عشية مفاوضات الهدنة.. غزة تحت النار والعين على إيران
ضربات جوية إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، عشية محادثات جديدة حول وقف إطلاق نار دعت إليها الدول الوسيطة للبحث في اتفاق هدنة.
اتفاق محتمل قد يقنع إيران بالامتناع عن تنفيذ ضربة انتقامية على إسرائيل، ردّا على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وستعقد الخميس في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار في الحرب الدامية الدائرة في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، على ما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات لوكالة فرانس برس الأربعاء.
وأكّد مصدر مقرب من حماس وآخر مطلع على الملف أنّ المفاوضات ستنطلق الخميس في العاصمة القطرية، فيما أكّد مسؤول أمريكي مطلع على المحادثات أنّ من المقرر أن يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز للدوحة لحضور المباحثات.
وأكّد المصدر المقرب من حماس لفرانس برس أنّ الحركة لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق.
وقال إنّ الوفد "لن يغيّر في شيء مما سبق.. على (الإسرائيليين) أن يحضروا للموافقة أو لا يأتوا على الإطلاق".
«لا وقت لإضاعته»
شدّد المبعوث الأمريكي آموس هوكستين الذي يتوسّط في الخلاف الحدودي بين لبنان وإسرائيل، من بيروت الأربعاء، على أنه "لم يبق وقت لإضاعته" قبل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، معتبرا أن من شأن هذا أن يتيح كذلك التوصل إلى حلّ دبلوماسي في لبنان.
وقبِلت إسرائيل دعوة الوسطاء إلى استئناف المفاوضات هذا الأسبوع بشأن وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح رهائن.
وأكد مصدر في حماس أن الحركة ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدي من جانب إسرائيل ومجدي لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التي يتبعها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو.
وقال مصدر آخر إن «حماس معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف اطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قُدّم الشهر الماضي".
ويشير المصدر بذلك في إلى الاقتراح الذي أعلن عنه في وقت سابق الرئيس الأمريكي جو بايدن وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
التصعيد في المنطقة
خلال الأسابيع الأخيرة، تعزّزت المخاوف من توسّع التصعيد من قطاع غزة إلى دول أخرى في المنطقة بعد اغتيال هنية في ضربة نسبت لإسرائيل.
وجاء ذلك بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.
وتوعّدت إيران وحزب الله بالردّ على الدولة العبرية، فيما مارست الدول الغربية ضغوطا مكثفة على إيران داعية إياها للتراجع عن تهديدها بالردّ على إسرائيل.
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران للامتناع عن شن هجوم.
ورفضت إيران الثلاثاء الدعوات الغربية للتراجع.
ووافقت إدارة بايدن الثلاثاء على صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، متجاهلة ضغوطا تمارسها منظمات حقوقية تدعو لوقف إمداد تل أبيب بالأسلحة على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة.
"لا مكان آمن"
في غضون ذلك، تواصلت العمليات العسكرية على الأرض في قطاع غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء تنفيذ أكثر من 40 غارة جوية في أنحاء القطاع مستهدفا "بنى تحتية إرهابية".
وقال إن قواته تواصل عملياتها في تل السلطان برفح في جنوب القطاع، وكذلك في خان يونس جنوبا أيضا، وفي وسط القطاع.
وأعلن الدفاع المدني في غزة انتشال أربع جثث لأفراد من عائلة واحدة من تحت أنقاض شقة تعرضت للقصف في مجمع سكني ضخم بالقرب من خان يونس.
وفي النصيرات وسط قطاع غزة، أفاد فلسطينيون بأن قصفا تسبب بـ"انفجار مروع" في منتصف الليلة الماضية.
ودعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري دي كارلو الثلاثاء "جميع الأطراف" إلى وقف التصعيد، وقالت "بعد عشرة أشهر على بدء الحرب، أصبح خطر التصعيد الإقليمي أكثر وضوحا ورعبا من أي وقت مضى".
وأشارت إلى أنه في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل "لا يزال الوضع كارثيا بالنسبة للمدنيين. لا يوجد مكان آمن في غزة، ولكن إجلاء المدنيين يتواصل إلى مناطق لا تنفك تضيق".