محنة غزة بيومها الـ64.. حرب الفيديوهات تستعر وخيبة الفيتو تستمر
معارك إسرائيل و"حماس" تقفز من الأرض إلى الشاشات في "حرب" فيديوهات مستعرة بينما فاقم فيتو أمريكي خيبة أمل سكان القطاع المحاصر والمدمر.
ومساء الجمعة، أسقطت واشنطن من خلال الفيتو (حق النقض)، مشروع قرار إماراتيا في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار فورا في غزة، بينما تتواصل الحرب بين إسرائيل وحماس وسط دعوات أممية لإنهاء "إزهاق أرواح الفلسطينيين".
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن هجوم حماس على إسرائيل لا يبرر "العقاب الجماعي" للفلسطينيين، في ظل أزمة إنسانية متصاعدة.
وعقد مجلس الأمن الجمعة جلسة طارئة بدفع من غوتيريش، وتمّ التصويت على مشروع قرار يدعو إلى وقف "إطلاق نار إنساني فوري" في قطاع غزة.
وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات وحظي بدعم عشرات الدول غير المنضوية في مجلس الأمن، ومنظمات دولية وإنسانية.
في المقابل، امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، بينما عارضت الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، المشروع واستخدمت الفيتو، ما أدى إلى إسقاطه.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "إخفاق مجلس الأمن في تمرير مشروع القرار" بسبب استخدام الولايات المتحدة الفيتو بأنه "وصمة عار ورخصة جديدة" لدولة إسرائيل "لمواصلة التقتيل والتدمير والتهجير".
وقال اشتية إن "استخدام الفيتو يكشف أكذوبة الحرص على أرواح المدنيين" معتبرا ما جرى "إهانة لأحرار العالم وانتهاك لقيم الحق والعدل والحرية وحقوق الإنسان".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الجمعة ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة إلى 17487 قتيلا، نحو 70% منهم نساء وأطفال.
ويعاني القطاع نقصا في الغذاء والماء والوقود والأدوية في وقت نزح فيه 1,9 مليون شخص أي 85% من سكانه وسط دمار وأضرار طالت نصف مساكنه، بينما تقول الأمم المتحدة إن هؤلاء يواجهون أيضا تهديدا متزايدا لانتشار الأمراض.
"عقاب جماعي"
سبق التصويت تحذير منظمات غير حكومية دولية، بينها "أنقذوا الأطفال"، من أن "أولئك الذين نجوا من القصف أصبحوا معرضين الآن لخطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض".
كما دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة.
وجاء موقف لازاريني قبل ساعات من بدء جلسة مجلس الأمن، وفي بدايتها، قال غوتيريش إن "وحشية" حماس لا يمكنها تبرير "العقاب الجماعي" للفلسطينيين.
وكان غوتيريش وجّه الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لها منذ عقود.
وكانت واشنطن أكدت حتى قبل التصويت، معارضتها وقف النار.
وسبق لمجلس الأمن أن رفض في الأسابيع التي تلت اندلاع الحرب أربعة مشاريع قرارات في ظل انقسام الدول الكبرى.
وخرج المجلس عن صمته أخيرا في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي باعتماده قرارا دعا إلى "هدنات وممرات إنسانية" في قطاع غزة، وليس إلى "وقف للنار".
محاولة فاشلة
بعدما ركّز الجيش هجومه البرّي في مرحلة أولى في شمال غزة، وسع عملياته هذا الأسبوع إلى الجنوب حيث يحتشد زهاء مليوني شخص باتوا محاصرين في بقعة تضيق مساحتها تدريجا.
وتواصلت المواجهات الجمعة في مدينة غزة وخانيونس ودير البلح والنصيرات، بما يشمل عمليات برّية وقصف جوي وبحري نفّذها الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن القتال احتدم خصوصا في قطاع خانيونس، واصفا إياه بأنه "معقل مهم لمنظمة حماس الإرهابية".
ومنذ اندلاع الحرب، لم تتوقف المعارك سوى سبعة أيام تخللها تبادل رهائن ومعتقلين، والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين "بجروح خطرة" خلال عملية فاشلة هدفت إلى تحرير رهائن ليلا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل محتجز خلال العملية.
وقال الجيش في بيان إن جنديين "أصيبا بجروح خطرة خلال عملية لإنقاذ رهائن تحتجزهم حماس"، وأضاف أنه "خلال العملية، قُتل كثير من الإرهابيين الذين شاركوا في خطف الرهائن واحتجازهم"، مؤكدا "عدم إنقاذ أي رهائن".
من جهتها، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في وقت سابق إن مقاتليها أحبطوا محاولة إسرائيلية للوصول إلى أحد الأسرى فجر اليوم.
ونشرت مقطع فيديو يظهر ما قالت إنها جثة المحتجز.
وتثير الحرب مخاوف من تحول النزاع حربا إقليمية. ومنذ اندلاع الحرب في غزة، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، باستثناء هدنة الأيام السبعة في غزة.
غزة.. حرب «تستعر» وكابوس إنساني يتصاعد
الرئيس الفلسطيني يحمّل واشنطن مسؤولية ما يجري في غزة
الوفد الوزاري العربي يطالب من واشنطن بوقف الحرب في غزة
خلاف فلسطيني-إسرائيلي بشأن من يدير غزة بعد الحرب
الإمارات: وقف إطلاق النار السبيل الوحيد لإنهاء الكارثة في غزة
وفد «قمة الرياض» بأمريكا.. مطالب بوضع حد لحرب غزة وحماية المدنيين