اليوم الـ149 لحرب غزة.. هلال الهدنة يلوح قبل رمضان والكارثة تتفاقم
ملامح هدنة مرتقبة باتت أقرب في ظل محادثات مرتقبة بالقاهرة، الأحد، وتأكيد أمريكي بموافقة إسرائيل مبدئيا عليها، مع استمرار الهجوم الإسرائيلي والأزمة الإنسانية.
ومن المتوقع أن يعقد اجتماع للوسطاء في القاهرة، الأحد، بحثا عن صيغة مقبولة لإسرائيل وحركة حماس لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بعد أن لجأت حكومات أجنبية إلى إسقاط مساعدات جوا للمدنيين في القطاع.
- ارتفاع القتلى لـ118.. ماذا نعرف عن «مجزرة الدقيق» في غزة؟
- عشية لقاء القاهرة.. «العين الإخبارية» تستطلع هلال هدنة غزة
موقف إسرائيل
وأعلنت الولايات المتحدة، السبت، أنّ إسرائيل قبلت مبدئيًّا بنود مقترح هدنة في حربها ضدّ حماس في قطاع غزّة، فيما يُتوقّع وصول ممثّلين للحركة الفلسطينيّة إلى القاهرة لإجراء محادثات في شأن المقترح.
وأوضح مسؤول أمريكي بالإدارة الأمريكية في واشنطن للصحفيين، طالبًا عدم كشف اسمه، أنّ "الإسرائيليّين قبلوا مبدئيا عناصر الاتّفاق. والكُرة الآن في ملعب حماس"، لكن إسرائيل لم تؤكّد بعد قبولها خطّة التهدئة.
وقال المسؤول إن "إطار التهدئة لمدة 6 أسابيع صار قائما بموافقة إسرائيل وإن الأمر يعتمد الآن على موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم في غزة منذ هجماتها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف: "الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيا في هذه الساعة واضح ومباشر. وهناك اتفاق مطروح على الطاولة. هناك اتفاق إطاري. وقد قبله الإسرائيليون بشكل أو بآخر"، مؤكدا: "المسؤولية الآن تقع على عاتق حماس".
ولفت بايدن إلى أنه يأمل أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ بعد أيام.
ويواجه بايدن وغيره من قادة العالم ضغوطا متنامية لتخفيف المعاناة المتزايدة للفلسطينيين بعد خمسة أشهر من الحرب والحصار الإسرائيلي لغزة، فيما تقول الأمم المتحدة إن ربع سكان القطاع أي نحو 576 ألفا على بعد خطوة من المجاعة.
موقف حماس
من جانبه، قال مصدر قريب من حماس لـ"فرانس برس"، إنّ "وفدًا من الحركة توجّه من قطر إلى مصر".
وأضاف: "سيُسلّم الوفد ردّ الحركة الرسمي" على المقترح المُتمخّض عن محادثات الوسطاء مع المفاوضين الإسرائيليّين في باريس نهاية الشهر الماضي.
وقال مصدران أمنيان مصريان، إنه "من المتوقع وصول وفدي إسرائيل وحماس إلى القاهرة، الأحد، لكن مصدرا مطلعا آخر قال إن إسرائيل لن ترسل أي وفد للعاصمة المصرية إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة".
وتزايدت خلال الأيام الماضية الآمال بتحقيق أول وقف للقتال منذ نوفمبر/تشرين الثاني في أعقاب جولة من المحادثات بوساطة قطر ومصر في الدوحة وإشارات من الرئيس الأمريكي جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق.
هدنة قبل رمضان
ويسعى الوسطاء جاهدين قبل شهر رمضان الذي يبدأ في 10 أو 11 مارس/ آذار، للتوصّل إلى هدنة في الحرب المستمرّة منذ 5 أشهر تقريبًا والتي أدّت إلى تدمير قطاع غزّة المهدّد بمجاعة.
ومع تدهور الظروف الإنسانيّة ووسط تصاعد العنف، أعلنت وزارة الصحّة في القطاع المحاصر وفاة أكثر من عشرة أطفال بسبب سوء التغذية في الأيّام الأخيرة.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت 118 فلسطينيا كانوا يحاولون الوصول إلى قافلة مساعدات قرب مدينة غزة يوم الخميس، مما أثار موجة غضب عالمية بسبب الكارثة الإنسانية.
وبعدها بيوم أعلن بايدن عن خطط لإسقاط مساعدات أمريكية جوا أمس السبت شاركت فيها أيضا القوات الأردنية، كما تنفذ دول أخرى أيضا منها الأردن وفرنسا عمليات إسقاط جوي للمساعدات.
مجلس الأمن قلق
وتوازيًا، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم البالغ "إزاء تقارير تُفيد بأنّ أكثر من 100 شخص فقدوا حياتهم وبأنّ مئات آخرين أصيبوا بجروح في حادثة اشتركت فيها قوّات إسرائيليّة في تجمّع كبير محيط بقافلة مساعدات إنسانيّة جنوب غرب مدينة غزّة".
وفي بيان صحفي، مساء السبت، جدّد أعضاء المجلس التشديد على "ضرورة أن يمتثل جميع أطراف النزاعات لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حسب الاقتضاء".
