حضر الوسطاء وغابت إسرائيل.. مفاوضات «هدنة غزة» تسابق رمضان
مفاوضات تغيب عنها إسرائيل، تتواصل بالعاصمة المصرية على أمل التوصل لهدنة في قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان.
وبينما تهدّد إسرائيل منذ أسابيع بشنّ عملية برية في رفح الجنوبية التي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون فلسطيني، تتواصل المعارك العنيفة وسط مدينة خان يونس الجنوبية وبمحيط مدينة حمد السكنية وفي تل الهوى والزيتون في الشمال، وفق شهود.
- حرب غزة تدخل شهرها السادس.. أمريكا تلجأ لـ«الوجه الناعم» وإسرائيل تطوق المحادثات
- «هدنة غزة لا تمتد إلى لبنان».. رسالة أمريكية لحزب الله
وعلى المستوى الدبلوماسي، يحاول وسطاء مصريون وأمريكيون وقطريون التوصل إلى اتفاق هدنة بين حماس وإسرائيل قبل بدء شهر رمضان في في 10 أو 11 مارس/آذار الجاري.
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، أن "قرار وقف إطلاق النار في غزة بيد حماس الآن"، محذرا من أنه "من الخطير جدا" عدم التوصل لوقف إطلاق نار في غزة بحلول رمضان
وشدد بايدن على أنه "لا أعذار، يجب إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة".
وردا على تصريحات بايدن، قال أسامة حمدان القيادي في حركة حماس إن "تبادل الرهائن والسجناء لا يمكن أن يحدث إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار".
وأضاف حمدان، في مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء في بيروت، أن "وقف تزويد إسرائيل بالسلاح أهم من إرسال المساعدات إلى غزة".
وفي وقت سابق اليوم، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حماس إلى القبول بـ"وقف إطلاق نار فوري".
وأكد بلينكن خلال لقاء مع رئيس الوزراء القطري في واشنطن "لدينا فرصة لحدوث وقف فوري لإطلاق النار يمكّن رهائن من العودة إلى ديارهم ولزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الفلسطينيين الذين هم بأمس الحاجة إليها، وبعد ذلك وضع الشروط الآيلة إلى حل دائم".
وأضاف بلينكن: "على حماس اتخاذ القرارات حول ما إذا كانت مستعدة للانخراط في وقف إطلاق النار هذا".
"بذور الحقد"
في شمال غزة، قالت وزارة الصحة التابعة لحماس وشهود إن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار الثلاثاء على حشود جائعة تجمعت بانتظار توزيع مساعدات ما أدى إلى سقوط جرحى.
وروى شهود عيان لوكالة فرانس أن مئات الأشخاص "اندفعوا عند اقتراب 17 شاحنة محملة بالدقيق من مفترق الشهداء في جنوب مدينة غزة. وأطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاههم ما أوقع إصابات".
ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات.
وقبل أيام، أدى تدافع ترافق مع إطلاق نار إسرائيلي خلال توزيع مساعدات إلى مقتل العشرات في هذه المدينة.
وحذّرت الأمم المتحدة من مجاعة "شبه حتمية" تهدّد 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليون هو عدد سكان القطاع، بينما المساعدات التي تدخل شحيحة جدا مقارنة بالاحتياجات الهائلة.
ويتأثر الوضع الكارثي سلبا بالتوترات القائمة بين وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإسرائيل التي تطالب بتفكيك الوكالة، متهمة إياها بتوظيف "أكثر من 450 إرهابياً" ينتمون إلى فصائل مسلحة بينها حركة حماس.
والإثنين، دافع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن عمل منظمته، مؤكدا أن إسرائيل لم تقدّم أي دليل يثبت اتهاماتها.
وحذّر لازاريني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن تفكيك الأونروا الذي تطالب به إسرائيل سيؤدي إلى التضحية "بجيل كامل من الأطفال" و"زرع بذور الحقد" التي قد تؤدي إلى نزاعات مقبلة.