عشية لقاء القاهرة.. «العين الإخبارية» تستطلع هلال هدنة غزة
ألغام سياسية تحيط بلقاء وفدي حماس وإسرائيل غدا الأحد، بالعاصمة المصرية القاهرة، الذي يهدف إلى إبرام هدنة قبيل شهر رمضان في غزة.
وتأتي جلسة المفاوضات في وقت قالت مصادر إسرائيلية وأمريكية إن تل أبيب جاهزة لتنفيذ اتفاق التبادل والتهدئة إذا وافقت حماس على تقديم معلومات واضحة حول عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء وأسمائهم، ومن سيتم الإفراج عنهم.
وانقسمت وجهات نظر الخبراء والمحللين بشأن الشرط الإسرائيلي وانعكاساته على لقاء القاهرة، بين من يعتبره أمراً معرقلاً للمفاوضات، في مواجهة من يرى أن الجلسة يمكنها الوصول إلى تنازلات من الجانبين.
أجواء تشاؤم
وزير المفاوضات الفلسطيني السابق حسن عصفور أبدى قدراً من التشاؤم، إزاء ما قد تحمله جلسات الغد، إذ قال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن إسرائيل عمدت إلى ارتكاب جرائم لتعكير أجواء تلك المفاوضات.
وأشار في هذا السياق إلى "مجزرة شارع الرشيد" التي سقط ضحيها نحو 120 قتيلاً فلسطينياً، وكذلك قصف إسرائيل خيمة للنازحين في رفح، التي أوقعت عدداً من القتلى.
ويذهب عصفور إلى سبب آخر دعاه للقول إن الجلسات لن تحمل جديدا، إذ قال إن الجانب الإسرائيلي اشترط قبل الاتفاق على صفقة تبادل أن تقدم حركة حماس كشفاً بأسماء المحتجزين الذين ستطلق سراحهم، معتبراً أن هذا أمر غير مقبول لدى الحركة.
وكان مسؤول أمريكي قال، السبت، إن الهدنة المقترحة في غزة تعتمد على موافقة حماس على إطلاق سراح "فئة محددة من الرهائن" وهم المعرضون للخطر، بعد أن قبلت إسرائيل إلى حد كبير الخطوط العريضة للاتفاق.
وقال المسؤول للصحفيين، طالبا عدم كشف اسمه، إن "الكرة الآن في ملعب حماس"، مضيفاً أن "الإطار موجود، وقد قبله الإسرائيليون عملياً"، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يبدأ اليوم وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع إذا وافقت الحركة.
ويرى وزير المفاوضات الفلسطيني السابق، في ختام حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير معني بنجاح المفاوضات، لأنه "يتكسب سياسياً" من استمرار الحرب على القطاع.
قضايا يمكن تجاوزها؟
وبحسب ما رشح عن الوسطاء من هنا وهناك فإنه قد تم التوافق على الخطوط العريضة للاتفاق بين حماس وإسرائيل، الذي يشمل هدنة تستمر 6 أسابيع، وإطلاق سراح 42 محتجزاً إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن 18 عاماً، فضلاً عن المرضى والمسنين.
وسيتم إطلاق محتجز واحد في اليوم مقابل إطلاق سراح 10 فلسطينيين من سجون إسرائيل، بالإضافة إلى شرط من حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة.
في المقابل، يقول أشرف أبوالهول رئيس مجلس أمناء مؤسسة الطريق للدراسات (مستقلة ومقرها القاهرة)، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه رغم الأنباء المتضاربة عن نية إسرائيل المشاركة في اجتماع القاهرة لحسم نقاط الخلاف، إلا أن هناك احتمالية كبيرة لإحراز تقدم.
ويبرر أبوالهول ذلك بأن القضايا الخلافية المتبقية يمكن التغلب عليها وليست كبيرة، لافتاً إلى أن الجانب الإسرائيلي يريد معرفة أسماء من ستطلق حماس سراحهم، وكذلك عدد أسراها المتبقين لدى الحركة، وإذا كانوا على قيد الحياة، وكذلك إبعاد الأسرى الأمنيين.
ويشير إلى أنه في المقابل، فإن حماس تريد التأكد من أن إسرائيل ستسمح للفلسطينيين بالتحرك من جنوب غزة إلى شمالها خلال فترة الهدنة، وأيضاً إذا كانت ستوقف عمليات الاستطلاع الجوي أم لا.
ويؤكد أبوالهول أن القضايا الجوهرية مثل أعداد الأسرى وطبيعتهم ومدة الهدنة قد حسمت، وكل طرف قدم تنازلات توفر أرضية يمكن البناء عليها، متوقعاً أن يتم حسم هذا الملف قبل شهر رمضان، معتبراً أن كل الأطراف تريد ذلك الآن.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث عن اتفاق يدخل حيز النفاذ قريباً، وجزم بأن إسرائيل ستوقف عملياتها في شهر رمضان، إلا أنه عاد وصرح بأن الأمر قد يستغرق وقتاً عقب سقوط قتلى فلسطينيين شمال غزة خلال توزيع مساعدات إنسانية.
aXA6IDMuMTI5LjM5Ljg1IA== جزيرة ام اند امز