مفاوضات غزة.. «تقدم» وضغوط وآمال

ما لم تحدث مفاجأة غير متوقعة فإن إسرائيل و"حماس" تتجهان إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام القادمة.
ويجري الحديث عن مطلع الأسبوع المقبل كموعد محتمل لإبرام اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار مع وصول الأوضاع في قطاع غزة إلى وضع لا يطاق بحسب المؤسسات الأممية.
وتتواصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة مصرية وقطرية ومتابعة حثيثة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى "حدوث تقدم ملموس في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن تموضع وانتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار المرتقبة، وذلك في ضوء مرونة جديدة أبدتها إسرائيل في هذا الملف".
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن المباحثات "تتركز حاليا حول تحديد المنطقة العازلة بين محوري فيلادلفيا وموراج".
وأشارت إلى أن إسرائيل "قدمت خرائط جديدة لحماس تتضمن انسحابا ملحوظا من محور موراج وتعديلات في تموضع القوات على الأرض".
وقالت: "تتوقع إسرائيل أن ترد حماس على عرض الوسطاء خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة".
وقال مصدر إسرائيلي على اطلاع على تفاصيل المفاوضات: "هناك إمكانية حقيقية للتوصل إلى توافق".
ولفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "مصادر إسرائيلية قدرت أن حماس سترد إيجابيا على المقترح المعدل، الذي يُعد تحولاً مهماً في الموقف العسكري الإسرائيلي".
وذكرت أن اجتماعا سيعقد اليوم في الدوحة تم تعريفه بأنه "مهم" لاستمرار المفاوضات.
وقالت: "وفقا لمصادر إسرائيلية، فإن هذا الاجتماع سيناقش فيه الطرفان استمرار المحادثات".
وقال مصدر إسرائيلي مشارك في المفاوضات إن "القضايا لم تحل بشكل كامل بعد لكن هناك تقدم كبير".
«ضغط»
ألمحت الهيئة إلى أن العملية العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في منطقة دير البلح وسط القطاع كانت بمثابة ضغط على "حماس".
وهذه أول مرة منذ اندلاع الحرب قبل نحو عام وتسعة أشهر بعد أن تجنّب الجيش الإسرائيلي سابقا التوغل في هذه المنطقة خشية أن تكون موقعا لاحتجاز بعض المخطوفين.
وتواصل إسرائيل التهديد بتوسيع العملية العسكرية في غزة إلى حد الاحتلال الكامل إذا لم توافق حركة "حماس" على الاقتراح المقدم.
«الجوع.. قاتل كالقصف»
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير: "ارتفعت مساحة غزة الخاضعة لأوامر التهجير أو داخل المناطق العسكرية الإسرائيلية إلى 87.8%، مما ترك 2.1 مليون مدني محصورين في 12% من القطاع، حيث انهارت الخدمات الأساسية".
ومن جهته، قال روس سميث، مدير الاستعداد للطوارئ والاستجابة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، للصحفيين، إن أزمة الجوع في غزة بلغت مستويات جديدة ومذهلة من اليأس، حيث يقضي ثلث السكان أياما متتالية دون تناول الطعام.
وأضاف سميث أن التقييمات التي أجراها برنامج الأغذية العالمي تُظهر أن ربع السكان يواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة. وهناك ما يقرب من 100 ألف امرأة وطفل يعانون من سوء تغذية حاد وخطير ويحتاجون إلى علاج عاجل.
بدورها، قالت جولييت توما، مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن "الأطباء والممرضين والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، ومن بينهم موظفي الأونروا، يعانون من الجوع... يُغمى عليهم من شدة جوع والإرهاق أثناء تأدية واجباتهم".
وأكدت توما في حديث لموقع الأمم المتحدة على أن البحث عن الطعام "أصبح قاتلا كالقصف".
ضغط ميداني ونفسي
من جهتهم، فإن الضغط من قبل الفصائل المسلحة يكون عبر العملية العسكرية على الأرض وعبر دفع الشارع الإسرائيلي للتحرك للضغط على الحكومة.
وقال الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، "أبوحمزة" في بيان: "نعلن فقد الاتصال منذ الأمس مع مجموعة التأمين الآسرة للجندي "روم بريسلافسكي" وذلك بعد توغل قوات العدو ومحاصرتها لمناطق يوجد فيها الأسير ولا نعلم مصيرهم حتى هذه اللحظة".
وميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ضابط بجروح بالغة في وقت سابق من اليوم خلال اشتباكات وسط قطاع غزة.
وصباح اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في قطاع غزة بعد أن أعلن مساء الإثنين مقتل جندي وإصابة ضابط بجروح خطيرة في جنوب قطاع غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن 895 جنديا قتلوا منذ بداية الحرب بينهم 451 قتلوا في داخل قطاع غزة خلال المعارك البرية.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA= جزيرة ام اند امز