اليوم الـ38 لحرب غزة.. المستشفيات تخشى التحول لمقابر وتصعيد في الشمال
ما زال قطاع غزة يئن تحت القصف الإسرائيلي المستمر منذ 38 يوما، بينما اتسعت دائرة الحرب شمالا لتشمل قصفا متبادلا بين حزب الله وإسرائيل.
وفيما تزايدت الدعوات الإنسانية لقبول هدنة إنسانية، ما زالت تلك الدعوات لا تلقى استجابة من إسرائيل.
أزمة في المستشفيات
وفي الوقت نفسه قال نائب وزير الصحة في حكومة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، يوسف أبو الريش، إن إسرائيل دمّرت «بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء» الأكبر في قطاع غزة، ولا يزال عشرات الآلاف من النازحين والجرحى والمرضى عالقين، بينما تتركز المعارك في محيطه منذ أيام.
وأضاف أبو الريش أن «خمسة أطفال رضع وسبعة مرضى في العناية المكثفة، توفوا بسبب انقطاع الكهرباء في مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر».
وكان المستشفى قد أعلن أن 39 طفلا رضيعا لا يزالون فيه وأن ممرضين يلجأون إلى التنفس الاصطناعي اليدوي لإبقائهم على قيد الحياة، فيما أشار طبيب في منظمة «أطباء بلا حدود» إلى أن 17 مريضا موجودون في قسم العناية المركزة.
وبلغت حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 11 ألفا و180 فلسطينيا قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، من بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة، فضلا عن إصابة 28 ألفا و200 شخص آخرين.
الأوضاع الكارثية في مستشفيات غزة، وخاصة "الشفاء"، دفعت حركة حماس لتعليق مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، حول مصير نحو 240 رهينة تحتجزهم حماس.
ويتعرض المستشفى الأكبر في قطاع غزة لإطلاق نار كثيف مع اقتراب القوات الإسرائيلية منه.
وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفى غطاء لأحد مراكزها للقيادة دون تقديم دليل على ذلك في، حين تنفي حماس هذه الاتهامات.
ويملك المستشفى قدرات لا تتوفر في غيره من مستشفيات القطاع، لكنه خرج من الخدمة في ضوء الحصار المفروض على غزة.
وتمنع إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء والوقود، كما تفصل قواتها جنوب القطاع عن شماله حيث يقع المستشفى.
قال محمد أبو سليمة مدير مستشفى الشفاء في قطاع غزة إن إسرائيل عرضت تزويد المستشفى بـ300 لتر وقود وهو ما يكفي لنصف ساعة فقط.
معبر رفح
استأنف معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة عمله أمس بعد فترة توقف ليومين، بسبب الغارات الإسرائيلية.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن مجموعة من الأجانب والمصابين الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم من غزة وصلوا إلى مصر الأحد بعد إعادة فتح معبر رفح.
وتزايدت الدعوات لهدنة إنسانية في القطاع، إذ دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى تقديم الرعاية فورا للجرحى في غزة وضمان حماية المدنيين، إلى جانب إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وقال بابا الفاتيكان بعد عظته الأسبوعية "إذا توقفت الأسلحة... لن يتسع نطاق الصراع".
تصعيد في الشمال
وشهدت الجبهة اللبنانية مزيدًا من التصعيد خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية.
وكان الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية أعلن يوم السبت الماضي أن الجماعة المسلحة استخدمت أنواعا جديدة من الأسلحة وقصفت أهدافا جديدة في إسرائيل في الأيام القليلة الماضية، متعهدًا بأن "تواصل العمل" على الجبهة الجنوبية ضد الدولة العبرية.
وبعد ساعات من تلك التصريحات، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن "عددا من المدنيين جرحوا" في هجوم صاروخي مضاد للدبابات أدى إلى إصابة مركبة إسرائيلية قرب الحدود قرب تجمع دوفيف السكاني على بعد 800 متر من الحدود مع لبنان.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إطلاق نيران المدفعية في اتجاه جنوب لبنان الأحد، مشيرًا إلى أن "المدفعية تضرب مصدر إطلاق" النار.
من جانبه، أكد حزب الله اللبناني في بيان "استهداف قوة لوجستية تابعة للجيش الإسرائيلي كانت بِصدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصت وتجسس في تجمع مُستحدث قرب ثكنة دوفيف".
وذكرت شركة الكهرباء الإسرائيلية في بيان أن الصاروخ "أصاب موظفين" كانوا يقومون بإصلاح خطوط الكهرباء التي تضررت جراء ضربات على المنطقة مؤخرا.
وفي ظل التصعيد على حدودها الشمالية، أجلت إسرائيل منذ بدء الحرب مع حركة حماس في قطاع غزة عشرات آلاف السكان من التجمعات الواقعة على طول الحدود مع لبنان. وأسفر التصعيد عن مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدنيين اثنين وفق الجيش الإسرائيلي ومسعفين.
وقتل 91 شخصاً في الجانب اللبناني، بينهم 68 مقاتلاً في حزب الله و11 مدنياً على الأقل، بينهم مصور وامرأة مع حفيداتها الثلاث، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.