مهندسون فلسطينيون يضيئون ظلام غزة بأمواج البحر
4 مهندسين فلسطينيين استخدموا المتوفر من إمكانيات لتوليد الطاقة من أمواج البحر والتغلب على أزمة الكهرباء التي أودت بأرواح العشرات
اجتهد 4 مهندسين فلسطينيين في الطاقة، لحل أزمة كهرباء قطاع غزة، عن طريق توليد الطاقة من أمواج البحر بعد دخول أزمة الكهرباء مرحلة معقدة.
وتسببت أزمة الكهرباء في قطاع غزة، بوفاة 185 شخصا، معظمهم من الأطفال بسبب الحرائق الناشبة بعد استخدام الشموع، وانفجار مولدات التوليد البديلة، ومن أبرز أسبابها الحصار الإسرائيلي والخلافات بين حركتي فتح وحماس.
واستطاع المهندسون الأربعة أن يفتحوا ممرا لأمل قادمٍ، لحل أزمة يعيشها 2 مليون محاصر في رقعة جغرافية لا تتعدى 365 كم2.
يقول المهندس محمود أبو زايد المشارك في مشروع توليد الطاقة من أمواج البحر لـ"العين الإخبارية"، إن "فكرة المشروع تعتمد على تحويل الطاقة المختزنة في أمواج البحر إلى طاقة كهربائية نظيفة".
وأوضح أن "العملية تمر بعدة مراحل، أولها النظام الميكانيكي المتمثل في الأجزاء العائمة الموضوعة على سطح البحر، هذه الأجزاء تعمل على توليد الطاقة الهيدروليكية نتيجة ارتفاعها وهبوطها مع الأمواج، من ثم تتم معالجة الطاقة الهيدروليكية وتسليمها للنظام الكهربائي في المرحلة الثانية".
وبيّن أبو زايد أنه يوجد تحكم على مختلف جوانب المشروع, وأن التحكم يحدث على النظام الهيدروليكي ومن ثم على النظام الكهربائي، وذلك لضمان استمرارية واستقرار الطاقة المنتجة.
وبدأت فكرة المشروع في العام الدراسي 2014- 2015 أثناء التجهيز لمشروع التخرج من الجامعة الإسلامية بغزة, وقام أصحاب الفكرة ببناء مجسم ودائرة هيدروليكية للبدء في تنفيذ المشروع, وعندما لمسوا نتائج إيجابية من المشروع المصغر, قرروا القيام بتوسيع النموذج واختيار موقع ميناء غزة لتنفيذه لأنه الموقع الوحيد المتوفر.
من جانبه، قال رئيس الجامعة الإسلامية ناصر فرحات خلال حفل افتتاح المشروع الذي أقيم الإثنين الماضي، إن افتتاحه جاء في الوقت الذي تصل فيه الكهرباء للقطاع 4 ساعات مقابل 20 ساعة بلا كهرباء في بعض الأحيان.
أما المهندس ساني صبيح المشارك الثاني في المشروع، فلفت إلى أن "فكرة المشروع جاءت نتيجة أزمة الكهرباء، ورفع تكلفة الطاقة البديلة، لذا وجدنا في المراحل الأولى من البحث أن طاقة الأمواج من الطاقات المتجددة التي بدأت تنتشر في العالم, وتحتوي على إنتاجية عالية, ولحسن الموقع الجغرافي لقطاع غزة وإطلالته على ساحل طويل فكرنا باستغلاله لصالح توليد الطاقة من الأمواج".
وعن العقبات التي واجهتهم خلال التنفيذ، قال صبيح للعين الإخبارية: "أكبر هذه العقبات هو نقص المعرفة الدقيقة، وعدم القدرة على الوصول إلى استشارات علمية وفنية في مجال طاقة الأمواج, وما يصاحبها من أنظمة التحكم والأنظمة الهيدروليكية, والسبب في ذلك هو الحصار المفروض على قطاع غزة, وعزله المتعمد عن العالم الخارجي".
وتحدث كذلك عما وصفها بـ" الإمكانيات المادية البسيطة التي كانت من ضمن العقبات, بالإضافة إلى عدم توفر الأجهزة اللازمة لإنجاح المشروع في قطاع غزة, إلا أننا قمنا بتصنيع بعض هذه الأجهزة بواسطة الخردة المتوفرة".
فيما تحدث المهندس الثالث للمشروع محمود مراد، عن" المرحلة القادمة والتي تسمى استكمال البحث, وإضافة المزيد من العوامات, وإجراء بعض التعديلات على المنظومة بشكل عام, ومن أهم هذه التعديلات لتطوير كفاءة المشروع هو الحصول على تمويل كافٍ للمساعدة على عمل تأهيل لموقع المشروع؛ بحيث يساعد على تطوير كفاءة المنظومة بشكل أكبر من الموقع الحالي".
وبحسب مراد فإن توليد الطاقة بواسطة الأمواج موجود عالمياً, وأنه ليس ابتكارا جديدا, لافتاً إلى أن "علم طاقة الأمواج يعتبر سرا للبلدان التي توظف هذا المشروع, ومن جانبنا قمنا بالتوصل إلى نموذج خاص بنا للمساعدة في تقليص أزمة الكهرباء؛ بحيث لا يمكن الاعتماد على طاقة الأمواج بشكل كلي لحل الأزمة, وأن الطاقة المتجددة الناتجة عن الرياح والشمس والأمواج عبارة عن مصادر تكمل بعضها البعض, ومن الممكن أن تسهم في وضع حل جزئي لأزمة الطاقة".
المهندسون اتفقوا على أن أزمة الكهرباء في قطاع غزة، خلقت فيهم دافعاً قوياً، لعبور نفق معتمٍ، على ظهر موج يفرش الأمل لضوء قادم، وكل ما يطلبونه اليوم دعماً يعينهم على استكمال مشروعهم ليكون طاقة تحرك ترس المصانع ومناشيرها، وتروي المزروعات وتضيء الشوارع، وتطبب بطالة مستشرية خاصة بين الخريجين الجامعيين.