فلسطينيون رفضوا إخلاء "حفرة الجحيم".. وآخرون يتشبثون بغصن الحياة
"أيها الموت انتظر، حتى أعد حقيبتي، فرشاة أسناني وصابوني".. لا انتظار يا محمود درويش حين يحاصرك الموت في "حفرة الجحيم">
هكذا هم سكان غزة، التائهون في الشوارع يبحثون عن ملجأ من الموت المتهاطل عليهم، في ثامن أيام الحرب الإسرائيلية.
يرفضون إخلاء منازلهم بعد أن منحتهم إسرائيل 24 ساعة قبل شن هجوم بري وبحري وجوي شامل، ويفضلون الموت على مغادرة أماكنهم.
ومع انقطاع إمدادات الكهرباء ونفاد الغذاء والماء في قطاع غزة، بعد أسبوع من الغارات الجوية والحصار الإسرائيلي الكامل، قالت الأمم المتحدة إن المدنيين في غزة في وضع مستحيل، محذرة من أن المنطقة "تتحول بسرعة إلى حفرة جحيم".
يقول قال محمد (20 عاما) وهو يقف في الشارع خارج مبنى تحول إلى أنقاض في غارة جوية إسرائيلية قبل يومين قرب وسط غزة "الموت أفضل من الرحيل".
"لقد ولدت هنا، وسأموت هنا، والرحيل وصمة عار".
وأضاف في تقرير نقلته "ديلي ميل" البريطانية أن الخناق يضيق على السكان المدنيين في غزة.
وأمس الجمعة، أبلغ ضباط الاتصال في الجيش الإسرائيلي قادة فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة أنه "على جميع سكان غزة شمال وادي غزة أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الـ24 ساعة القادمة".
في هذه الأثناء، تساءل منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث "كيف من المفترض أن يتحرك 1.1 مليون شخص عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان في أقل من 24 ساعة؟
أما حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 فقد تعهدت بالقتال "حتى آخر قطرة دم"، وطلبت من السكان البقاء في أماكنهم.
وقالت إسرائيل إن حركة حماس "تستخدم المدنيين كدروع بشرية" في القطاع المكتظ الذي يقطنه 2.4 مليون شخص على مساحة 362 كلم مربع.
وتُصر إسرائيل على أن الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس، السبت الماضي، على بلداتها في غلاف غزة، يعني أنه يتعين عليها القضاء على الحركة، وفق ما صرح به مسؤولوها وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
أين نذهب؟
وعلى الرغم من بقاء الكثيرين في منازلهم، إلا أن آلاف الفلسطينيين ما زالوا يحاولون الفرار إلي جنوب قطاع غزة، عبر سيارات أو سيرا على الأقدام، وفق ما رصدته "العين الإخبارية" في محافظات الوسطى والجنوب.
بيْد أن أولئك الذين يحاولون تجنب القنابل الإسرائيلية يجدون أنفسهم أمام سؤال حاسم واحد: إلى أين نذهب؟
"إلى متى سيستمر الضرب والموت؟.. تتساءل أم حسام (29 عاما) وقد اغرورقت عيناها بالدموع.
وتقول في التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية "ندعو الجميع إلى حمايتنا. كاف! كاف!".
ناصر جمعة (40 عاما) الذي وصل إلى مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، قادما من شمال القطاع برفقة زوجته ووالدته وأولاده السبعة، قال لوكالة فرانس برس، إن "الوضع مصيبة.. لا أكل ولا نوم.. لا نعرف ماذا نفعل. سلّمت أمري لله. الموت والحياة بيد الله".
وأمام مستشفى ناصر في خانيونس الذي أُنهك طاقمه الطبي بسبب العمل دون توقف، افترشت عائلات الأرض مع أطفال يبكي بعضهم فيما الصدمة ظاهرة على وجوه آخرين.
من بين هؤلاء أحمد أبوشعر، الأب لـ13 طفلا، يقول لفرانس برس "لا نعرف هل سنموت هنا أو نعود إلى منازلنا التي قد تكون دُمرت".
ولليوم الثامن على التوالي تتواصل الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، في قطاع غزة، وذلك في أعقاب هجوم مباغت شنته الحركة ضد بلدات إسرائيلية، السبت الماضي.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1300 شخص وأسر العشرات في الجانب الإسرائيلي.
فيما أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل نحو 1900 شخص وجرح المئات، ونزوح أكثر من 450 ألف شخص، جراء الغارات الجوية التي سوّت أحياء بكاملها.
وفي تصاعد لوتيرة الحرب دعت إسرائيل سكان شمال غزة إلى الإخلاء على وجه السرعة، ما يؤشر إلى هجوم برّي محتمل، وسط تحذيرات من تفاقم الحالة الإنسانية في القطاع.
واليوم أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قوات بلاده مستعدة لعملية متكاملة على قطاع غزة برا وبحرا وجوا.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg جزيرة ام اند امز