غزة بتكتيك تفاوضي جديد.. تفاهمات متراكمة وخلافات مؤجلة
تكتيك تفاوضي جديد اعتمده الوسطاء في مفاوضات غزة، يقضي بمراكمة نقاط التفاهم بين إسرائيل وحماس وتأجيل بحث القضايا الخلافية الكبرى، يحيي آمال حلحلة الأزمة المتفاقمة منذ 11 شهرا.
ويحاول الوسطاء وهم مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية دفع الطرفين للتوصل إلى اتفاق حول تبادل الأسرى.
- محادثات هدنة غزة.. فرصة جديدة لـ«اتفاق» رغم العقبات
- كماشة وبين فكيها هدنة غزة.. ما هما فيلادلفيا ونتساريم؟
فيما كشفوا عن دفعهم بتأجيل موضوع محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر وممر نتساريم في وسط قطاع غزة الى مرحلة لاحقة بسبب استمرار الخلافات حولهما.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الإثنين، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": عن مصادر إسرائيلية مطلعة على تفاصيل المفاوضات "إن النهج الحالي في المحادثات هو محاولة لتوليد التفاؤل وتأجيل القضايا الصعبة إلى النهاية".
وفي هذا الصدد، ووفقا لمصدر مطلع على المحادثات، فإن الفريق المهني الإسرائيلي الذي بقي في القاهرة يركز على مراجعة أسماء السجناء الأمنيين".
وأضافت: "تركز جهود الوسطاء على محاولة التوصل إلى أكبر عدد ممكن من الاتفاقات بين الجانبين، من أجل تمكين مناقشة القضايا التي توجد بشأنها خلافات مستمرة بين إسرائيل وحماس".
وتابعت: "إنهم يحاولون التوصل إلى اتفاقات حول المشاكل البسيطة، مثل التوصل إلى حل لقضية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم والفيتو الإسرائيلي، وتأجيل الأمور الصعبة مثل قضية فيلادلفيا ومحور نتساريم إلى النهاية".
ونقلت عن مصادر أجنبية مشاركة في المحادثات إن "الحوار يجري وعلى الرغم من إحراز تقدم، إلا أن هناك بعض الصعوبات".
وأضافت: "في نهاية جولة المحادثات في القاهرة، أدرك الوسطاء أن الفجوات بين الجانبين كانت كبيرة جدا" وتتركز في مسألتي محور فيلادلفيا وممر نتساريم.
مزيج يرضى الطرفين
وتابعت: "الوسطاء مصممون على عدم الاستسلام في هذه الأثناء، ولذلك قرروا العمل بطريقة مبتكرة، لمحاولة أخذ المخطط الحالي و "إعادة مزجه" بطريقة ترضي إسرائيل وحماس.
ومع ذلك، ينبغي التأكيد على أن هذا ليس مخططا جديدا، بل هو تجديد يستند إلى المخطط الحالي".
ولفتت إلى أنه فيما يخص محور فيلادلفيا فإن "المهنيون مقتنعون بأنه يمكن التوصل إلى اتفاق دون المساس بالأمن، من خلال بناء حاجز كبير على الحدود بين غزة ومصر بتمويل أمريكي".
ونقلت عن مصدر إسرائيلي أن "إسرائيل كانت مرنة فيما يتعلق بالوجود على المحور من حيث عدد المواقع التي سيكون فيها الجيش الإسرائيلي، لكنها التزمت أيضا بموقفها فيما يتعلق بالوجود ذاته هناك".
ومع ذلك فقد نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن "فرص التوصل إلى اتفاق ليست عالية طالما أن هناك إصرارا إسرائيليا على البقاء على طريق فيلادلفيا".
وأشارت إلى أن "رؤساء الأجهزة الأمنية الذين عادوا إلى إسرائيل من المحادثات في القاهرة للقيادة السياسية إن: فرص التوصل إلى اتفاق ليست عالية، ولكن يجب استنفاد الاتصالات حتى لو كانت الفرص منخفضة".
