اليوم 32 للحرب في غزة.. التنقيب عن "هدن تكتيكية" في ركام الموت
يطرق اليوم الـ32 من الحرب، أبواب غزة، ويدفع مدنيين جددا إلى خانات القتلى والمصابين والمفقودين، دون أفق واضح أن يكتب الدم، هدنة مرجوة.
ومع الساعات الأولى، لليوم الـ32، الثلاثاء، قتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في غارات مكثفة شنها الجيش الإسرائيلي في رفح وخان يونس، لتفاقم الوضع الإنساني الصعب في القطاع المحاصر.
وحتى اليوم، قتل 10 آلاف و22 شخصا في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، 70% منهم من النساء والأطفال. لكن هذه الإحصائية لا تشمل عشرات القتلى في قصف الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء.
كارثة إنسانية
الكارثة المتفاقمة في غزة لا تتوقف على عدد القتلى، إذ أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، فجر الثلاثاء، أن 70% من سكان قطاع غزة باتوا نازحين قسرا عن منازلهم.
وقال المكتب في بيان صحفي تحت عنوان "أرقام وإحصاءات إنسانية مخيفة" إن 2.3 مليون نسمة باتوا نازحين قسرا عن منازلهم بسبب القصف والغارات.
وأضاف أن نحو 2%من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين جراء هذه الحرب، إما قتلى أو جرحى.
وضع إنساني متفاقم، دفع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، للقول، إن العدد الكبير للقتلى في قطاع غزة يجعل العالم أمام تحد إنساني.
وكتب غريفيث على منصة "إكس" فجر الثلاثاء، قائلا: "10 آلاف قتلوا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي يجعلنا أمام تحد إنساني".
هدنة تكتيكية؟
في الأثناء، يترقب العالم إمكانية حدوث هدن تكتيكية، بعد أن ناقشها الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اتصال هاتفي، مساء أمس الإثنين. لكن دون أفق زمني واضح للتنفيذ.
وبحسب المتحدث بالبيت الأبيض جون كيربي فإن بايدن ونتنياهو ناقشا، إمكانية "الوقف التكتيكي" للقتال في فترات بغزة لأسباب إنسانية واحتمال إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية.
وأضاف كيربي أن الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية ستستمران في التواصل لتحقيق مثل هذه الهدنات المؤقتة المحتملة وأن بايدن ونتنياهو اتفقا على مواصلة المحادثات في الأيام المقبلة.
وقال كيربي للصحفيين "يمكنكم أن تتوقعوا أننا سنواصل الدعوة إلى فترات وقف مؤقت وفي أماكن بعينها للقتال.. نحن نعتبر أنفسنا في بداية هذه المحادثات وليس في نهايتها".
الدائرة تتسع
لكن دائرة الحرب تتمدد تدريجيا باتجاه الضفة الغربية، مع اقتحامات إسرائيلية شبه يومية لمدن وقرى، أوقعت أكثر من 150 قتيلا فلسطينيا، في غضون شهر.
واليوم الثلاثاء، استفاق أهالي مدينة ومخيم جنين، شمالي الضفة، على اقتحام لقوات من الجيش الإسرائيلي مدعومة بجرافات.
ووفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فقط اندلعت مواجهات بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين.
كما أفادت تقارير بأن قوات الجيش الإسرائيلي استهدفت موقعا داخل مخيم طولكرم بطائرة مسيّرة، دون أن يعرف على الفور سبب الضربة، وما إذا كانت أوقعت ضحايا.
وأمس الإثنين، قُتل 6 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، في كل من طولكرم (شمال)، والخليل (جنوب).
وفي لبنان، قصفت مسيرة إسرائيلية، صباح الثلاثاء، محيط بلدة محيبيب في القطاع الأوسط من جنوب البلاد، في إطار المناوشات اليومية بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.
ومنذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل اشتباكات وقصفا متبادلا بين قوات الجيش الإسرائيلي، وحزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية.