الهدنة «نعم ولكن».. إسرائيل تستشرف رد حماس وبايدن يضغط
مع مضي الأيام، تزداد مفاوضات الهدنة في غزة "صعوبة"، فيما تبدو في الأفق نافذة ضيقة للنجاح، معلقة على توافق الآراء حول تنفيذ الصفقة.
ووصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، إلى القاهرة، اليوم الجمعة، للانضمام إلى الوسطاء المصريين في جهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، حسبما قالت ثلاثة مصادر مطلعة على الملف لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
- كواليس مفاوضات «هدنة غزة».. مهلة ومعضلة ونقطة خلاف
- جثث تحت أنقاض غزة.. 3 سنوات لانتشال الرقم «المخيف»
وتعكس رحلة بيرنز الضغوطات التي تتعرض لها إدارة جو بايدن، للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، إذ ترى الإدارة أن اللحظة الحالية هي نقطة حرجة في المفاوضات.
ونقل الموقع عن كبار مستشاري بايدن، أن الاتفاق المطروح على الطاولة "هو المسار الوحيد الذي يمكن تصوره لوقف إطلاق النار في غزة وربما إنهاء الحرب التي أثارت انتقادات حادة لبايدن بين بعض مؤيديه الرئيسيين قبل الانتخابات الرئاسية".
ويقول مسؤولون أمريكيون، إن بايدن شارك شخصيًا في جهود مكثفة للتوصل إلى اتفاق رهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وهو ما يعتبره عنصرًا حاسمًا في استراتيجية أوسع نطاقًا في الداخل والخارج.
إلى ذلك، يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة غدا السبت لتسليم رد رسمي بشأن المقترح المصري الأخير لاتفاق وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، وتبادل الرهائن.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، تحدث أمس الخميس، مع رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، وأبلغه أن الحركة تدرس الاقتراح ”بروح إيجابية“.
مؤشرات مبكرة
في الجهة الأخرى، يقول مسؤولون إسرائيليون كبار، لموقع "أكسيوس"، إن تل أبيب "تنتظر رؤية الرد الرسمي من حماس"، لكنهم أشاروا إلى أن "هناك مؤشرات مبكرة على أن الحركة ستوافق على تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة؛ الإفراج الإنساني عن جزء من الرهائن، دون التزام رسمي من إسرائيل بإنهاء الحرب".
وتوقع المسؤولون أن "تضع حماس شروطاً أكثر صرامة يمكن أن تقلل من عدد الرهائن الذين ستوافق على إطلاق سراحهم لأسباب إنسانية، وتزيد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في المقابل".
ويتضمن مقترح الهدنة الأخير، استعداد إسرائيل لمناقشة ”استعادة الهدوء المستدام“ في غزة بعد إطلاق سراح الرهائن لأسباب إنسانية. وهذا هو أول مؤشر من تل أبيب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، على أنها قد توافق على إنهاء الحرب.
ويتضمن الاقتراح إطلاق سراح نحو 33 رهينة لأسباب إنسانية، نساء ومجنّدات ورجال فوق سن الخمسين ورهائن رجال في حالة صحية سيئة، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 40 يومًا تقريبًا وإطلاق سراح نحو 900 أسير فلسطيني.
"نعم ولكن"
في الاقتراح، توافق إسرائيل على العودة الكاملة للنازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يقسم القطاع ويمنع حرية الحركة.
في السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله "من المتوقع أن يكون رد حماس على الصفقة هو نعم، ولكن“، مع اقتران ”لكن“ بشروط أكثر صرامة.
أحد الاحتمالات هو تمسك حماس بموقفها بأن نحو 20 رهينة فقط تنطبق عليهم المعايير الإنسانية في المرحلة الأولى من الصفقة، وليس 33 شخصاً، كما تقول إسرائيل.
وقال المسؤول الإسرائيلي: ”إنهم مستعدون للتوصل إلى صفقة بشروط قريبة من مطالبهم مع وجود مساحة ضئيلة جدًا للمرونة“.
وشدد على أن هناك مؤشرات على أن حماس مستعدة للمخاطرة والدخول في تنفيذ المرحلة الإنسانية من الصفقة حتى من دون التزام إسرائيلي مسبق بإنهاء الحرب.
ويحاول الوسطاء في القاهرة والولايات المتحدة وقطر، دفع مسار التفاوض بين حماس وإسرائيل، وصولا للتوصل إلى اتفاق هدنة يستبق عملية عسكرية تلوح بها إسرائيل في رفح المكتظة بالنازحين.
لكن عملية رفح التي تلوح بها إسرائيل تثير كثيرا من القلق والتناقض، إذ نقلت مجلة بوليتيكو الأمريكية عن مسؤول أمريكي، الجمعة، قوله "الجيش الإسرائيلي أبلغ جماعات الإغاثة وإدارة بايدن بخطة للبدء في إخراج السكان من رفح قبل شن العملية العسكرية".
بينما رد البيت الأبيض سريعا، وقال في بيان "الولايات المتحدة لم تطلع على خطة شاملة لعملية إسرائيلية مزمعة في رفح"، مضيفا "نريد استمرار المحادثات مع إسرائيل بشأن العملية العسكرية في رفح".
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg جزيرة ام اند امز