جولة أخرى هذا الأسبوع
ومن ناحيته فقد نقل موقع "واللا" الإخباري عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الوفد الإسرائيلي، الذي ضم ممثلين على مستوى العمل من الموساد والجيش الإسرائيلي والشاباك، عاد إلى إسرائيل بعد يومين من المحادثات في القاهرة حول صفقة المختطفين.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن أعضاء الوفد سيطلعون رؤساء طاقم التفاوض والمستوى السياسي على المستجدات، ومن المتوقع أن يعودوا في وقت لاحق هذا الأسبوع إلى جولة أخرى من المفاوضات مع الوسطاء للترويج لصفقة المختطفين.
نتنياهو وغالانت.. رسائل مختلفة
وكشفت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية النقاب في تقرير تابعته "العين الإخبارية" عن أن عائلات الرهائن عقدت اجتماعين منفصلين مع نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت استمعت فيه إلى رسائل مختلفة تماما بالنسبة لمحور فيلادلفيا.
وأوضحت أن "غالانت قال إن وجود أو غياب إسرائيل على المحور لا يشكل عقبة أمنية، في حين ادعى رئيس الوزراء أنه سيكون قاتلا ولا يمكن التغلب عليه".
وأضافت: "اضطرت العائلات إلى عقد اجتماعات منفصلة بسبب العلاقات المتوترة بينهما".
في البداية، التقوا بوزير الدفاع، الذي قال لهم: "لا توجد عقبة أمنية في حادث طريق فيلادلفيا. قالت مؤسسة الدفاع صراحة إنها ستعرف كيفية التعامل مع أي قرار يتم اتخاذه بشأن مغادرة المحور لمدة 6 أسابيع. لقد أخبرتكم قبل شهر ونصف أن شروط الصفقة قد نضجت. كان هذا صحيحا في ذلك الوقت وهو صحيح اليوم".
ولكن عند سؤاله "أين تقف الصفقة، أجاب غالانت، الذي كان على علم باجتماعهم المخطط له مع نتنياهو، أنه "يمكنكم سؤاله".
وبالفعل طرحت عائلات الرهائن السؤال على نتنياهو فقال: "لن نتراجع عن مطلبنا فيما يتعلق بطريق فيلادلفيا، وأنا لست مهتما بموقف مؤسسة الأمن من هذه المسألة".
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن مكتب رئيس الوزراء نفى جزءا من الاقتباس، قائلا: "لم يقل رئيس الوزراء نتنياهو في اجتماع مع عائلات الرهائن إن رأي مؤسسة الأمن بشأن قضية فيلادلفيا لا يهمه"، وقال إن "هناك حاجة أمنية وحاجة سياسية عليا".
وأضاف مكتب نتنياهو: "لقد أوضح رئيس الوزراء أنه إذا انسحبت إسرائيل من طريق فيلادلفيا الآن، فإن الضغط لمنع استعادته سيكون هائلا، وشكك في قدرتنا على العودة إلى هناك".
نتنياهو «يريد اتفاقا»
بدورها، رأت المحللة السياسية في صحيفة "معاريف" آنا بارسكي إن " نتنياهو يريد صفقة - ولديه سبب وجيه للغاية لذلك".
وقالت: "قد يكون رئيس الوزراء صعبا، لكن لديه أسبابه الخاصة لتحرير الرهائن وإنهاء الحرب وذلك من أجل إزالة التهديد الإيراني والتوصل إلى اتفاق إقليمي، وهو يحتاج إلى الولايات المتحدة إلى جانبه وبدون صفقة لن يحدث هذا".
واعتبرت أن "هناك سبباً لافتراض أن نتنياهو يريد صفقة اختطاف. إنه بالضبط إصراره، وتحديدا على بند محور فيلادلفيا، الذي ترى مؤسسة الدفاع (الجيش) أنه ليس حاسما ولا جوهريا لدرجة أن الصفقة ستتم أو تنهار".
وتابعت: "إصرار نتنياهو على وجود الجيش الإسرائيلي على طول طريق فيلادلفيا ليس قنبلة أرسلها لنسف الاتصالات، بل ورقة مساومة تعطيها إسرائيل للوسطاء".
وأضافت: "هناك تمرين تفاوضي معروف، يفترض أن نتنياهو يستخدمه أيضا: الإصرار على شيء معين، من أجل التخلي عنه في النهاية مقابل أشياء أخرى - الأشياء التي تريد تحقيقها بالفعل".