الحرب على غزة.. نتنياهو يسترضي اليمين المتطرف قبل الانتخابات
سبقت الانتخابات الإسرائيلية السابقة تهديداتٌ مماثلة من نتنياهو، لكن في كل مرة كان يجري احتواء للأمور.
مرة أخرى يدخل التلويح بالحرب على غزة، مزاد الانتخابات الإسرائيلية من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك لاسترضاء اليمين المتطرف، على وقع التصعيد الذي تشهده الأراضي الفلسطينية منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن".
وتحت ذريعة إطلاق قذائف صاروخية وبالونات محملة بمواد متفجرة وحارقة من قطاع غزة تجاه البلدات الإسرائيلية، أطلق نتنياهو، مساء الأربعاء، تهديده بتنفيذ "عملية عسكرية واسعة" ضد القطاع.
ويتساءل نظير مجلي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية: "هل تهديد نتنياهو بشن عدوان على غزة سيجد له ترجمة أم لدغدغة مشاعر المستوطنين الانتخابية؟، ويجيب: كلا الأمرين معا، فمن جهة نتنياهو يشعر بأن مثل هذا التصعيد من غزة يؤذيه انتخابيا، لأنه يظهر أنه لا يقدم أمنا ولا حلا ولا سلاما للإسرائيليين وبالتالي هو معني بأن يظهر نفسه قويا، وذلك بالقيام بعملية عسكرية".
ويتوجه الإسرائيليون إلى انتخابات "الكنيست" الثالثة خلال أقل من عام في 2 مارس/آذار المقبل، يخوض فيها نتنياهو منافسة قوية مع بيني جانتس زعيم حزب "أزرق أبيض".
وأشار في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن نتنياهو قبل الانتخابات السابقة حاول شن حرب على غزة لكن الجيش منعه، مبينا أن "الجديد أن الجيش الإسرائيلي يتخذ الآن موقفا متغيرا ومتقدما على نتنياهو، ويمكن أن يؤدي إلى عملية عسكرية واسعة ضد غزة.
وشنت إسرائيل 3 جولات تصعيد كبيرة في قطاع غزة عام 2019، كادت تتطور إلى حرب واسعة لولا الجهود المصرية التي أوقفتها.
تأثيرات صفقة القرن
ورأى أن "صفقة القرن بحد ذاتها وإعلانها بالشكل الدرامي والهادف لخدمة نتنياهو انتخابيا تجعل من الدولة الفلسطينية مهزلة، حيث إنها تحاول أن تنهش المزيد من الأرض وتهويدها وفرض السيادة على المقدسات يخلق جوا مقلقا للفلسطينيين، وهذا ما يخرج عمليات مقاومة في الضفة وغزة".
وفي 28 يناير الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط، التي لقيت رفضا فلسطينيا كاملا، وتسببت بموجة تصعيد أدت حتى الآن إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة العشرات.
ويعتقد مجلي أن "السلطة الفلسطينية وكذلك الفصائل ليست معنية بحرب، وهناك عمليات تخرج من هنا وهناك، السلطات الإسرائيلية بدل محاولة تبريد الأوضاع تعمل على تسخينها، وذلك نجده في وزير الدفاع الذي يتصرف مع الشعب الفلسطيني كحاكم عسكري يهدد ويتوعد بتوجيه ضربات للمواطنين".
وأضاف أن "مثل هذا التوعد المتغطرس بالتأكيد سيؤدي إلى رد فعل فلسطيني، وبالتالي إذا لم تتعامل معه القيادة الإسرائيلية بحذر فإنه سيؤدي إلى تصعيد خطير".
ومنذ إعلان الصفقة، سجلت إسرائيل إطلاق 17 قذيفة من قطاع غزة على الأقل تجاه البلدات الإسرائيلية، في حين شهدت الساعات الأخيرة، 3 محاولات لتنفيذ عمليات إطلاق نار ودهس في الضفة الغربية والقدس تسببت بإصابة إسرائيليين.
هل يفعلها هذه المرة؟
ويذهب هاني حبيب، الكاتب والمحلل السياسي، إلى أن الأمور ربما تذهب لعملية عسكرية إسرائيلية خصوصا إذا استمر الوضع متوترا في الضفة الذي يمكن له أن يمتد لغزة.
وقال حبيب لـ"العين الإخبارية": "أعتقد أن تهديدات نتنياهو على الرغم من كثرة تحليلات المحللين الإسرائيليين بأنه لن يذهب لحرب قبل الانتخابات، قد ينفذها هذه المرة".
وأعلن نتنياهو أمام رؤساء المجالس الاستيطانية جنوبي إسرائيل أنه من الممكن القيام بعمل عسكري واسع في غزة حتى قبل الانتخابات"، وفق القناة 13 العبرية.
وسبق الانتخابات الإسرائيلية السابقة تهديدات مماثلة من نتنياهو، لكن في كل مرة كان يجري احتواء للأمور.
ويعتقد حبيب أن الأمور هذه المرة مختلفة: "هناك بوادر انتفاضة شاملة في الضفة، وغزة لن تترك الضفة فريسة للاحتلال"، واستدرك: "الوضع الفلسطيني غير مستعد لحرب مقبلة؛ لكن إذا فرضت فلا مجال لتلافيها".
وقال: "غزة لا تريد حربا، وقد عملت على تلافيها من قبل لكن إذا فرضت نتيجة سخونة الأوضاع فلن يكون هناك مفر من حرب".
ورأى أن ما نشهده في الساعات الأخيرة نتيجة احتمالات قيام أطراف إسرائيلية بتنفيذ الصفقة رغم أن نتنياهو أعلن أن ضم الأغوار والمستوطنات الكبرى في الضفة، سيكون بعد الانتخابات لكن تحركات المستوطنين وضغوطاتهم تذهب لفرض الضم قبل الانتخابات".
ووفق روني دانيال المحلل العسكري للقناة 12 العبرية، فإن "عمليات إطلاق الصواريخ والبالونات قد تتصاعد خلال الأيام المقبلة"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يفكر في كيفية الرد، حيث يحافظ على "قوة الردع" شريطة ألا يجر المنطقة إلى حرب شاملة.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز