أخبار الساعة: مجلس التعاون نموذج للتجمعات الإقليمية الفاعلة والمؤثرة
نشرة "أخبار الساعة" تؤكد أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية أصبح يمثل نموذجا للتجمعات الإقليمية الفاعلة والمؤثرة
قالت نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"؛ إن اليوم يوافق الذكرى الـ36 لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أصبح يمثل نموذجا للتجمعات الإقليمية الفاعلة والمؤثرة ليس فقط في المنطقة وإنما في العالم أجمع، سواء لما حققه من إنجازات نوعية في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية، أو لدوره الفاعل في جهود حل القضايا والأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة، أو لقدرته على التصدي للتحديات والمخاطر التي واجهته والحفاظ على مصالح الشعوب الخليجية وتعزيز حقها في الأمن الشامل والازدهار.
وتحت عنوان "مسيرة ناجحة وفاعلة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية"، قالت النشرة إن تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدى مشاركته في القمة الخليجية - الأمريكية التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض مؤخرا، عبرت عن الموقع المحوري لمجلس التعاون ودوره المؤثر في الأحداث والتطورات المختلفة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث أكد أن هذه القمة تعبر بوضوح عن أهمية دول التعاون على الساحتين الإقليمية والعالمية ودورها الأساسي والمؤثر في التعامل مع الملفات والقضايا المثارة في المنطقة بالتعاون والتنسيق مع حلفائها وأصدقائها في العالم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، إضافة إلى أنها تؤكد الموقع المحوري لمنطقة الخليج العربي في السياسة الأمريكية واهتمام الإدارة الأمريكية بالاستماع إلى قادة دول مجلس التعاون حول مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأشارت النشرة إلى أن انطلاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 25 مايو عام 1981 عبر عن الإدراك العميق بأهمية وحدة الهدف والمصير والمصلحة وضرورة التوحد في مواجهة التحديات المشتركة، وهي قائمة الأهداف التي ترسخت خلال السنوات الماضية بفضل حكمة قادة دول المجلس الذين عملوا بكل إخلاص على الارتقاء بمكانته وتعزيز دوره على الصعيدين الإقليمي والدولي ويواصلون جهودهم بكل عزيمة وتصميم – كما قال الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أمين عام المجلس بمناسبة ذكرى مرور 36 عاما على تأسيس المجلس - كي يبقى مجلس التعاون واحة أمن واستقرار ورخاء وازدهار.
وأكدت النشرة أن هذه المكانة المتميزة التي حققها المجلس طوال مسيرته الحافلة بالعطاء والإنجاز لم تأت من فراغ وإنما نتاج العديد من العوامل، أولها الرؤى الحكيمة والثاقبة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وقدرتهم الكبيرة على القراءة الصحيحة للمتغيرات الداخلية والخارجية وإيمانهم الصلب بأهمية التضامن الخليجي باعتباره ضمانة أساسية لتحقيق المصالح المشتركة.
وأشارت إلى أن ثانيها تعميق الإحساس بالأمن الخليجي المشترك من خلال ما أبداه المجلس من فاعلية في مواجهة مصادر الخطر التي تهدد أمن واستقرار دوله ومجتمعاته والأمثلة على ذلك عديدة لا حصر لها، ولعل أبرزها عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية منذ مارس 2015 بالمشاركة مع دولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول العربية والإسلامية بهدف إعادة الشرعية في اليمن والحفاظ على سيادته ووحدته وعروبته في مواجهة التدخلات الخارجية التي كانت تستهدف تحويل اليمن من عمق استراتيجي لدول المجلس إلى مصدر للخطر عليها.
وذكرت أن المجلس تصدى بفاعلية لمحاولة إثارة الفتنة والفوضى في مملكة البحرين الشقيقة خلال عام 2011 وفي الدفاع عن الكويت وشعبها إبان الغزو العراقي عام 1990، لافتة إلى أن ثالث هذه العوامل الحضور القوي لدول المجلس على الساحة الدولية من خلال سياساتها المعتدلة وما تمثله من تجارب تنموية ناجحة وما تتمتع به مجتمعاتها من استقرار سياسي واجتماعي وأمني في ظل منطقة تموج بالاضطرابات والتوترات، ولعل هذا يفسر لماذا تحظى دول المجلس بمكانة كبيرة لدى كثير من شعوب العالم بل إنها صارت المكان المفضل للعيش والإقامة لدى الملايين حول العالم.
وأكدت أخبار الساعة" في ختام مقالها الافتتاحي أن الدعم الإماراتي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كان مبدأ ثابتا منذ انطلاق القمة الخليجية الأولى في أبوظبي عام 1981، فطوال هذه السنوات حرصت الإمارات على دعم مسيرة المجلس وتطوير آليات عمله وكان للقيادة الرشيدة برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات دور بارز ومميز في دفع مجلس التعاون إلى الأمام وتقوية أسس التعاون والتكامل بين دوله كي يحقق آمال وتطلعات الشعوب الخليجية في الأمن والاستقرار والرفاه.