دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من أكثر دول العالم قبولا للآخرين فهي تحتضن كل ما هو من شأنه إعلاء قيم التسامح والمساواة بين الأفراد.
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر دول العالم قبولا للآخرين فهي تحتضن وترعى كل ما هو من شأنه إعلاء قيم التسامح والمساواة بين الأفراد، على اختلاف الجنسيات والديانات التي تحتضنها الدولة، حيث إن دولة الإمارات العربية المتحدة تضم داخل نسيجها أكثر من مائتي جنسية مختلفة، جميعها تهنأ بالأمان والسلام والطمأنينة، وتحظى بالاحترام والقبول داخل الدولة. كما تشارك الإمارات مع عدد من الدول في الشرق والغرب من أجل محاربة العنف ومكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، وفي هذا الصدد أطلقت الإمارات برنامجها العظيم وهو البرنامج الوطني للتسامح، الذي من شأنه محاربة أي شكل من أشكال التمييز أو التفرقة أو إشاعة الكراهية بين الأفراد، وفي سبيل ذلك أسست البلاد عددا من المراكز التي تهدف إلى مكافحة ظاهرة الإرهاب، وتعزيز السلام والتفاهم والتقارب بين الجميع، ونشر القيم التي تنبذ العنف والتمييز.
أصبح عام التسامح بادرة إماراتية بامتياز تشهد على المجهودات التي قامت بها الدولة عبر تاريخها الطويل من أجل ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش بين شعوب وثقافات العالم المختلفة.
تضمن دولة الإمارات العربية المتحدة للجميع الحق في ممارسة العبادات والطقوس الدينية، بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية في هذا الصدد، والدليل على ذلك هو عدد الكنائس والمعابد ودور العبادة الأخرى التي تحتضنها الإمارات، والتي يتمكن فيها الأشخاص من ممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية المختلفة والاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية. وقد خطت الإمارات في ذلك الطريق خطوات كبيرة وسبقت العديد من دول العالم في نشر روح التسامح بين جميع الجنسيات التي تعيش على أرضها، وللتأكيد على تعزيز روح التسامح والقبول بين الجميع تم إطلاق اسم مريم العذراء على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقه المشرف وذلك بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، توجيهات بإطلاق اسم جسر التسامح على جسر المشاة الواقع في دبي الذي يعد من أجمل جسور المشاة في الإمارة الذي يقع على القناة المائية الجديدة وذلك من أجل إبراز أهمية التسامح في حياة الإمارات والإماراتيين وكل من يعيش فوق تراب الدولة، كما تم إنشاء عدد من الجوائز المرتبطة بقضية التسامح، من أبرزها جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للسلام.
وفي منتصف شهر ديسمبر لعام 2018، أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 عاماً للتسامح داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من أجل التأكيد على نهج الدولة الثابت تجاه الآخرين وأنها هي العاصمة العالمية الأولى للتسامح من بين دول العالم المختلفة. إن هذا ليس بجديد على دولة الإمارات فهي تنتهج هذا النهج الذي بدأه المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير عليه القيادة الرشيدة لتكون دول الإمارات بمثابة جسر للتواصل بين شعوب العالم على اختلاف ثقافاتهم ومعتقداتهم في بيئة من التسامح والاحترام وقبول الآخر ودون تمييز لنبذ جميع أشكال التطرف.
ومن المقرر أن يتركز عام التسامح على محاور خمسة مهمة تتلخص في التركيز على الجيل الجديد وتعزيز قيمة التسامح والقبول للآخرين في مجتمع الإمارات، والتركيز على إقامة عدد من المشروعات والمبادرات التي تعنى بحوار الآخر من أجل إبراز مكانة الدولة وريادتها في مجال التسامح، والالتفات نحو التسامح الثقافي الذي يتم تحقيقه من خلال عدة مبادرات مجتمعية وثقافية، أما المحور الرابع فيركز على اقتراح عدد من السياسات والتشريعات المهمة الهادفة إلى تعزيز قيمة التسامح على المستويات كافة، وأخيراً تحويل الخطاب الإعلامي في وسائل الإعلام المختلفة نحو قيم التسامح وقبول الآخرين .
ويمكن القول إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة تسامح تقدم خير مثال لقيم التسامح في العالم وهو ما أكده صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" بقوله إن دولة الإمارات والتسامح هما وجهان لعملة واحدة. كما أكد سموه تطلع دولة الإمارات إلى المشاركة الجادة في إنشاء وبناء مجتمعات تترسخ فيها قيمة التسامح والحوار وتقبل الآخر وصولا إلى تحقيق قيم التسامح بصورة حقيقية وواقعية على المستويين العربي والعالمي.
وأخيرا، فقد أصبح عام التسامح بادرة إماراتية بامتياز تشهد على المجهودات التي قامت بها الدولة عبر تاريخها الطويل من أجل ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش بين شعوب وثقافات العالم المختلفة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة