كواليس مفاوضات «هدنة غزة».. مهلة ومعضلة ونقطة خلاف
لحظات صعبة يعيشها الفلسطينيون في غزة انتظارا لهدنة تخفف أزمات القطاع، وسط شد وجذب بين الأطراف، ومقترح عالق ينتظر موافقة أو تعديلا.
ووفق ما نقلته "تايمز أوف إسرائيل" عن "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن إسرائيل أمهلت حركة حماس أسبوعًا واحدًا للموافقة على صفقة الرهائن المطروحة على الطاولة، وإلا ستشن هجومها على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.
- جثث تحت أنقاض غزة.. 3 سنوات لانتشال الرقم «المخيف»
- حرب غزة تدخل شهرها الثامن.. هدنة متعسرة بانتظار ولادة مُيسرة
ولم يحدد التقرير موعد نهاية المهلة، لكنه نقل أنباء هذه المهلة عن مسؤولين مصريين تحدثوا لصحيفة وول ستريت جورنال، الجمعة، ما يعني أن حماس سيكون أمامها حتى يوم الجمعة المقبل للموافقة على الصفقة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدد بدخول رفح المكتظة بالنازحين، منذ شهور، وزعم مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الماضية، أن الاجتياح وشيك.
في السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني مصري، قوله إن "مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز في القاهرة من أجل اجتماعات بشأن غزة"، دون تقديم تفاصيل جديدة.
"معضلة الداخل"
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال، إن القيادة السياسية لـ"حماس" في الخارج حصلت على الاقتراح الأخير بوقف إطلاق النار لعدة أسابيع، الذي وافقت عليه إسرائيل، في نهاية الأسبوع الماضي.
إلا أن قادة الحركة البارزين في غزة، وبالتحديد يحيى السنوار، لم يردوا حتى الآن على الاقتراح، ولم يتضح ما إذا كانوا قد اطلعوا عليه أصلاً، على حد ما نقلته "تايمز أوف إسرائيل" عن التقرير.
وقدمت قيادة حماس في الخارج إشارات متضاربة بشأن العرض الأخير، وقالت مصادر مصرية، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الحركة "غاضبة مما تقول إنها تفاصيل غامضة في الاقتراح فيما يتعلق بمدة الهدنة".
وتريد حماس وقفًا طويل الأمد لإطلاق النار مدعومًا بضمانات أمريكية بأن إسرائيل ستحترم شروطه، وتخشى أن يسمح الاقتراح الحالي لإسرائيل باستئناف القتال خلال فترة زمنية قصيرة، وفق التقرير.
مرحلتان
التقرير أوضح أيضا، أن المقترح الحالي "يشمل مرحلة أولى تستمر حتى 40 يومًا يتم خلالها إطلاق سراح ما يصل إلى 33 رهينة إسرائيلية".
وتابع "وفي هذا الوقت تقريباً، سيبدأ الطرفان مفاوضات لوقف إطلاق النار بشكل دائم".
أما المرحلة الثانية فستستمر لمدة ستة أسابيع على الأقل، وسيتفق الطرفان على إطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن والالتزام بوقف إضافي للقتال قد يستمر لمدة عام.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "حماس وإسرائيل لا تزالان على خلاف بشأن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة، على الرغم من أن الولايات المتحدة قالت إن إسرائيل وافقت على عودة المدنيين من غزة إلى المناطق التي أخلاها الجيش الإسرائيلي دون قيود".
وتابعت الصحيفة "أما بالنسبة لمبادلة الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الأمنيين الفلسطينيين، فقد كان الطرفان متوافقين إلى حد كبير مع بعضهما البعض".
وحول التطورات المتوقعة في الفترة المقبلة، قال التقرير، إن "حماس سترد على الأرجح على الاقتراح الأخير بعرض محدث من جانبها، بدلاً من رفضه بشكل قاطع".
ويمني سكان قطاع غزة النفس بهدنة طويلة، تسمح بالتقاط الأنفاس، والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الصعبة في الجيب الفلسطيني الذي شددت إسرائيل الحصار عليه منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي القطاع، حيث تخشى الأمم المتحدة انتشار المجاعة، إذ لا تكفي المساعدات القليلة التي تخضع لتفتيش إسرائيلي صارم، الحاجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات برّاً وبكميات أكبر، كما بدأت إنشاء رصيف عائم لإنزال المساعدات التي تصل بالسفن.
aXA6IDE4LjIxOC4xMDguMjQg جزيرة ام اند امز