«سيطرة عملياتية».. إسرائيل تنتهك «كامب ديفيد» في فيلادلفيا
مسؤول عسكري إسرائيلي يعلن أن الجيش فرض "سيطرة عملياتية" على ممر فيلادلفيا الاستراتيجي على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وقال المسؤول للصحفيين، طالبا عدم الكشف عن هويته: "لقد أرسينا سيطرة عملياتية" على محور فيلادلفيا الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا على طول الحدود مع مصر، من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا.
ولم يصدر على الفور أي إعلان رسمي إسرائيلي حول الموضوع.
وتأتي السيطرة على محور فيلادلفيا بعد أسابيع فقط من سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر في 7 مايو/أيار الجاري، مع بدء هجومها البري في المحافظة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني.
والمحور بمثابة منطقة عازلة بين غزة ومصر، وقامت القوات الإسرائيلية بدوريات فيه حتى عام 2005 عندما سحبت إسرائيل قواتها في إطار خطة فك الارتباط مع قطاع غزة.
وأعربت إسرائيل منذ الانسحاب عن مخاوفها من استخدام المحور لتهريب الأسلحة إلى الفصائل الفلسطينية في غزة.
واستعر القتال في رفح اليوم الأربعاء، بحسب سكان ومسؤولين، بعد يوم من توغل دبابات إسرائيلية في وسط المدينة القريبة من الحدود المصرية.
"تهديد"
كما اليوم، فجر إعلان إسرائيل، مطلع مايو/أيار الجاري، سيطرتها على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح تساؤلات حول محور فيلادلفيا واتفاقية كامب ديفيد للسلام مع مصر.
وحول ما يمثله ذلك بالنسبة لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في سبعينيات القرن الماضي، أكد اللواء دكتور سمير فرج الخبير العسكري المفكر الاستراتيجي المصري أن العملية الإسرائيلية التي جرت حينها في مدينة رفح "تخل بشكل واضح ببنود اتفاقية السلام".
وأوضح الخبير، في حديث آنذاك لـ"العين الإخبارية"، أن ما تقوم به إسرائيل من احتلال معبر رفح، هو اختراق لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل؛ لأنه يحمل تهديدا غير مباشر للأمن القومي المصري.
وأشار إلى أن ما حدث يدفع مصر لكي تتخذ الإجراءات القانونية طبقا للاتفاقية، التي تحدثت عن التهديد المباشر وغير المباشر لمصر، مضيفا أن "ما يحدث اليوم هو تهديد غير مباشر".
إزاء ذلك، أكد فرج أنه "من حق مصر القانوني المطالبة بتجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل مع ما سيترتب على ذلك من آثار".
في قلب التوترات
سمي "محور فيلادلفيا"، والمعروف أيضا باسم "محور صلاح الدين" فلسطينيا، على اسم كودي أطلقه الجيش الإسرائيلي.
والمحور منطقة عازلة بطول 14 كيلومترا وعرض 100 متر، تم إنشاؤها وفقا لشروط اتفاقيات كامب ديفيد التي وقعتها مصر وإسرائيل وهدفها منع أي توغل مسلح.
وهذا المحور، الذي تحده أسوار شائكة يتراوح ارتفاعها بين مترين و3 أمتار والكثير من الكتل الخرسانية، كان تحت سيطرة إسرائيل حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005.
وكجزء من هذا الانسحاب الذي قررته حكومة أرييل شارون آنذاك، وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية، تعرف باسم اتفاقية فيلادلفيا، تنص على نشر وحدة من 750 جنديًا من قوات حرس الحدود المصرية على طول الجانب المصري من المنطقة العازلة.
وكان هؤلاء أول جنود مصريين يقومون بدوريات في هذه المنطقة منذ حرب عام 1967، حين احتلت إسرائيل قطاع غزة الذي كانت تديره مصر آنذاك، وشبه جزيرة سيناء.
وذهب الاتفاق المعني إلى حد تحديد معدات الوحدة المصرية بدقة شديدة، وهي 8 طائرات هليكوبتر و30 مركبة مدرعة خفيفة و4 زوارق سريعة.
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA=
جزيرة ام اند امز