أسبوع حاسم تدشنه «مجزرة».. هدنة في غزة أم حرب في الإقليم؟
تدرك الإدارة الأمريكية أنها أمام أسبوع حاسم في مسار مفاوضات ساعية لفرض هدنة في غزة، لكن مجزرة بالقطاع المحاصر تضع مزيدا من العبء على كاهل الوسطاء.
وأصدرت واشنطن إلى جانب كل من القاهرة والدوحة بيانا أكثر صرامة تجاه ضرورة الوصول إلى وقف إطلاق نار وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وسط مخاوف من أن المنطقة قاب قوسين أو أدنى من حرب شاملة.
ويخطط عدد من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتوجه إلى الشرق الأوسط في أسبوع دراماتيكي من الدبلوماسية عالية المخاطر، لمحاولة منع الحرب الوشيكة في المنطقة وتأمين اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، حسب ما أفاد موقع "أكسيوس".
لحظة حرجة
وتكشف نتائج جهود الأسبوع المقبل إذا كانت المنطقة ستغرق أكثر فأكثر في أزمة وحرب دائمة آخذة في الاتساع، أو أن انعطافة حاسمة ستأخذ الأحداث في اتجاه آخر نحو تهدئة ربما تمهد لحل دائم، يتوج مسيرة بايدن السياسية التي تشرف على نهايتها.
ويمضي الوسطاء والمسؤولون الأمريكيون والمصريون والقطريون الأيام القليلة المقبلة في محاولة لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس قبل الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الطرفين، والمقرر عقدها في 15 أغسطس/آب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن المحادثات، يوم الخميس، هي لحظة "الآن أو لا شيء"، للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة.
في الوقت نفسه، تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها على إيران وحزب الله لعدم الانتقام من إسرائيل بسبب اغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران وقائد كبير في حزب الله في بيروت.
الكواليس
وعقد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان اجتماعاً، يوم الجمعة، مع عائلات الرهائن الأمريكيين الثمانية المحتجزين في غزة، وأطلعهم على جولة المفاوضات الحاسمة التي ستجرى يوم الخميس في القاهرة أو الدوحة، وفقاً لمصدرين على علم مباشر بالاجتماع، بحسب أكسيوس.
وقال سوليفان للعائلات إن بايدن وفريقه يضغطون من أجل التوصل إلى اتفاق من أجل إعادة الرهائن إلى الوطن، والتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ولكن أيضا لأنهم يعتقدون أن الاتفاق يمكن أن يمنع الحرب الإقليمية، حسب ما قالت المصادر.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين، يوم الجمعة، إنه من الملح التوصل إلى اتفاق، لأن "كل يوم يمر تكون فيه حياة الرهائن في خطر أكبر، والمعاناة في غزة مستمرة".
وقال كيربي إن كلاً من إسرائيل وحماس قد غيرتا تفاصيل في الصفقة المقترحة وأضافتا مطالب أخرى "سيتطلب الأمر تنازلات من الجانبين".
ومن المتوقع أن يقود مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز الفريق الأمريكي في المفاوضات، ويسافر إلى المنطقة الأسبوع المقبل.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه من المتوقع أن يسافر بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين والإسرائيليين، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على سلسلة من الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وغزة.
وتركز هذه الترتيبات على نظام مشترك لمنع تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة، والاتفاق على إعادة فتح معبر رفح، حسب مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم الجمعة، أنه يدرس السفر إلى المنطقة الأسبوع المقبل للانضمام إلى الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق ومنع التصعيد.
لكن رحلة بلينكن تعتمد أيضا على الوضع في المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة، فإذا كان هناك تصعيد كبير فمن غير المرجح أن يذهب.
إشارة إيرانية
ودفعت إيران، يوم الجمعة، بجهود التهدئة حينما أشارت إلى أن الجهود المتجددة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة تدخل في حسابتها بشأن الضربة الانتقامية التي تعهدت بتنفيذها، ردا على اغتيال هنية أثناء مشاركته في حفل تنصيب رئيسها الجديد.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في بيان إن "أولويتنا هي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وأي اتفاق تقبله حماس سنعترف به أيضاً من قبلنا".
وأكدت البعثة الإيرانية أن إيران لديها الحق في الدفاع عن النفس ضد إسرائيل بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وجاء في البيان "ومع ذلك نأمل أن يكون ردنا موقوتاً وموجهاً بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل".
التابعين.. عقبة أم دافع؟
وأقدمت إسرائيل السبت على ارتكاب مجزرة تعتبر من الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب، استهدفت مدرسة تضم نازحين بحي الدرج شرق مدينة غزة، وتفجر إدانات واسعة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن أكثر من 100 شخص قتلوا، وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي لمدرسة بغزة.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية فإن إسرائيل قصفت، فجر اليوم، مدرسة «التابعين» التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة.
واستخدمت إسرائيل حجتها سابقة التجهيز، قائلة إن الغارة جاءت بتوجيه استخباري لاستهداف "مخربين عملوا في مقر قيادة عسكري داخل مدرسة التابعين".
وزعمت أن المدرسة "ضمت نحو 20 عنصرا من حركتي حماس والجهاد بينهم قادة كبار".
من جهتها، نددت حركة حماس في رد فعلها على الضربة، بـ"تصعيد خطير" في الحرب مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
اعتبرت مصر، اليوم السبت، أن القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن "استهداف المدنيين العزل، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب".
والقاهرة لاعب رئيسي في مفاوضات الأسبوع المقبل، ومن شأن قراءتها هذه أن تلقي بظلال على المحادثات.
واتهمت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصّة في الأراضي الفلسطينية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز إسرائيل، السبت، بارتكاب "إبادة جماعية" ضدّ الفلسطينيين، بعدما قصفت مدرسة التابعين.
ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت المجزرة ستدفع المجتمع الدولي لممارسة المزيد من الضغط على تل أبيب لفرض التهدئة، أم أن الحكومة الإسرائيلية ستأخذ المنطقة نحو حافة الهاوية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjE4IA== جزيرة ام اند امز