمن جهود دفع أكبر عدد ممكن من الدول للاعتراف بدولة فلسطين، وتجييش المجتمع الدولي لوقف الحرب في غزة.
وشدد على أن "الحلول العسكرية لا فائدة منها لذلك لا بد من حل سياسي ونهائي".
وتابع "الموقف الدولي مهم جدا ويحتاج إلى مزيد من الزخم والوضوح في الهدف والوجهة. بعض الدول تقول لا حل إلا حل الدولتين لكن الاعتراف بفلسطين يأتي بعد انتهاء المفاوضات".
وأكد أن إسرائيل ترفض طرح فكرة الدولة الفلسطينية، ومن ثم فإن رسالتي لتلك الدول: "إذا كانت قناعتكم أنه لا حل إلا حل الدولتين، فلابد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية الآن".
وقال "أي موقف مختلف معناه أنكم منفتحون على حلول أخرى. المواقف الإسرائيلية وآخرها منع الوفد من السفر إلى رام الله معناها أن إسرائيل فهمت من الموقف الدولي هذه الإشارة... أن هناك انفتاحا على حلول بديلة، والعرب والمسلمون لن يقبلوا أي حل إلا حل الدولتين".
بدر عبدالعاطي
من جهته، قال وزير خارجية مصر: "ندين المسلك الإسرائيلي برفض دخول اللجنة إلى رام الله، هذا يدل على عجرفة وغطرسة إسرائيل والرفض الكامل لكل مساعي السلام... للأسف الشديد لا يوجد شريك للسلام".
وأشار إلى الوضع المزري والمأساوي في قطاع غزة، مشددا على رفض مصر والأردن لكل مخططات التهجير وعزمهما التصدي لها.
عبداللطيف الزياني
من جهته، قال وزير خارجية البحرين إن الملك عبدالله الثاني أكد خلال اللقاء مع اللجنة حرصه على السلام والاستقرار في المنطقة، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد رغبته في السلام في المنطقة، وهو شريك موثوق يضيف إلى الجهود الرامية للسلام.
أحمد أبوالغيط
من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية إن الملك عبدالله الثاني طرح خلال اللقاء مع اللجنة أفكارا محددة وواضحة وحازمة.
بيان اللجنة
وطالبت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، في بيان، إسرائيل بالسماح الفوري لدخول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل كاف ومستدام، والسماح للمنظمات الأممية وفي مقدمتها وكالة "الأونروا" بإيصال المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع، ووقف التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية.
كما أكدت اللجنة على أهمية عقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، في القاهرة فور التوصل لوقف إطلاق النار بغزة، وذلك لتنفيذ خطة إعادة الإعمار التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في 4 مارس/آذار الماضي.
وأكدت اللجنة على أهمية دعم السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيدة بالجهود والخطوات الإصلاحية التي أطلقها الرئيس عباس.
وعبرت اللجنة عن إدانتها تعطيل إسرائيل للزيارة التي كانت مقررة للجنة إلى رام الله اليوم، مما يعد انتهاكاً للأعراف الدبلوماسية ويعكس نهجاً خطيراً في تعطيل مساعي اللجنة لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأكدت أن "هذه الخطوة غير مستغربة عن الحكومة الإسرائيلية وسياساتها المتطرفة التي تمعن في منع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة وعرقلة جهود تحقيق السلام".
كلمة عباس
من جهته، ثمن الرئيس الفلسطيني جهود اللجنة الوزارية في حشد التأييد الدولي لوقف الحرب على قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية في القطاع ودفع مسار تنفيذ حل الدولتين.
وفي هذا الإطار، عبر الرئيس عباس عن تطلعه لإنجاح المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين وتوسيع مسار الاعتراف بدولة فلسطين.
كما أكد التزام الحكومة الفلسطينية ببرنامجها الإصلاحي وتطلعها لتضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني بما يعزز جهودها الإصلاحية، مطالباً إسرائيل بالإفراج عن الأموال الفلسطينية التي تحتجزها.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن عباس قوله "على حماس التخلي عن حكم قطاع غزة، الذي استولت عليه بالقوة من خلال انقلابها على الشرعية الفلسطينية في عام 2007، فهذا الانقلاب يجب أن ينتهي، وأن تنتهي معه آثاره السلبية التي أضرت بالقضية الفلسطينية".
وأضاف " لا بد من تسليم الرهائن لوقف هدر الدم الفلسطيني والإفراج عن الأسرى، لتجنيب شعبنا المزيد من ويلات القتل والتدمير والإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODQg جزيرة ام اند امز