ودعا أعضاء المجلس جميع الأطراف إلى "الامتناع عن حرمان السكّان المدنيّين في قطاع غزّة من الخدمات الأساسيّة والمساعدات الإنسانيّة الضروريّة لبقائهم، بما يتّفق مع القانون الإنساني الدولي".
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن "قلقهم البالغ إزاء تقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تُشير إلى أنّ جميع سكّان غزّة- البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة- سيُواجهون مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي الحادّ".
«مجاعة حتمية»
تُواجه غزّة تراجعًا في تسليم إمدادات الإغاثة عبر الحدود البرّية، خصوصًا معبر رفح مع مصر، وتُرجع منظّمات الإغاثة ذلك إلى القيود الإسرائيليّة، ما فاقم الأزمة الإنسانية الطاحنة.
وقال المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة (أوتشا) ينس لاركه، الجمعة إنّ "المجاعة تكاد تكون حتميّة" في غزّة إذا لم يتمّ التعجيل بإدخال كمّيات كافية من المساعدات.
وأشار إلى التوقّف شبه الكامل للواردات الغذائيّة التجاريّة، ومحدوديّة عدد شاحنات المساعدات الغذائيّة التي تسمح إسرائيل لها بدخول القطاع، و"القيود الهائلة" التي تحول دون التنقّل داخل غزّة.
من جهتها، قالت لجنة الإنقاذ الدوليّة إنّ مجرّد التفكير في عمليّات الإنزال الجوّي للمساعدات "يُعدّ دليلًا على التحدّيات الخطرة التي تواجه الوصول" الإنساني.
وأضافت المنظّمة الإنسانيّة غير الحكوميّة أنّ الإنزال الجوّي للمساعدات يتطلّب الكثير من الوقت والجهد مقارنة بـ"الحلول المثبتة للمساعدة على نطاق واسع".
وأظهرت مقاطع مُصوّرة لوكالة فرانس برس أشخاصًا يركضون ويتحرّكون بسرعة على درّاجاتهم الهوائيّة مرورًا بمبانٍ تضرّرت بفعل القنابل على طريق تُرابي متعرّج للوصول إلى المساعدات التي أنزلت في مدينة غزّة.
وبينما يسعى الوسطاء للتوصّل إلى اتّفاق قد يشمل مزيدًا من المساعدات لغزّة وإطلاق رهائن، يتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لضغوط داخليّة متزايدة بشأن مصير الأسرى المتبقّين في غزّة.
وفي رفح، حيث لجأ مئات الآلاف من سكّان غزّة بسبب الحرب، قالت وزارة الصحّة إنّ قصفًا إسرائيليًّا أصاب مخيّمًا خلّف 11 قتيلًا على الأقلّ.
وعلى مدى شهور طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وهو أمر تقاومه إسرائيل.
وقال خبراء إن الاضطرار إلى اللجوء لعمليات إسقاط جوي مكلفة وغير فعالة للمساعدات هو أحدث مؤشر على التأثير المحدود الذي تملكه واشنطن على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأسقطت طائرة عسكرية أمريكية 38 ألف وجبة فوق غزة، وهو ما يقل بكثير عن المساعدات التي يحتاجها سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وقالت السلطات الأمريكية إنها أول دفعة مما سيكون جهدا مستداما.
وشككت إسرائيل في عدد قتلى كارثة قافلة المساعدات الذي أعلنته السلطات الصحية في غزة، وقالت إن معظم المدنيين تعرضوا للدهس بالشاحنات أو ماتوا بسبب التدافع.
هجوم متواصل
واستعر القتال في الساعات الأولى من اليوم الأحد، إذ تحدث السكان عن سماع دوي قصف عنيف وتوغل الدبابات في محيط خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وفي محيط رفح، التي آوى لها أكثر من مليون فلسطيني في جنوب القطاع على الحدود مع مصر، قالت السلطات إن 25 شخصا قتلوا، السبت وصباح اليوم الأحد.
من بينهم 11 قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية قصفت خيمة قرب مستشفى و14 آخرين من أسرة واحدة قتلوا عندما تعرض منزل للقصف.
وقالت مصادر مصرية ومسؤول في حماس إن الحركة لم تتزحزح عن موقفها بأن تكون أي هدنة مؤقتة بداية لعملية تسير نحو إنهاء الحرب تماما.
لكن المصادر المصرية قالت إنه تم تقديم ضمانات لحماس بأن أي بنود لوقف إطلاق نار دائم سيجري العمل عليها في المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق. وذكرت المصادر أنه تم الاتفاق على مدى الهدنة الأولية لمدة ستة أسابيع تقريبا، ولم ترد إسرائيل ولا حماس على طلبات للتعقيب.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية ردا على الهجوم الذي نفذه مسلحون من حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتسبب في مقتل 1200 شخص تقريبا في إسرائيل واختطاف 253 آخرين، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في تدمير قطاع غزة وسوى الكثير من المباني به بالأرض، كما أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألفا وإصابة عشرات الآلاف وفقا للسلطات الصحية المحلية.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز