تمديد هدنة غزة.. فرحة فلسطينية وانقسام إسرائيلي
مع الإعلان عن تمديد الهدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، شهد جانبا الصراع تباينا في المواقف المؤيدة أو الرافضة للهدنة.
الفلسطينيون في قطاع غزة يأملون بشدة في إنهاء معاناتهم الناجمة عن الحرب، ويريدون إطالة أمد الهدنة لتضميد جراحهم ودفن موتاهم والبحث عن طعام وشراب في ظل الحرب المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يأتي ذلك في حين انقسم الإسرائيليون بين من يريدون تمديد الهدنة إلى حين التمكن من الإفراج عن جميع الرهائن وآخرين يخشون الإذعان لمطالب حركة حماس الفلسطينية.
واليوم الإثنين كان مقررا أن تنتهي الهدنة التي بدأت يوم الجمعة الماضي وشملت وقفا لإطلاق النار بالإضافة إلى تبادل الرهائن والأسرى بين الجانبين، وإدخال مساعدات إنسانية ووقود إلى قطاع غزة، إلا أنه تم الإعلان عن تمديد الهدنة ليومين إضافيين بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، بنفس الشروط.
وفي خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة حيث لجأ مئات الآلاف من النازحين من الشمال إلى خيام ومدارس، تجمعت حشود كبيرة عند مستودع للأمم المتحدة يقوم بتوزيع عبوات من الدقيق (الطحين).
وقالت صابرين النجار إنها انتظرت عدة ساعات للحصول على الدقيق لإطعام أطفالها، لكن الحصة التي حصلت عليها بالكاد تكفي ليومين أو ثلاثة أيام.
وعبرت عن توقها للعودة إلى منزلها وبغضها التام للحرب، ودعت الدول العربية إلى مساعدة غزة. وتضرعت إلى الله أن يطول أمد الهدنة.
وقالت "إن عائلتي ليس لديها ما يكفي من الطعام أو المياه النظيفة، وحين هطلت الأمطار أغرقت المأوى الذي نقيم فيه بشكل مؤقت، تماما".
وتحدث نازحون آخرون عن الصعوبات التي يواجهونها بسبب برودة الجو والأمطار، ونقص الغذاء والكهرباء، والطوابير الطويلة التي يقفون فيها يوميا للحصول على السلع الأساسية، وعبر جميعهم عن الأمل في امتداد أجل الهدنة.
جمعة الأعرج الجالس على كرسي متحرك أعرب عن خيبة أمله من هدنة الأيام الأربعة القصيرة جدا وقال إنها لا تكفي لشيء وإنهم مازالوا يعيشون على ضوء الشموع ولا توجد بطاريات أو غاز، أو كهرباء، وحتى الماء يحصلون عليه من أماكن بعيدة بشق الأنفس.
تباين وجهات النظر في إسرائيل
على الجانب الآخر من الحدود، انصب تركيز الإسرائيليين على مصير الرهائن. وتم إطلاق سراح 58 شخصا على ثلاث مراحل منذ يوم الجمعة، ومن المتوقع إطلاق سراح آخرين اليوم الاثنين من بين 184 شخصا ما زالوا محتجزين في غزة.
وقال أرافا جيرزون راز، وهو قيادي في جماعة لعائلات وأنصار الرهائن، متحدثا في ساحة في تل أبيب أصبحت مركزا للجماعة "نريد عودة كل الرهائن الآن ومن ثم أريد استمرار وقف إطلاق النار، مهما كلف الأمر ما دمنا نعيدهم".
وقال عيدو سيجيف، وهو موظف في شركة إنتل، إنه يرجو أن يطول أمد الهدنة ما دامت حماس تواصل تسليم الرهائن.
وأضاف "المرء يبرم صفقات حين يكون هناك بعض المصلحة المشتركة، وما دام لحماس مصلحة في وقف إطلاق النار بسبب الضغط العسكري أو لأسباب أخرى، فسيدفعون ثمن ذلك، إذا صح التعبير، بإطلاق سراح رهائن".
وتباينت الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي لتعبر عن مجموعة واسعة من وجهات النظر حول الصراع.
وقال آدم سيلا الذي يدير شركة سياحة إنه ضد الهدنة ويعتقد أنه كان على إسرائيل التمسك باتفاق أفضل يتم بموجبه إطلاق سراح جميع الرهائن.
وأضاف "أعتقد أننا نُستدرج إلى وضع موات لهم (حماس)، وكما هو الحال في جميع الصراعات، إذا كان ذلك في صالح أحد الطرفين، فهو غير مناسب للطرف الآخر".
لكن عنات إريل المقيمة في القدس لها رأي آخر، إذ قالت "يحدوني حقا أمل في أن يستمر وقف إطلاق النار لأن العنف ليس حلا لأي شيء" مشيرة إلى ضرورة التفرقة بين حماس والمدنيين في غزة.
وقالت "إن حماس يجب أن تُعاقب، لكن لا يتعين معاقبة كل الآخرين في غزة".
وبدأت الحرب بهجوم مسلح غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوبي إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما أسرت حماس خلال هجومها 240 رهينة واقتادتهم إلى قطاع غزة.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة ترافق منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، ما تسبّب بمقتل نحو 15 ألف شخص.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز